آخر الأخبار
The news is by your side.

يقظة فكر … بقلم: د. ولاء أمين

يقظة فكر … بقلم: د. ولاء أمين

حقيقة لا أفهم كيف نزهد الناس بالحياة الدنيا وهم يعيشون فيها…نحن بذلك نختم على شهادات وفاة لمن هم على قيد الحياة، ذلك أن انعدام الخطاب المتزن وتقديم خطاب تزهيد الناس في الحياة الدنيا له تبعات كارثية.

لعل أبرزها هو قبول الفقر الذي تتسع دائرته شيئاً فشيئاً، فيبدأ كفقر أفراد ثم فقر مجتمعات وأخيراً فقر أمة وتعطل طاقات ابناءها.

خطاب التزهيد ماهو إلا خطاب الوقوع في وهم الخيرية والعمل للآخرة والتخليَّ عن القيام بواجب اللحظة.

واجب إدراك أن الأصل في الحياة ألا تُطاوعك، فهي حياةٍ مبنية بالضرورة على الصراع والمُغالَبة، ولا ينال المرء استحقاقه فيها إلا انتزاعاً، ومع أنه استحقاقه وحقّه إلا أنّه لا يصله طواعيةً بل إكراهاً ودفعاً ومجازفة، هذا الإدراك يبدد وهم القبول بالقليل من العلم والعمل تحت بند الزهد والعمل للآخرة.

يقول القائل الله عزوجل يزهد الناس في الدنيا …صحيح، القرآن يذكر بأن الحياة الدنيا لهو لعب وتفاخر وتكاثر وزينة، وفي ذلك دلالة سامية في المعنى.

معنى النجاة من العيش في حلقة مفرغة من الاستهلاك والسعار المادي ولكن في الوقت ذاته يحث على العيش في الحياة الدنيا.

حياة روحية يحضر فيها الضمير وتتفعل سلطته فيحيا المرء حياة أخلاقية تجعله صاحب رسالة ويدرك واجب لحظته الراهنة، وهو بذلك يسّنُ قانون للعيش في الحياة ويقدم فلسفة الاتزان “وَٱبۡتَغِ فِیمَاۤ ءَاتَاكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِیبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡیَاۖ وَأَحۡسِن كَمَاۤ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ إِلَیۡكَۖ وَلَا تَبۡغِ ٱلۡفَسَادَ فِی ٱلۡأَرۡضِۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِینَ”.

الفلسفة التي تقول بأن الدين الإسلامي … يتفهم الإنسان لأنه يشبه فشأنه شأن الإنسان له روح وجسد، روح متملثة في غيب وقيم روحية كفيلة بخلق حالة توزان بين جميع مكونات الإنسان فتخلق بذلك إشعاع الروح الذي بدوره يخلق إشعاع العقل والتعطش للفهم والإرادة للعمل.

وجسد متمثل في حركة اجتماعية وسياسية، حركة تجلي إشعاع العقل وانتشار الفهم والوعي بحقيقة الحياة وكيفية العيش فيها.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.