آخر الأخبار
The news is by your side.

يا سكان الطابق الرابع … بقلم: كمال كرار

يا سكان الطابق الرابع … بقلم: كمال كرار

في زمن انتفاضة 1985 ضد السفاح نميري،وهو بالمناسبة كان قد نصب نفسه إماماً للمسلمين

بمباركة جماعة الترابي آنذاك،كان هنالك نشيد وطني مشهور يقول (يا سكان الطابق الرابع..يا

شركات وبنوك ومصانع ..دايرة اللمبة شوية زيت ..ولازم لازم نبني البيت)..وسكان الطابق الرابع

آنذاك ..هم البرجوازية التي تسكن في قصور عاجية،ولا تأبه بالغلابة والفقراء الذين يحتاجون

لإنارة بيوتهم إلي تلك اللمبة التقليدية التي تعمل بالزيت والتي يطلق عليها السودانيون لقب

(حبوبة ونسيني)..

الآن سكان الطابق الرابع ( أو سكان الطابق العشرين)،لم يسمعوا باعتصام لجان مقاومة ام

بدة،وهو قد تجاوز يومه ال44 ..ولمن لا يعلم ..فالمطالب عادلة ..بل أكثر من عادلة ..ومعظمها

اقتصادية،وذات علاقة بحقوقهم كمواطنين عاديين،مثل توفير الضروريات،ونظافة البيئة وإزالة

التمكين،وإقالة الفاسدين من المحلية،وغيرها..وهي جميعا لا تحتاج إلي كثير مال أو زمن

لتنفيذها ..ولكن ..!!!

ولكن سكان الطابق الرابع .في الولاية بدءاً من الوالي ..وانت نازل ..وفي مجلس الوزراء بدءاً من

رئيسه وانت نازل ..والمستشارون ..والمدنيون بالسيادي ..وغيرهم ممن أتت بهم الثورة لتنفيذ

مطالبها وللاستماع لصوت الناس ..لا زالوا يعتبرون (أمبدة) خلف التاريخ ..ولهذا فالإهمال سيد

الموقف ..

ولأن الحال هكذا ..ولأن الثورة لا تستأذن أحدا ..فإن صوتهم المهمل الآن في ميدان الاعتصام

..سيهز أركان مباني الولاية حينما يتحرك اعتصامهم نحوها ..وامبدة لمن لا يعلم تحمل في

جوفها 5 مليون مواطن ..ومسيرة هؤلاء نحو الولاية مشروعة بل هي واجب ثوري لا يحتمل

التأخير ..وبالتأكيد فإن لجان المقاومة الأخرى بالخرطوم ستشاركهم ..ولنر بعد ذلك من الذي

سيطنش مطالب الجماهير،ومن هو المسؤول عن اختفاء الرغيفة (بحجم اللقيمات) التي كان

سعرها 2 جنيه،والذي أصدر الأوامر بأن تتحول أفران السوق هنالك إلي بيع الرغيف التجاري

بسعر 10 جنيهات للرغيفة،والماعاجبو ياكل باسطة ..إن الاستهتار بلغ مداه بأهالي امبدة الفقراء

..وسدنة البنك الدولي لا يستطيعون حتى تجهيز القبور للفقراء الذين سيموتون جوعاً ..بسبب

شروط الصندوق والبنك الدولي .

كنت وسطهم بالأمس ..شفاتة وكنداكات ..يحملون هم الثورة والوطن في حدقات عيونهم ..تقول

قلوبهم الشجاعة ..أن الثورة ماضية لاستكمال مهامها ..مهما حاول البعض تعطيلها..يدركون أن

دماء الشهداء لم تذهب سدى ..ويستعجلون حكومة الثورة لكشف قتلة فض الاعتصام ..تحدثوا

وسألوا عن الأزمة الاقتصادية،والسلام والمؤتمر الدستوري ..والسودان بخير طالما كان هؤلاء

في الميدان ..يحرسون الثورة ..ويتطلعون للغد المشرق …

44 يوما وثوار وثائرات امبدة في الهجير والمطر ليلا ونهاراً ..ولا يكلف أي مسؤول نفسه بقطع

مسافة 30 كيلومتر من مكتبه (الفاره) وبعربيته المظللة ..ليسأل عن مطالبهم ..فقط ناهيك عن

تنفيذها ..
أي كوز مالو ؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.