آخر الأخبار
The news is by your side.

نصف كلمة !! … بقلم: صلاح الدين عووضة

نصف كلمة !! … بقلم: صلاح الدين عووضة

تخرج طبيباً..
وهو من أبناء منطقةٍ ما بشمالنا النوبي..
ولكنه من الذين لا مصاهرة بينهم وبين غالبية أبناء المنطقة هذه..
ونحجم عن الشرح أكثر مراعاة لخطوط حمراء ليست سياسية ؛ بل اجتماعية…و نفسية..
وأراد أن يُكمل نصف دينه ؛ بعد أن أكمل كل تعليمه..
بيد إنه لم يشأ النظر أفقياً ؛ في مساحة أهله…وأسرته…وعشيرته…ومن يحملون جيناته..
بل رأسياً ؛ تطلعاً لمن رأى إنه ارتقى إلى مصافهم..
ومفردة مصاف هنا لا تُفهم إلا من زاوية ما هو مشاع من مفاهيم بين الناس…كل الناس..
وطرق بيوتاً عدة في تلكم المنطقة ؛ طلباً للقرب..
فكان البعد – أو الإبعاد – هو مصيره عقب كل طرق ؛ بتهذيبٍ حيناً…وتجريح أحياناً..
وقاده الطواف – آخر المطاف – إلى بيت وجيهٍ…ابن وجيه..
وليس لأنه جُن ؛ وإنما العكس تماماً…فقد كان في غاية التعقل وهو يطرق طرقته الأخيرة..
فالوجيه هذا له زوجتان..
إحداهما من اللائي ينظر إليهن بطل نصف كلمتنا هذه رأسياً ؛ والأخرى من ذوات الأفق..
أو من ذوات السطح الممتد على مستوى أفق وضعه الاجتماعي..
وضعه هذا الذي لا يد له فيه ؛ وإن كان له يدٌ في أن يرضى به – كقدر محتوم – أو يأباه..
فصوب بطلنا نصف دينه صوب إحدى بنات زوجة الوجيه الأفقية..
فكانت المفاجأة – له قبل الآخرين – أن تم صده أيضاً ؛ فالعبرة هنا بالأب…..لا الأم..
وانتهت نصف الكلمة..
ولا ندري ماذا فعل صاحبنا بنصف دينه..
وكل مأساته !!.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.