آخر الأخبار
The news is by your side.

يقظة فكر … بقلم: ولاء أمين .. المثقف

يقظة فكر … بقلم: ولاء أمين .. المثقف

المثقف المشتبك أو مثقف الشارع أو المثقف العضوي، الحقيقة أن دور هذا المثقف هو الدور المطلوب في المرحلة الراهنة…ذلك أن مثقف الشارع العضوي لا يشعر بهوّة “استعلائية” بينه وبين المجتمع ، يخالط المجتمع ، و يتحدث لغته…فهو كما يصفه أنطونيو غرامشتي الحامل لهموم كل الطبقات وكل الجماهير وكل الفقراء والمحرومين والكادحين…وعليه، فإن المثقف الحقيقي هو المثقف العضوي الذي يعيش هموم عصره ويرتبط بقضايا أمته…أي مثقف لا يتحسس آلام شعبه لا يستحق لقب المثقف حتى وإن كان يحمل ارقى الشهادات الجامعية.

المثقف العضوي يشعر بالمهانة حين يوصف أبناء جيله بالتافهة…كلمة “التافهة” مشتقة من الفعل (تَفِهَ) أي نَقصَ، النقص الذي يعانيه أبناء هذا الجيل هو نقص الشعور بالقيمة…لذلك يلجأ للتفاهة لكونها السبيل الأقصر والأسهل للشعور بالقيمة و توهم المشاركة الاجتماعية…ليس هذا فحسب هذا الجيل يعيش بين انعدام الهوية الذي تجعله منتمياً لدين أو حركة أو جماعة…فيكون هذا الانتماء دافعاً له للإنجاز، وبين القيمة التي يجدها في عوالمه الافتراضية.

إذا كنا نؤمن بسنة التدافع وننادي بالحق الذي يدفع الباطل، فمهمة المثقف العضوي هي دفع التافهة وعدم الاكتفاء بطرح المفاهيم بأسلوب فلسفي ونخبوي تحت بند أن العوام يتصفون ب “التافهة” التي ينبغي الترفع عنها….التنظير مطلوب، التفكير النخبوي والعميق مطلوب، الدراسات المتخصصة والاستراتيجية مطلوبة، ولكن كيف ستفهم العوام؟!

خلاصة القول…ما يجب علينا هو إيجاد نقطة التقاء بين العوام الغارقين في التافهة والنخبة التي تعجز عن توجيه الجماهير والأخذ بيدهم…وذلك من خلال توجيه الجماهير وتقديم خطاب قادر على جذبهم وتهيئتهم للتغيير والخروج من البرج العاجي…ذلك أن كلمة من روح القدس…و تسهم إلى حد بعيد في خلق الظاهرة الاجتماعية، فهي ذات وقع شديد في ضمير الفرد، إذ تدخل إلى سويداء قلبه فتستقر معانيها فيه لتحوله من “تافه” إلى إنسان ذي مبدأ ورسالة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.