آخر الأخبار
The news is by your side.

يقظة فكر … بقلم: د. ولاء أمين .. المرأة والزي والثقافة

يقظة فكر … بقلم: د. ولاء أمين .. المرأة والزي والثقافة

هل فكر أحدنا كيف تؤثر مشكلة المرأة والزي والثقافة وجميع المشاكل الاجتماعية…كيف تؤثر في سياسة الدولة؟!

الحقيقة أن الدولة هي انعكاس المجتمع وليس العكس…ذلك أن الحكومة مهما بلغت من القوة والبطش ماهي إلا آلة اجتماعية تتغير تبعاً للوسط الذي تعيش فيه، ومعنى ذلك أن كل وضع سياسي سيء ترعرع في مهد مشكلة الاجتماعية، فمثلاً المرأة الضعفية الجاهلة غير قادرة على الاعتناء والاهتمام بال “grass roots”…أي جذور المجتمع التي تنمو وتشكل البنيان المجتمعي، البنيان الداخلي تحديداً الذي يتكون من الأسرة وأفرادها…البينان القائم على العطاء ودافعية التأثير والتأثر والتفاعل مع معطيات الحياة…إذا كانت النفس الجاهلة مسكن الشيطان الذي هو عدو البشرية…فالمرأة الجاهلة مسكن الفساد الذي هو عدو التقدم وسبب انهيار المجتمعات. المرأة “امرأة ثقافة المظهر لا الجوهر” تلك المنشغلة بالحديث عن التحرش الجنسي والحديث عن زي المرأة، تلك التي تتوهم الدفاع عن الحقوق ورفض الظلم، الرفض الذي يتمثل في وضع مساحيق التجميل وعرض مفاتنها هي الأخرى غير قادرة على تنشئة أفراد المجتمع وإخراج أجيال قادرة على التغلب على إشكالات المجتمع والتفاعل مع تحديات العصر…التفاعل الذي يعني القضاء -النسبي- على أمراض المجتمعات التي تمهد لفساد الدول وتجعلها مقبولة ومعتادة. المرأة في أي مجتمع هي أفصح الأمثلة على وضعية القهر بكل أوجهه، بحكم أنها أضعف عنصر فيه…القهر الذي يمارس على المرأة فتصمت ويكون صمتها هو المهد لقبول القهر بجميع صوره وأشكاله ابتداءاً بقبول الصفع والعنف من زوجها وأبيها وأخيها…وصولاً إلى قبول قهر المستبد وتنشئة أفراد مجتمع يقبلون القهر ولا يحاولون رفضه أو التمرد عليه. أبلغ ما يستدل به في هذا المقام هي مقولة نابليون “إن المرأة التي تهز المهد بيمينها هي ذاتها المرأة التي تهز العالم بيسارها”…فالمرأة لا تهز مهد طفلها فقط، بل تهز مهد المشكلات الاجتماعية وتشارك في عملية بناء الانسان الذي هو رأس مال أي حضارة…رأس المال البشري أثمن من كل رأسمال، فمهما امتلكنا من بترول وغيره من مصادر الثروة المادية لن نتفوق على من يمتلك رأس المال البشري… رأس المال البشري يتحول إلى عدم حين يقبل القهر ولا يرفض الظلم، ذلك أن الشعور بالقهر ورفض الظلم ليس مجرد بطولات تتمثل في جرأة فرد وقوة شخص ولا روايات صامتة في صدور قوم صامتين يعلمون السر الخفي لمآساة القهر والاستبداد، بل هو تعبيراً عن وعي “وعي القهر” الذي هو دافع التغيير، الوعي الذي يطلق صيحات شعب بأكمله ويكون بمثابة مناجاة للضمائر الغافلة فيوقظها من نومها العميق.

خلاصة القول…النظام السياسي تحكمه سلطتان تتدافعان، سلطة ظاهرة وهي الفاعل السياسي المعلن وأخرى خفية وهي حدود الممكن السياسي التي تتظافر المكونات الاجتماعية في تشييده من تنشئة أفراد يمثلون أعمدته وجدرانه، المكونات التي تمثل عامل الحسم في قضية نهوض المجتمع وإنشاء نظام سياسي عادل…ولا تكون عامل حسم إلا عندما تستيقظ من غفلتها وتدرك بأن الكلمة التي تطلقها لرفض القهر إنما هي كلمة من روح القدس فهي تساهم إلى حد بعيد في خلق المكون الاجتماعي، الكلمة ذات الوقع الشديد في ضمير الفرد…تدخل إلى سويداء قلبه وتستقر معانيها فيه، فتحوله إلى إنسان ذي مبدأ ورسالة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.