آخر الأخبار
The news is by your side.

بيروت تحترق … والخرطوم تغرق تغرق

بيروت تحترق … والخرطوم تغرق تغرق

بقلم: عواطف عبداللطيف

سلامات سلامات فلا وقت للقول ان ” القاهرة تؤلف وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ ” فذاك زمان انهزم او كاد يغادر ذاكرة التاريخ لان سجلات ورزنامات دولنا العربية ما باتت تسجل إلا قصص الدمار والاقتتال والفساد.

ولان جل قاداتنا هم اشبه بالدمي الكرتونية المضخمة للذات والجبروت وباتت تتلاحق أنفاسها وتتسابق ليس للبناء والعمار وإعلاء القيم النبيلة والفضائل بل تسارعت خطواتها لتقتل وتخنق ساكنيها يموت أطفالها كنوزها وثروتها تحت حمي الرصاص الحارق وهم اصلا لا يتوجعون لان أجسادهم أقتالها الجوع وسكن إحساسهم في منطقة ألا شعور وماتت مشاعرها هم لا وقت لهم لتقليب الاوراق وتلوين الاسطر وبعثرة الكتب والتعمق بين متونها واستنباط معانيها وإجراء الابحاث العلمية والعملية وغرس البذور النافعة للبشرية .

فتلك حلب. سوريا تشكو لطوب الارض بعد ان اقتالت صديقتها بغداد المنصور وها هي اليمن أرض بلقيس لا يكفيها الاحتراق وتفشل جبالها وحصونها وارثها وتراثها ان تقف أمام السحل والنهب والاحتراق ولا ياتينا منها إلا اجساد تنوح وتذرف الدموع ويسكت الكلام .

نعم تحترق بيروت فيا وجع الكتاب والقلم وقد جفت بين أزقتها وأروقتها أحبار الطباعة ودست بين أرففها ومرفأه ما لا عين رات ولا اذن سمعت هي كانت كالمغيبة تغني وترقص ففي ذلك الساحل الغربي تسكن إليسا وهيفاء وماجي وربما جوعي وعطشي من أطفال بيروت الامس تصادف وجودهم بتلك النواحي ينخرون في النفايات لعل بقايا خبز او فتافيت تبولة ادفقت بينها من الذين اتخمت كروشهم .

يختلف الدمار من حرائق وانفجارات لسيول وأمطار ولكن كله دمار وخنوع وانهيار فهناك بالخرطوم تبللت الاثواب البالية اصلا وتمزقت وتكسرت الأسقف الهالكة وما عاد للناس مواقد لطبخ الطعام ولا خبز ولا وقود ولا أمكنة للاتكاءة لاحتساء الشاي فالشمس تحرقهم بأشعتها لتجرفهم السيول من تحتهم ومن فوقهم وتلك الاصحف والجرائد والمجلات ما عادت تدخل ديارهم واي ديار تلك التي نخرها الجوع والعطش واي وقت يتبقى لتقليب الصحف والصحائف واي شعاع امل يمكن ان ينبت بين احرفها وكتاباتها.

 المساعدات تتدفق علي مطار بيروت نعم كما تدفقت قبلا علي مطارات خرطومنا المنكوبة و بغدادنا الجريحة ويمننا المنهارة فالطائرات تفرغ ما باجوافها واجندة خفية ترسم فكثير من تلك المساعدات لن يشبع الجوعى ولا تكسي العراة لان ما يلمع منه اصلا سيذهب للخزائن والبطون المتخمة وشيء من بقاياه سيدفق لسكان الخيم والأحراش والازقة الجدد الذين يتزايدون.

فكم هو صادم صورة ذلك الطفل الذي احترقت اطرافه او ذلك العجوز الذي انهار على راسه سقف تعريشة اصلا كانت لا تغطي اطرافه العارية .

وتتجدد أسطر كتب التاريخ ان هناك ايادي خفية تجلجل اركان الدول العربية وبايادي بعض ابنائها الخونة لكي لا ينعم أنسانها بالرفاهية والعزة والكرامة ولك الله يا بيروت ويا خرطوم وبرغم هذا وذاك فغدا لناظره قريب .

Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.