آخر الأخبار
The news is by your side.

وزارتى الداخلية والخارجية وضعوا المنشار على الخشب بقرارهم المجحف !!!

كلام بفلوس..بقلم: تاج السر محمد حامد

وزارتى الداخلية والخارجية وضعوا المنشار على الخشب بقرارهم المجحف !!!

يا رب أمنحى صلابة الإيمان وعمق اليقين .. وأمنح يداى القوة والقدرة على قول كلمة الحق دون ريا ولا مجاملة ولا خوف إلا من الخالق الذى خلقنى وخلقكم .. ففى هذه الأيام العصيبة والتى يعيشها المغتربون فى دول الخليج على وجه العموم وقنصلية السودان العامة بجدة على وجه الخصوص .. أنت وانا وغيرى من المغتربين نتساءل ما نهاية هذه التحديات التى فرضت علينا كمغتربين .. وما مصير هذا المواطن المغترب الذى وقع عليه الظلم من وزارتى ( الداخلية والخارجية) فى زمن سقطت فيه كلمة (مغترب) فى قواميس الرحمة والإحساس .. أشياء كثيرة تعذبنى كمغترب وكاتب .. اراها وأحسها ولا املك حيالها إلا عقلا مشتعلا بالأفكار وبعض كلمات مغسولة بالألم والمعاناة من جراء ماتفعله. زارتى الداخلية والخارجية .

دفعنى لكتابة هذه المقدمة ذاك القرار الظالم الذى وضعته وزارة الداخلية مع وزارة الخارجية (بتقليص عدد موظفى بعض السفارات والقنصليات بالخارج .. لست هنا بصدد الخوض فى واجبات ( الداخلية والخارجية) ولكنى ادلف إلى وضعيات الوجود السودانى نفسه والذى تواجهه اشكاليات لا حصر لها وقضايا متعددة بالاخص فى منطقة مكة المكرمة (جدة) التى تكتنفها العطالة والإقامة غير القانونية والظل الثقيل على الآخرين التى قد تصل فى بعض الاحيان إلى مهددات أمنية للدول المستقبلة مما يضطرها إلى القبض عليهم والزج بهم فى السجون .

كل هذه المشكلات يتم علاجها عبر القنصلية السودانية العامة بجدة (إدارة الجوازت) التى يقع عليها العبء الأكبر .. لكن بفضل من الله وفضل هؤلاء الضباط الذين يعملون دون كلل ولا ملل لراحة هذا المواطن يطل عليك فجأة هذا القرار (بتقليص عدد الضباط) والمسؤولين على علم ودراية بأن القنصلية السودانية العامة بجدة أكثر القنصليات كثافة بالمغتربين .. هنا تتوارد الاسئلة التى لا ولن نجد لها إجابة لأن المسؤولين سامحهم الله وضعوا المنشار على الخشب .. لكن لابد من كتابتها حتى ولو ادى ذلك إلى ما لا يحمد عقباه .. فيا أيها المسؤول هل سألت نفسك عن عدد المغتربون السودانيون المتواجدون بالمملكة وبالاخص (جدة)؟ والتى تواجههم دوما مشكلات لا حصر لها ؟ ولم يجدوا حلا لهذه المشكلات إلا عبر ضباط الجوازات بالقنصلية الذين عقدوا العزم والإصرار على مواصلة العطاء لراحة هذا المواطن بقيادة ربان سفينتهم العقيد عارف كنان (مدير الجوازات).

الذين يقرؤون يعرفون جيدا إن أخطر مايزعزع ثقة المغتربين تعامل المسؤولين لقراراتهم المجحفة التى تنص على (تقليص عدد ضباط الجوازات) فى الوقت الذى هم فى أشد الحاجة لزيادة ضباط الجوازات وليس التقليص .. لتذليل جميع العقبات التى تواجه المواطن السودانى المغترب .. هنا اناشد المسؤولين بسحب ذلك القرار من القنصلية السودانية العامة بجده التى تعج بكثافة وجود الجالية السودانية عاجلا وليس أجلا وزيادة عدد الضباط حتى يسير العمل بالصورة المطلوبة والمرضية .

ففى هذه الجزئية دعونا نقرأ ما سطره قلم البروف عوض ابراهيم عوض الرجل المثقف والسودانى الاصيل واضعا النقاط على الحروف بقول كلمة صدق دون محاباة ولا مجاملة .. حيث أفاد بأنه حضر من أبها البهية قاصدا القنصلية السودانية العامة بجدة لتجديد جواز سفره .. ذكر قائلا : رايت أرتالا من البشر يتقاطرون صوب مبنى القنصلية .. الذين بالداخل أضعاف الذين فى البوابة .. ينشدون الدخول .. ولعل ظروف الحرب اللعينة فى بلادنا هى التى جعلت الآلاف من أهلنا يتقاطرون نحو جدة وغيرها من المدن السعودية وكلهم يحتاجون للقنصلية او السفارة لتسوية معاملاتهم .

وبصراحة بصراحة فقد هالنى الإبداع والشهامةوالصبر والإحترافية التى يعمل بها موظفونا بالقنصلية .. والله العظيم ذكرونى بشهامة الإنسان السودانى وأخلاقه السامية التى كنت أخشى أن تكون الحرب قد قضت عليها .. رجال اشاوس بمعنى الكلمة .. الكل منهم يعرف ماذا يعمل .. لم ارى فيهم متجهما أو متذمرا او متأففا وإنما الكل يتعامل مع العشرات من الذين يطلبون خدمة القنصلية .. واعجبتنى سرعتهم فى إنجاز طلبات كل من تقدم إلى أحدهم حاملا جوازه أو شهادات أبنائه او عقودا تحتاج إلى التوثيق وما شابه ذلك .. الكل يسألا وهم يجيبون فى اربعية بديعة .

واثناء جلوسى داخل احدى الصالات إلتفتت إلى إمراة كبيرة وقالت لى ( والله ياولدى أنا فخورة بهذا الشاب الذى لا يكل ولا يمل ويبتسم فى وجوه كل هؤلاء الناس لم يرفض التحدث إلى أى واحد منهم .. ويستلم أى ورقه يقدمها له رجل أو إمراة .. ويقضى ما يراد منه) وقبل أن أرد عليها تحدثت إمرأة أخرى كانت تتابعنا وهى جالسة على كرسى وتحمل طفلا صغيرا بين يديها وقالت ( والله أنا فخورة بهؤلاء الرجال لأننى حينما جئت للقنصلية احمل طفلى هذا ظننت أننى سأموت من التعب لكثرة الناس .. ففاجأنى أحدهم وقال لى تعالى يا أختى وحمل منى الطفل وأدخلنى مباشرة للصالة التى بدأت فى عمل الإجراءات لى .. وعلمت حينها إن أى أمراة تحمل طفلا يعاملوها بنفس الطريقة .. فيا لهم من رجال نسأل الله أن يجزيهم عنا خير الجزاء) .

حرصت أن أعرف أسماء بعض رجالها الذين بهرتنى جدارتهم وأصالة معدنهم التى رايتها بأم عينى .. فقررت أن أشير إلى بعض الذين تابعت اعمالهم بنفسى وهما ( العقيد عارف كنان ومجذوب مصطفى) وأضيف من عندى الاخوين العزيزين ( العقيد ابراهيم والمقدم مامون معهم الملازم عبدالرحمن) .. يا الله انكم فخر لاهل السودان بلا ادنى شك .. وبالفعل فإنهم جميعا يمثلون خلية نحل بمعنى الكلمة .. واسال الله أن تكون بقية قنصلياتنا فى كل انحاء العالم بنفس هذه الكفاءة .. وعبرهما أحى الاستاذ / محمد حسن محمد القنصل العام بالإنابة ( إنتهى) .

شكرا من القلب أخى البروف عوض إبراهيم عوض .. مرحى بهؤلاء الضباط القامات الساقمة .. ونفتخر بمثل هؤلاء الجنود البرره الإجلاء الذين إستمدوا النهج الإنسانى من القيم الإسلامية .. يالها من عظمة استوت على عرش القلوب قلوب كل مغتربى السودان وبكل ألوانهم وسحناتهم ليست المتباينة ولكنها المتكاملة .. تمنيت لو كنتم معنا يا معالى وزيرى الداخلية والخارجية .. لتروا بأنفسكم مايقمون به من اعمال لا توصف فى كلمات .. فهل مثل هؤلاء يستحقون مثل هذا القرار ؟ بالطبع لا وألف لا .. فمن هذا المنبر اناشد السيد/ البرهان بالنظر لقرار وزيرى الداخلية والخارجية الذى ينص بتخفيض ضباط الجوازات وسحب هذا القرار فهؤلاء يستحقون أن نرفع لهم القبعات .. أليس كذلك سيدى البرهان .. وكفى..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.