آخر الأخبار
The news is by your side.

يقظة فكر  … بقلم: د. ولاء أمين  .. انقلاب عدن

يقظة فكر  … بقلم: د. ولاء أمين  .. انقلاب عدن

يعترينا الغضب بسبب الانقلاب العسكري في عدن…ولكن ما الذي نستطيع فعله حين نغضب؟!

الطرف القادر على الفعل هو الطرف الذي يملك القوة، إذا كانت السياسة هي التجلي الواضح لوجود صراع، فإن القوة هي أداة السياسة الحقيقية لإنهاء هذا الصراع. الطرف الذي يجب عليه إنهاء الصراع هي الشرعية، ولذلك الشرعية بحاجة دعم دولي “قوة” لإنهاء الصراع وإفشال الانقلاب الحوثي في صنعاء والانقلاب العسكري في عدن…الشرعية لا تملك قوة لذلك هي تعجز عن إنهاء الصراع.

الصراع في اليمن لا يمكن إنهاءه عبر مطالبات الأطراف بالتعقل…ولكن يمكننا إكساب الشعب وعي يثمر تعقل مستقبلي، الوعي الذي يقول بأن الصراع هو موجد السياسة والقوة هي قلب السياسة؛ القوة من حيث المبدأ لا علاقة لها بالأخلاق، لكن في الواقع لا توجد عدالة حقيقة دون وجود قوة تعززها وتحولها من قيمة مجردة إلى واقع متجسد، لذلك امتلاك القوة السياسية من قبل شخص جاهل ولا تحكمه سلطة ضمير ولا يقظة فكر أمر كارثي…ذلك أن العقل العاطل والنفس الجاهلة مسكن الشيطان، الشيطان أزمته أزمة أهواء…والسياسي الجاهل يقود الدولة قيادة تحكمها أهواء النفس وشهواتها ومن غير المعقول أن يتشكل مستقبل الدولة عبر الأهواء!

مستقبل الدولة لا يمكن أن يتشكل إلا بوجود عقلاء يمنعون تحوَّل ميدان الحكم إلى ساحة أهواء ورغبات، ويؤمنون بالتشاور الذي يتضمن تعبير النخب الممثلة للشعب عن نظريات الإصلاح ودوام حركة التجديد…النخب ليست جماعة واحدة فقط تمتلك الصواب والاجندة الصائبة والمناسبة للعصر…النخب مجموع القوى الإبداعية في المجتمع، القوى التي تبث أفكارها فتتصارع هذه الأفكار وتتلاقح فيما بينها لتصل إلى الفكرة الصائبة…فكما يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه ” أضرب الرأي ببعضه يتولد منه الصواب”.

حين يحكم العقلاء يقومون بتمكين المجتمع وليس التمَّكن من المجتمع؛ بمعنى تعزيز مواطن القوة لدى فئات المجتمع حتى يتفاعل الأفراد مع تحديات الواقع ويساهم كل فرد بحسب قدرته واستطاعته….وبذلك ننجو ونصنع مستقبل دولة مدنية حديثة، تسمح بوجود كيان إنساني للفرد…الكيان الذي يجعل الفرد صاحب كلمة ورأي في الحياة…فتُستأصل شأفاة الجهلة ونمنع وقوع الدولة في يدهم من جديد.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.