هـو وهـي .. أماني محمد صالح

هـو.. وهـي

بقلم: أماني محمد صالح

 هـي

قالت  لصديقتها :  هذا يختلف تماماً عن  الرجل الذي احببته وحلمت بالعيش معه، فقد تغيرت فيه أشياء كثيرة،  لم يعد ذلك الحنون الرقيق، الذي يحتويني بحنانه وحبه وأنسى معه كل الهموم، أشعر بأنه أصبح رجل آخر، لم يعد الرجل الذي احببته من أول نظرة.

هل سقطت الأقنعة، هل كان يخدعني، فقد ظهرت أشياء كثيرة لم أنتبه لها، هل حبي له أعماني عن هذه الصفات، لا أدري.. لكن شئ ما تغير في علاقتي به، هل يعقل أن يغار من اهتمامي بطفلي   ومنزلي وأصدقائي، فكل هذا من أجل الأسرة التي تضمنا معا.

 (أخشى من وجود أخرى في حياته) قالت هذا بكل ألم،  شعرت بالتغيير فيه وتريده أن يعود كما  كان في السابق،  فهي ما زالت تحبه، هكذا باحت بالسر لصديقتها !!

 هـو

لم تعد تلك الرقيقة التي كانت تملئ الدنيا ضجيجا و فرحا، تلك التي أحببتها، وحلمت معها بحياة هادئة فقد تغيرت كثيرا، فقد اختفت الرومانسية في حياتنا، لم تعد تلك التي كانت تجبرني على العودة إلى  المنزل، مهرولا حتى لا تفوتني لحظة معها، فقد أصبحت ثرثارة تتحدث في أشياء لا أهمية لها، فقط تهتم بالبيت والأطفال وكأن دوري قد انتهى معها، لا أنكر اهتمامها بالبيت والأطفال، لكن أين انا من كل هذا؟ فقد ضاعت مني وسط كل هذه الواجبات، فأنا مازلت اعشقك، عودي كما  كنت عزيزتي!!

 إذا  كان هذا هو آنين كل واحد منهما مع اعتراف كل منهما بحبه للآخر، وان المشاعر  الجميلة مازالت  تسكن في القلوب،  لماذا   الشعور بالغربة، لماذا تختلط أشياء كثيرة بعد سنوات من الزواج، لماذا الفتور  طبيعة الحياة، أن تظهر  صفات تكتشف بعد الزواج، لان قبل الزواج كل منهما يظهر ما هو جميل،  أو إن هنالك صفات تظهر  مع العشرة، لكن نتكيف معها، أم هي سقوط لأقنعة كانت تخفيها ستارة الحب، أو ربما رسم كل منهما صورة خيالية عن الحياة، عندما لم يجدوها صدموا بالواقع، فحدثت الفجوة،و الكثير من التساؤلات.

في كل الأحوال يجب أن لا ينتحر الحب، الحب يجعلنا نسترجع كل شئ جميل في حياتنا، بالتغاضي عن الأخطاء، وتحمل كل منهما للآخر، وفهم طبيعة الحياة بعد الزواج والتغيرات التي تحدث فيها.

بالحب والتسامح يمكنهم أن يعودوا أفضل مما كان، فقط عليهم فهم فلسفة الحياة، والتعامل مع كل مراحلها بكل ذكاء، ففي هذه الحالة الذكاء الاجتماعي والعاطفي يحسم الخلاف، فلكل مرحلة معطياتها  ومتطلباتها التي يجب ان تضع لها اعتبارا وخطة.

قد يعتبر البعض حديثي هذا ترفاً عاطفيا، لكنه بوح  قد يبوح به كثير منهم، إن لم يكن مع الأصدقاء، فمع أنفسهم في حوار  النفس مع النفس.

 نتمنى أن تظل  الأحاسيس الجميلة كماهي دون  إنتحار وذبول.