آخر الأخبار
The news is by your side.

يقظة فكر … بقلم: د. ولاء أمين  .. الحرب الكلاسيكية

يقظة فكر … بقلم: د. ولاء أمين  .. الحرب الكلاسيكية

كانوا يقولون في الحرب الكلاسيكية أن ربع الساعة الأخير هو التي يقرر مصير الحرب… أما الآن فينبغي أن نقول أن ربع الساعة الأول هو الذي يقرر مصير الحرب…

ذلك أن ربع الساعة الأول هو الربع الفكري والاستراتيجي الذي يحدد أطراف الصراع ويساعد على فهم طبيعته…الحروب اليوم لا تُقام بهدف إنهاء المعارك المعلقة -حتى وإن بدا هذا هو الهدف- بل تُقام بهدف صرف الشعوب عن الأفكار المجردة ومرتكزات القيّم المستقرة في ضمائرهم واستبدالها بأفكار متجسدة تستهلك طاقات الشعوب وتُميت ضمائرهم…

فمثلاً إذا أردت صرف شعب عن مطالبته بالحرية…ما عليك إلا أن تشعل حرباً تستزف طاقته وتجعله يحيد عن مطالبته وعن الحياة الطبية التي تتضمنها المطالبة “مطالبة الحرية هي الفكرة المجردة” يحيد وهو يتوهم الدفاع عن أرضه واستردادها “وهم الدفاع عن الأرض هو الفكرة المتجسدة”…

من هنا ندرك أن انتصارات السلام في الأرض تتقرر في جبهات الصراع الفكري وليس في جبهات الصراع الأرضي…الدول اليوم التي تدخل في صراع أرضي تحيد عن الصراع العالمي؛ فالعالم اليوم يتصارع حول كسب السلام وليس حول كسب الحرب…فكسب السلام يعني انتصار حقيقي يتثمل في كسب الشعوب وتجنيدهم لصالح الفكرة…التجنيد الذي يتم عبر الإقناع وليس القوة…

من هذا كله نستنتج أن مهمة كل مُخلص يرغب في إنهاء الصراع الأرضي قد بدأت منذ أمد بعيد…وكل ما عليه هو التحرر من الأفكار المتجسدة والعودة للأفكار المجردة وإحيائها وإيقاظ الضمائر من خلالها.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.