آخر الأخبار
The news is by your side.

نُذُر صراعات بين العسكر و قيادة الدعم السريع

نُذُر صراعات بين العسكر و قيادة الدعم السريع

بقلم: عبدالحليم عباس

يبدو أن الانحلال بدأ يدب داخل القوى المتحكمة في المشهد؛ هناك نُذُر صراعات بين العسكر و قيادة الدعم السريع، ما يعني تصدع المنظومة الأمنية، و هذه المنظومة الأمنية بكل ما فيها تظل أهم مكون في الدولة، أهم من القوى السياسية مجتمعة بأحزابها و ناشطيها و ثوارها، و لو تفككت هذه المنظومة فعلى البلاد السلام، لأن القوى السياسية أضعف من أن تحافظ على نفسها ناهيك عن المحافظة على البلد.

يظل أهم انجاز في هذه الثورة و هذا الانتقال هو وحدة و تماسك الأجهزة العسكرية، و التي بدونها فلن يحافظ هؤلاء الهواة الذين يقودون الثورة على السودان ساعة واحدة.

القوى السياسية المدنية و شبه العسكرية ما تزال عاجزة عن تحقيق أدنى توافق حتى داخل صف قوى الثورة و المعارضة للنظام السابق ناهيك عن التوافق مع بقية المكونات، و هي عاجزة عن إدارة حي في مدينة و ان اجتمعت، فكيف و هي متفرقة و متصارعة ؟!

ان استمر الوضع على هذه الوتيرة بدون مبادرة وطنية لتسوية شاملة تشمل العسكر بشكل أساسي و تضمن الانتقال الآمن نحو النظام الديمقراطي برضى و توافق الجميع فإن السيناريو الأسوأ لن يكون الانقلاب العسكري، بل سيكون الانحلال الشامل و تفكك البلاد بحيث يصبح الانقلاب العسكري نفسه حلما عسير المنال.

أما المعركة بين العسكر و المدنيين فقد فات أوانها و أصبحت غير مجدية على الاطلاق، و القوى المدنية ليست في وضع يؤهلها خوض مواجهة أو تصعيد من أي شكل.

و قوى الحرية و التغيير قد راهنت منذ البداية على الشراكة و اقتسام السلطة مع العسكر بدلا من التوافق السياسي و الوحدة الوطنية، و أصبح كل همها هو المحافظة على هذه الشراكة مع موقع الضعف و الارتهان و ان تظاهرت بغير ذلك.

هذه الشراكة يبدو أنها تهتز الآن، و لكنها تهتز في اطار عملية الانحلال و التفكك الشاملة التي تسري في كل المكونات. و لذلك فإن مصلحة الجميع هي المبادرة قبل وصول هذا الانحلال لنقطة اللاعودة، حينها سيخسر الجميع.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.