آخر الأخبار
The news is by your side.

نساء الخرطوم ” ٣ ” نموذج يحتذى به

نساء الخرطوم ” ٣ ” نموذج يحتذى به

بقلم: عواطف عبداللطيف

كتبت قبل سنوات مقال ” لمة النسوان ” وهي عادة طيبة انتشرت بالأحياء ووسط الاهل تلتقي النسوة باحد البيوت يتسامرن ويتبادلن الافكار وطورت بعضهن هذه اللقاءات الحميمة بعمل جمعية او ما يعرف بالصندوق.

وشهريا يقمن بشراء حاجة المشتركة من كراسي او ملايات بأسعار المصانع والاسواق الشعبية محاربة للانفلات في الاسعار ولا تخلو هذه اللمات من ” الشمارات التي تعني ألاخبار المدسوسة والتي فشلت ان أعرف مصدر المسمى وأميل انها اقتبس من بهار ” الشمار ” الذي يدس بصحن الفول.

والشمارات وفقًا لوسائل التواصل الاجتماعي تحولت لما يعرف بالإشاعات التي باتت بعبعًا واداة للمكايدة الضارة .

ختمت مقالي برجاء ” ليت الزولات يوجهن جزءًا من مشاركتهن ” الجمعية ” للشارع فبدلا من حبسها فقط لتجديد الاثاثات المنزلية وتكدس الاسرة والملايات والحلل والصحون علی ضرورتها لرصف الازقة، وامام بيتي وبيتك وللشوارع التي تتكدس فيها اوساخ وروائح كريهة مضارها تلف الجميع وتزكم الانوف وتنشط العلل والامراض فطالما عجزت المحليات واللجان الشعبية عن القيام بمهامها الاساسية ” .

واليوم أكتب مقالي هذا تقديرا لنساء حي الخرطوم “٣” كامتداد لفكرة قيام شراكات بين ساكنى الأحياء لنظافة الشوارع ونقل النفايات لتكون تلك البيوت الرائعة الانيقة المعطرة ببخور الصندل والشاف والمسك تطل ابوابها علی شوارع خالية من النفايات الضارة والاوساخ واكياس النايلون التي افسدت البيئة وخنقت الهواء ولوثت الاخضر واليابس لتتشابك ايدى الزولات ويكونوا اضافة حقيقية وجديدة في سجلات المسوؤلية الاجتماعية الفاعلة .

في الاسبوعين الماضيين تصدر الفعل الرشيد لنساء حي الخرطوم ” ٣ ” وسائل التواصل الاجتماعي واللائي استطعن ان يحولن ميدان كان بقعة موبؤة بتلال من النفايات والأوساخ المتراكمة، تسببت في انتشار الهوام والحشرات من باعوض وذباب فنهضت هؤلاء النساء الرائعات الهميمات وقمن بأنفسهن بازالة الاوساخ وترميم الحفر وبذر البقعة بالنجيلة والزهور بعد ان تم تسويرها بلمسات ذكية بإعادة تدوير لساتك سيارات تالفه وتلوينها بأصباغ جاذبة … وتحول ميدان الاوساخ لحديقة انيقة ومتنفس للاسر والاطفال .

نساء الخرطوم ” ٣ ” نموذج يجب ان يعتد به الاخرين وليطور لأشكال اخر لا تقف عند حدود رفع وازالة الاوساخ وتغيير ميدان من مكب نفايات لحديقة للاسر ومجمع ترفيهي لاطفالهن .

مثل هذه التجربة يمكن ان تتحول لمصدر دخل إضافي بإعادة تدوير النفايات لصالح انتاج اسمدة وشتول وغرس أشجار مثمرة وان تتحول جلسات الإنس لاركان مثاقفة مجتمعية وقراءات فكرية ودروس تقوية للتلاميذ وانشاء ركن لألعاب الاطفال واخر لرعاية المواهب كالرسم وصناعة الاكسسوارات وتعليم بعض الحرف الصغيرة واجراء مسابقات الخ.

 نساء الخرطوم ” ٣ ” يترجمن مقولة ان الجميع شركاء في استنهاض قيمة العمل اليدوي و المجتمعي وحمل شيء من الأثقال من علي اكتاف حكومة جلست علي مقود دفة تسيير سفينة سودان جديد، يجب ان يكون المواطن شريكا اساسيًا بالفعل والعمل، وليس فقط باطلاق الشعارات البراقة وتبديد الاوقات في الشمارات … التحية والتقدير لكن وليت اخريات يدخلن حلبة التنافس لتبادل الافكار و لزراعة الزهور والرياحين بدلا من لعن الظلام .

اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.