آخر الأخبار
The news is by your side.

هل اخترت هذا الدين أم أنه موروث عقدي؟! .. بقلم: د. ولاء أمين

هل اخترت هذا الدين أم أنه موروث عقدي؟! .. بقلم: د. ولاء أمين

قبل أربعة أو خمسة أعوام طرحت هذا السؤال بعد مواجهة عدد من الاسئلة الدينية كانت تؤرقني وكنت أبحث عن إجابات لها، فمثلاً ماهي فكرة “الحرام”…لماذا توجد محرمات في حياة المرء؟!، ما الذي يجعل الابناء في حالة انكسار دائمة مهما فعل أو ظلم الآباء…من أين اكتسب الآباء هذه القداسة أو لنقل المنزلة التي تقارب منزلة الإله الذي ” لَا یُسۡئلُ عَمَّا یَفۡعَلُ وَهُمۡ یُسۡئلونَ”؟!…لماذا التشدد في الحديث عن الاختلاط ومحاولة تصوير الرجل بأنه كائن شيطاني يصيب الفتاة بالأذى إذا ما تعاملت معه؟!

طرحت هذه التساؤلات على العديد من أهل الدين ولكن لم أجد إجابات شافية، ثم عزمت على البحث عن إجابات و التعرف على الإسلام بمفردي من خلال قراءة القرآن فقط، بدء الأمر بشكل بحثي للإجابة على التساؤلات ولكنه تحول تدريجياً إلى تأمل وتدبر وتطبيق لما اقرأه في الحياة اليومية…فمثلاً “وقولوا للناس حسناً” قمت بتطبيقها في الواقع، فوجدت أن السلام والتحية التي كنت أتعمد تجاهلها حتى لا يزعجني الناس بثرثرتهم تحدث فرقاً وتعتبر أحد أشكال “الإحسان” وأن هناك معيار قرآني وآخر معرفي يحدد ماهي الثرثرة، فالمعيار القرآني هو “اللغو” أي كل حديث لا يزيدك علماً ولا ديناً وأما المعيار المعرفي فيقول كل ما لا يندرج تحت بند اهتماماتك يعتبر ثرثرة ولا وجود للأحكام المطلقة، عندئذ أدركت معنى قول محمد إقبال “لا تكن أسيراً للمتزعمين للدين والمحتكرين للعلم، بل استمد حياتك من القرآن رأساً…إن هذا الكتاب هو مصدر حياتك و منبع قوتك، إنه ليس كتاب فحسب…إنه أكثر من ذلك…إذا دخل القلب تغير الإنسان، وإذا تغير الإنسان تغير العالم”، الحقيقة أن تدبر القرآن وتأمله وتطبيقه هو بمثابة تكوين فرد خالص التكوين تكويناً من خلال المنهج الإلهي الذي يتضمنه القرآن…بمعنى تكوين الفرد على الصورة التي خُلق عليها من دون تشويه أو تبديل لهذه الصورة…صورة “الخليفة”.

أما بالنسبة للتساؤلات بحثت عن إجاباتها في بطون الكتب وعقول وأحاديث أهل العلم…مستخدمةً نفس نهج التدبر والتأمل والاستنتاج الذي اتبعته مع القرآن، خلاصة القول القرآن كما يصفه عبدالله بن مسعود “مأدبة الله، من دخل فيه فهو آمن”.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.