آخر الأخبار
The news is by your side.

يا أهل الجنينة سلام … بقلم: كمال كرار

يا أهل الجنينة سلام … بقلم: كمال كرار

الجنينة في بركة من الدماء،ووكالات الأنباء تقول 84 قتلى ومئات الجرحى ..والسبب مشاجرة كما قيل،والتفاصيل (المقيتة) تتناقلها الأنباء المحلية والعالمية عبر التوصيف القبلي (مساليت – عرب )..لقد تقهقر السودان من صفة الدولة ..إلى الممالك القبلية.

ونظام الإنقاذ المبادة ..وفلسفة الأخوان المسلمين تقوم على نفي الوطن،وتخريب النسيج الاجتماعي،وتأجيج الصراع بين المجتمعات،لإضعاف حركة تطور المجتمع،وهكذا شهدنا ولاول مرة في الوثائق الرسمية خانة القبيلة،ويسألونك في جهاز الأمن عن قبيلتك،واتسع نطاق نظارات القبائل بهدف سياسي،وتم تسليح قبائل ضد قبائل ..ولو كانت القبيلة رجلاً لقتلته ..

واحتمى الساسة بالقبلية،والجهوية ..وصار النفوذ القبلي معبرا للنفوذ المالي والسياسي ..وداخل القبيلة الواحدة هنالك ( أبناء الذوات ..وأبناء الذين)..هذا الإرث القبيح يمشي على قدميه ..أمس واليوم وإلى حين إشعار آخر ..

سأل المحقق الإنجليزي البطل على عبد اللطيف عن جنسيته،فقال سوداني..فقال له أقصد قبيلتك ..فرفض الإجابة بقوله نحن سودانيون يضمنا وطن واحد ..فسجنوه ونفوه حتى الممات ..

وقال العبادي قبل 70 عاماً في إحدى مسرحياته الشعرية ( جعلي وشايقي إيه فايداني)..مستنكراً التباهي بالقبيلة ..

ولكن القتل مستمر ..لأن الوضع بعد الثورة كما هو عليه أيام النظام المباد ..

قلنا الرجوع للتقسيم الإقليمي ..لأن التقسيم الولائي قام على أساس القبيلة ..وحتى المحليات كذلك .. وهو سبب التفتت المجتمعي..والصرف المالي المترهل ..والفساد ..ومن نتائجه أيضا إرهاق المواطنين بالضرائب ..ولكن ظلت الأمور كما هي ..وقانون الحكم المحلي المقترح أسوأ من قانون الإنقاذ المبادة ..ونسيت (الحرية والتغيير) الحكم الإقليمي ..وهي في غمرة المحاصصات على مناصب الولاة ..

قلنا اتفاق جوبا للسلام لم يخاطب جذور الحرب..بما فيها قضية المعسكرات ..وأمنها ..واعتصم النازحون رفضا لخروج اليوناميد،وخوفاً من مآلات الوضع بعد ذلك،فلم يصدقهم أحد وهاهي الجنينة تثبت ذلك ..

قلنا أن السلام ليس فقط وضع البندقية،بل بالتنمية،والعدالة،والتمييز الإيجابي لمناطق الحرب،ونفي الإستعلاء الثقافي والعرقي والديني،ولكن وللغرابة فإن (فيتو) علماء الإنقاذ …عطل تحديث المناهج لتواكب الثورة ..والفتنة الدينية والعرقية في كل صفحة موجودة ..والمرأة في نفس المناهج كائن من الدرجة الرابعة ..وما خفي أعظم ..

ستذهب الوفود الرسمية للجنينة ..وسنرى الابتسامات المصطنعة،والحديث الممل عن جبر الخواطر والمصالحة ..ولكنها الزبد الذي يذهب جفاء ..

هذا أوان النهوض الشعبي لنزع فتيل الحرب ووقف الموت المجاني ..والرسالة موجهة لشباب بلادي من الجنسين ..وكما هتفنا (تسقط بس)،فلنهتف أرضاً سلاح ..نطوف به ربوع السودان ..برامج للوعي ..والتنوير ..والعيش في سلام ..

في طريقنا من سجن زالنجي إلي مطار الجنينة في مارس 2018 ..ونحن في عربات جهاز الامن ..رأيت الخضرة في كل مكان ..ووجوه الناس (التعابى) في تلك المدينة تحمل الابتسامات الجميلة ..وصادفتنا (رقشة) كتب صاحبها على ظهرها (ليه يا كديس تاكل حمام الناس) ..ولا زال السؤال قائماً ..

وأي كوز مالو ؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.