آخر الأخبار
The news is by your side.

وزير الثقافة:يخاطب المرأة السودانية في اليوم العالمي للمرأة

وزير الثقافة:يخاطب المرأة السودانية في اليوم العالمي للمرأة

الخرطوم : عبدالرحمن الكيال

خاطب وزير الثقافة والإعلام الإتحادي ، الأستاذ حمزة بلول ، المرأة السودانية في اليوم العالمي للمرأة ، الذي يصادف (8 مارس 2021) ، مشيدا بدور نساء السودان في قيادة العمل الثوري .

وأشار بلول ، إلي أن تطورات العصور الماضية تمت بفضل أشياء أخري ، مراهنا بأن التأريخ الحالي والمستقبلي سيكون على المرأة .

ودعا الوزير ، إلي دعم مسار تمكين المرأة في الحياة السياسية والإجتماعية العامة .

وكشف بلول ، عن دور نساء السودان في قيادة العمل الثوري سياسياً وإجتماعيا ، وفي ساحات النضال والمواجهة المباشرة مع قوات النظام البائد .

ووصف وزير الثقافة ، نساء السودان بالصخرة الصماء ، التي منحت من حولهن معاني الصمود وحمتهم من عدم الإنكسار أو الخضوع .

وأكد الأستاذ حمزة ، أن الوزارة تساند وتدعم كافة جهود المرأة في المجالات المختلفة .

وفيما يلي يورد (سودان بوست)، نص خطاب وزير الثقافة والاعلام بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة (8 مارس 2021م):-

السيدات والسادة

الحضور الكريم بمختلف ألقابكن وألقابكم

يطيب لي أن أخطابكم في هذا اليوم الثامن من مارس بكل الفخر والاعتزاز، لا مشاركاً في اليوم العالمي للمرأة، وإنما حاضراً وسط هذا الجمع لإرسال رسالة شكر لكل امراة وسيدة وفتاة وبنت، لما ظللن يقدمنه في هذه الحياة.

إذا كانت تطورات العصور الماضية تمت بفضل أي شيء آخر؛ فإن رهاننا الحالي والمستقبلي سيكون على المرأة. ونشهد أنها تصدت للنضال وتحملت كلفته بجدارة، سيما خلال العقود الثلاثة الماضية، وهذا ما يحتم علينا جميعاً دعم مسار تمكين المرأة في الحياة السياسية والإجتماعية العامة.

الحضور الكريم

ظلت نساء السودان يقدمن الشهيدات الكريمات في مواقع الحروب والنزاعات في البلاد، كما تعرضن لجرائم الفصل التعسفي من العمل، وقدمن التضحيات داخل المدارس والجامعات السودانية؛ وواجهن حملة متعمدة قوامها القوانين المقيدة للحريات التي تم استخدامها بشكل ممنهج ومتعسف تجاه النساء، وكل تلك الممارسات التي ألقت بظلالها على كافة افراد المجتمع السوداني كانت جزءاً من سياسات النظام الشمولي خلال ثلاثة عقود والتي خربت النسيج الإجتماعي وأفقرت البلاد والعباد حيث شملت الإعتقالات والتعذيب في بيوت الأشباح والتضييق في الأرزاق وبث القمع والترويع والتخويف في كل أرجاء الوطن وفي الطرقات والبيوت، وكانت نساء السودان الصخرة الصماء التي منحت أزواجهم وأبنائهم وأخوانهم وأبائهم معاني الصمود وحمتهم من عدم الإنكسار أو الخضوع، كان صمودهن رهيباً بديعاً وهن يتحملن التبعات الإقتصادية والإجتماعية ومسؤولية الإعتناء بالأسر وطرق أبواب الرزق الحلال لتربية الأبناء والبنات ممن شردهم النظام المباد داخل الوطن أو خارجه، في ما كان صمودهن الأبدع والأروع صبرهن على فقدان الأبناء والأخوان والأزواج ممن مضوا لله تعالي شهداء على طوال مشوارنا الطويل من أجل الحرية خلال العقود الثلاثة الماضية.

عند اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة ، كان لنساء السودان دور عظيم في قيادة العمل الثوري سياسياً واجتماعيا، وفي ساحات النضال والمواجهة المباشرة مع قوات النظام تقدمن الركب فباتت شرارة الحراك زعرودة تعلن أوان الانتظام؛ فتخرج المواكب من كل حدب وصوب واستمر العطاء الشجاع والمقدام بشكل أدهش العالم أجمع حتى ارتبطت الثورة السودانية بشابات هن الامتداد للكنداكات التاريخيات اللائي حكمن بلادنا في حضارتنا القديمة.

السيدات والسادة

لقد بذلت حكومة المرحلة الانتقالية جهوداً مضنية وصادقة في مجال الحقوق وشرعت في شهورها الأولى في مراجعة القوانين المقيدة للحريات التي ظلت تستهدف النساء لعقود، منذ إجازتها وإقرارها من قبل النظام المباد وتفكيك المؤسسات والممارسات القمعية التي ظلت متسلطة على النساء، وتقوض حريتهن في العمل والسفر، بما في ذلك حقهن في مرافقة أطفالهن في حلهن وتراحلهن.

علينا في ذات الوقت الإقرار بأنه رغم الجهود التي تمت في ذلك السياق لا تزال هناك مجهودات تستوجب البذل لاستكمال تفكيك ما تبقى من ترسانة بعض النصوص القانونية المتبقية، والمصادقة والانضمام للعهود الدولية.

إن المشاركة السياسية للنساء السودانيات في الفترة التي تلت انتصار ثورة ديسمبر المجيدة شهدت خطوات تاريخية ومهمة إلى الأمام لكننا نأمل في تمثيل يليق بمكانة المراة السودانية ونضالاتها وحقها المشروع بالمشاركة الفاعلة في مختلف مجالات الحياة، ونود أن نشير إلى أننا ننظر لمسألة تعزيز الوجود والمشاركة للنساء ليس من زاوية التمثيل السياسي فقط، وإنما نشدد على ضرورة تكامل وتعضيض هذا الأمر بالتخطيط المركزي العام للبلاد من خلال وضع السياسات والإجراءات التي تعزز تمكين النساء اقتصادياً واجتماعياً وجعلهن عنصراً أساسياً وحاضراً في مجال الإنتاج الزراعي والصناعي والحيواني وتمويل المشاريع الصغرى وإدارة الاستثمارات الضخمة، لا يمكن تحقيق هذا الأمر دونما إدخال إصلاحات على القوانين واللوائح وفتح مجالات العمل الحر أمام النساء دون قيود أو كوابح، بشكل يجعلهن صاحبات إسهام بارز وأساسي في النهضة الإقتصادية والإنتاجية للبلاد. نعتقد أن هذا التحول والإسهام في الريادة الاقتصادية والتنموية هو الضمان والعامل الأساسي المعزز لحقوق النساء السياسية ودورهن في المجتمع.

نرجو أن نحتفل بهذه المناسبة في العام المقبل ونكون قد أضفنا خطوات لما تم سابقاً، ومن المؤكد أن الرجوع إلى الوراء ليس من ضمن خيارتنا على الإطلاق، وسنمضي قدماً حتى نكمل هذا المشوار ونجعل كل نساء السودان ينلن ما يستحقن من حقوق، ونطمئن أن حاضرنا ومستقبلنا طريقه مفروش ومفعم بالأمل.

وختاماً نؤكد على ان وزارة الثقافة والاعلام ستساند وستدعم كافة جهود المرأة في المجالات المختلفة .

قبل أن أشكركم وأغادر منصتكتن العامرة أن أنتهز هذه السانحة لأشكر نساء أثرن في حياتي، بداية بوالدتي، وزوجتي وبناتي، ومعلماتي وزميلاتي.

كل عام وأنتن بخير.

وشكراً لكم جميعاً

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.