آخر الأخبار
The news is by your side.

وصلت الرسالة.!  … بقلم: شمائل النور

وصلت الرسالة.!  … بقلم: شمائل النور

بعد عام كامل، لا يزال الشارع محتفظ بجذوة الثورة، لا يزال بذات الروح التي صمدت لشهور في مواجهة آلة القتل حتى انتصر بخلع البشير الذي لم يكن نهاية المطاف، بل تأكد أن خلع البشير ماهو إلا خطوة أولى في طريق طويل وصولاً للتغيير الذي انتفض لأجله الشارع بعد ثلاثين عاما من الفساد والدم.

وهذا الطريق الطويل فرضته طبيعة التغيير التي أنتجت هذه الشراكة المائعة بين قوى ترغب في تحقيق إرادة الشعب في التغيير الشامل مقابل قوى لا ترغب إلا في أنصاف حلول قشرية، وهذا ليس بالضرورة أن يعني أن جميع المكون العسكري ضد التغيير الجذري ولا بالضرورة أن يعني أن المكون المدني كله مع التغيير الجذري.

أمس هدرت الشوارع في الخرطوم، بورتسودان، الفاشر والقضارف وغيرها من مدن السودان في ذكرى الثلاثين من يونيو والتي أجهضت مشروع انقلاب دموي مسنود بشكل مطلق على إرادة إقليمية.

خروج هذه الجموع لم يكن لإسقاط الحكومة والتي حتى الآن لم تشرع في تحقيق أبرز مطالب الثورة التي لا تقبل الانتظار، لكن مع ذلك، خرجت هذه الجموع لتمنح الحكومة الانتقالية تفويضا جديداً وربما يكون أخيراً إن لم تفهم الحكومة هذه الرسالة.

واللافت في شعارات مليونية 30 يونيو كان أبرزها العدالة والقصاص للشهداء، تقريباً هو المطلب الأبرز إن لم يكن الأوحد.

يبقى مفهوماً للجميع، جميع المكونات، حكومة بشقيها المدني والعسكري وقوى الحرية والتغيير التي تمثل الحاضنة لهذه الحكومة وتجمع المهنيين الذي تتقاتل أطرافه في إدارة صفحة على موقع “فيسبوك”. يبقى مفهوماً أن العدالة هي أساس التغيير المنشود، وأن الوقت غير قابل للتبديد مهما اجتهد المجتهدون، الهتافات التي تنادي بتحقيق العدالة والاقتصاص للشهداء كانت الأكثر حماسا وإلهابا للجميع، ما يعني أن هذه القضية حولها إجماع وإصرار ولا مفر من تحقيقها ولا مفر من مواجهتها.

هذا الشارع أكد بالأمس أنه لا يقبل بأنصاف حلول، ولن يقبل بأي شكل تسوية تقوم على تضييع الحقوق وتمييع العدالة. ربما استشعر الشارع تراجع كبير في رغبة قوى الثورة التي تسلمت الحكم في المضي قدما لتحقيق العدالة والتي تبدأ بمحاسبة رموز النظام المخلوع، لأن عام مر ولا يزال قيادات النظام في السجون، بما فيهم المخلوع.

العدالة غير قابلة للانتظار…والحلول القشرية مرفوضة..والرسالة وصلت.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.