آخر الأخبار
The news is by your side.

هل ستنجح جهود المبادرات في نزع فتيل الازمة في السودان؟

هل ستنجح جهود المبادرات في نزع فتيل الازمة في السودان؟

بقلم: محمد خير

ان لهذه الازمة المفتعلة عواقب وخيمة ان لم تتدارك في مقبل الايام وسوف تصبح كارثة حقيقية تهدد وحدة وسلامة البلاد.

دعونا نعرف الازمة اولا : هي التهديد الخطير للمصالح والأهداف الجوهرية التي يسعى البشرية إلى تحقيقها ويشمل هذا التهديد حجم وقيمة الخسارة المحتملة، و كلما زاد حجم الخسارة زادت الاوضاع تعقيدا .

وبناءً على هذا التعريف يمكننا ان نسمى اوضاعنا الداخلية بانها ازمة حقيقة لما تحمل من تهديد مستقبل ووحدة الدولة السودانية ان الانقلاب الذي قامت به مجموعة المجلس العسكري بلا شك قوض مجموعة من المصالح الكلية للدولة السودانية وتحول الاستقرار الي عدم استقرار وسيولة امنية وسياسية حيث فقد الشعب السوداني على اثر هذه الازمة ارواح عزيزة من غيرة شبابها وشاباتها الخلص الذين يطمحون في بناء دولة محترمة دولة تسود فيها قيم الحرية ، السلام و الديموقراطية.

بالاضافة الي الفراغ الدستوري الذي ماثل الان امامنا منذ الخامس والعشرين من اكتوبر ٢٠٢١ لم تستقر الاوضاع السياسية في السودان بل يزداد تعقديا توما بعد يوم مما جعل حتمية تدخل الشركاء الاقليمين والدوليين لنزع فتيل الازمة .

بين هذا وذاك يبقى الامل معقود على تسامي الشعوب السودانية من اجل الدفع بقاطرة هذا البلد الي الامام وتتجسد هذا الوعي المستنير في طلعية الشباب الثائر الذين اعطوا الشعوب السودانية دروس في الوحدة والوطنية والتسامح رغم آراء الاجيال السابقة في هذا الجيل الا انهم يحققون انجازات يوما تلو الاخر.

ويظل ظرة الجيل السبق او تحفظاتهم لا تعدوي سوي صراع اجيال.

حيث فشل الجيل الاول والثاني في تأسيس دولة المواطنة في السودان فمن الطبيعي الجيل الثالث ان يخطوا خطوات نحو التأسيس الذي ظل يفتقده الشعوب السودانية.

هنالك مبادرات الان مطروحة في الساحة السياسية السودانية للعودة الي مسار التحول الديموقراطي ربما تفلح في اعادة الاوضاع الي طبيعتها والعودة الي الشرعية الدستورية.

ولابد للمبادرات ان تستصحب معها تجربة اتفاق ٢١ نوفمبر الذي قوبل بالرفض من غالبية الشعب السوداني وكاد ان يعصف بمصداقية ووطنية رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك.

ويأتي في مقدمة المبادرات مبادرة ملتقي اساتذة جامعة الخرطوم والتي طرحت في الايام الفائتة والان تعمل من اجل ان تقيم مؤتمر جامع للكيانات الثورية للحوار المفتوح من اجل صياغة رؤية تساهم في اخراج هذا الوطن من عنق الزجاجة.

ايضا طرحت بعثة الامم المتحدة لدعم الفترة الانتقالية والتحول الديموقراطي UNITAMS في السودان مبادرة للحوار بين كل الثوار والقوى السياسية وتوسيع دائرة المشاركة السياسية في السودان برعاية الامم المتحدة .

يظل نجاح هذه المبادرات مرهونة برؤية لجان المقاومة والتي تنص علي اللاءات الثلاث
(لا حوار لا شراكة لا مساومة) هذه اللاءات هي برنامج عمل ورؤية لجان المقاومة التي تعمل من اجل تحقيقها على ارض الواقع والتي تهدف الي فرض حكومة مدنية صرفة .

عبر آلياتها السلمية التي تشمل المظاهرات السلمية المستمرة والعصيان المدني الشامل.

بلا شك ان الواقع السياسي الذي تشكل بعد الانقلاب يؤكد حقيقة واحدة ان الشراكة مع رموز المجلس العسكري اصبحت مستحيلة ولا يمكن ان يتقبله الشعب السوداني الشغوف للديموقراطية والحرية والسلام ، لان تجربة العامين الماضيين اثبتت ان هذه المجموعة لا تؤمن بالديقراطية ولا يمكن ان تكون ضامنة للتحول الديموقراطي المنشود بالاضافة الي كونهم يتعهدون ويخلفون الوعود.

حيث ظلوا يطمئنون الشعب السوداني على حرصهم على التحول الديموقراطي اكثر من غيرهم فاذا بالشعب السوداني يفاجأ بانقلابهم على الشرعية الدستورية في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ بعد اربعة ايام فقط من احتفال الشعب السوداني بذكرى ثورة اكتوبر المجيدة.

رؤية لجان المقاومة للحل كانت واضحة حيث يرون ضرورة تسليم قيادة البلاد الي حكومة مدنية متوافق عليها وتجد قبول الشارع السوداني بالاضافة الي استبعاد الجنرالات الذين قاموا بالانقلاب.

وكذلك استبعاد رموز النظام المباد عن المشهد السياسي و اعادة استكمال مؤسسات الفترة الانقالية وتمثيل الثوار في المؤسسات التشريعية لتأسس لفترة ما بعد الانتقالية المرجؤة بشكل يضمن لها النزاهة والشفافية وحتي لا يتسلل النظام البائد الي السلطة على ظهر البوت او الدبابة للمرة الاخرى وقطع الطريق امام كل الذين لديهم اوهام الحكم العسكري.

في تقديرنا هي رؤية واضحة واشارة صريحة للمبادرات التي تعمل من جل نزع فتيل الأزمة ان تستصحب معها هذه المواقف الثورية.

اذن هذه الرؤية هي تمثل طوق نجاح للدولة السودانية للعبور بها الي الضفة الاخرى.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.