آخر الأخبار
The news is by your side.

نحو اصطفاف ثوري منتج..

نحو اصطفاف ثوري منتج..
٢٩أبريل٢٠٢١م
أحمد بطران عبد القادر

تظل الآمال معقودة علي رجاحة العقل الثوري الجمعي في الإقبال علي مراجعات عميقة تفرضها دواعي التصحيح والتصويب وحالة الانقسام فيه وتباعد المواقف وتضاربها مع بعضها البعض فقد مضى عامان علي مسيرنا بعد سقوط سيء الذكرى البشير ونظامه وما زلنا نعاني ولم تتغيير الأوضاع الا قليلا
مراجعات تثمر تجلياتها علي انجاح الفترة الانتقالية وصولا الي وضع ديمقراطي راسخ بعد تحقيق كل مطلوباته في هدم وتفكيك النظام القديم وبناء نظام جديد نزيه عادل وشفاف.
وحتي نمتلك القدرة علي انجاز ذلك لا بد من الشفافية والوضوح في قراءة المشهد بكل تعقيداته واشكالاته المتجذرة والناتجة من فعلنا لاستخلاص حلول ناجعة تقود اولا نحو اصطفاف ثوري منتج وقادر علي توحيد الصف الثوري واعادة لحمته بالعمل علي انهاء حالة التشرزم والقطيعة بين مكوناته الحزبية والنقابية والمقاومة المستقلة و الالتفاف حول قضاياه الملحة وهمومه مثل تحقيق العدالة الانتقالية والقصاص لدماء الشهداء وتفكيك دولة التمكين و اكمال هياكل سلطة الانتقال واهم من ذلك (إيقاف سن القوانين والتشريعات ومشاريع التطبيع دون الرجوع للشعب او مجلسه المغيب عمدا) ذلك الامر يتطلب طرح مبادرة صادقة بعودة القوي الثورية المتنفذة في هرم السلطة الي رشدها واشراك الشارع الثوري في صناعة القرار مجددا بإنهاء اختطافها لسلطة الثورة واضاعتها في سوق المحاصصات لانتاج مد ثوري خلاق وقوة دفع عظيمة في اتجاه تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة واستكمال مهامها.
فقد عرف من خلال الرصد والمتابعة ان هنالك انحراف وتراجع قد تم وان قوي الثورة المشاركة في الحكم الانتقالي هي نفسها غير مرتاحة للمشهد السياسي الراهن وغير مطمئنة لمالاته كما انها غير صانعة للقرار فيه وتوشك ان تكون (تمومة جرتق في حكومة جاءت من إختيارها) بتماهيها مع مصالح الشركاء الذين يمثلون ارادة النظام القديم بابهي صوره القبيحة و يريدون تكريس شمولية جديدة قابضة وربما تكون هي الاسوأ في تاريخنا الحديث فهم شركاء في حكومة تحكم باسم ثورة الشعب فإعادة اصطفاف قوي الثورة صاحبة المصلحة في التغيير الجذري قاعدة جماهيرية وقيادة اصبح ضروريا لخلق وتشكل سودان جديد متحد و متقدم اقتصاديا واجتماعيا خال من العنصرية وكل أشكال التمييز الغير ايجابي وفق مشروع وطني نهضوي يمكننا من ادارة التنوع الثقافي والتعدد العرقي ليصبحا مصدر إبداع و ثراء يسهم في الحفاظ علي وحدة الوطن ارضا وشعبا و تحقيق سلام عادل وشامل يؤسس لمرحلة الانعتاق والتحرر من الانغلاق حول الذات واهدار الموارد البشرية والطبيعية في الحروب العبثية والاقتتال وازكاء روح الجهوية والانزواء بعيدا
فالمطلوب من القوي المتنفذة في هرم السلطة قيادة مبادرة علي عجل لتوحيد قوي الثورة في اسرع وقت ممكن وكنس بقايا النظام القديم ونسف متاريسه وتحجيم نشاطه الذي بدأ يظهر للعيان بعقد مؤتمر قومي جامع يشمل القوي الموقعة علي اعلان الحرية والتغيير وكل من شارك في اسقاط النظام البائد لانتخاب قيادة ثورية موحدة لقوي الثورة لها رصيد نضالي مشهود وقدرة علي العطاء ومواجهة التحديات وتخطي كل الصعاب والعقبات وعلي رأسها مقاومة السياسات الاقتصادية والانفتاح علي العالم وصناعة علاقات متوازنة تقوم علي الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة
ثم التراضي والتوافق علي وضع دستور دائم للبلاد لاعادة بناء الوطن علي أسس حضارية وفلسفية وانسانية تعلي من قيم العدل والحرية والسلام وتتسق مع القوانين الدولية التي لا تتعارض مع موروثاتنا الثقافية والاجتماعية
ثم الاهتمام بالفرد تعليما قيما وتدريبا متطورا علي استخدام التكنولوجيا الحديثة والاساليب العلمية وجمع العلوم والمعارف لاحراز التفوق الحضاري علي من حولنا من جوار والريادية في التقدم والازدهار
ثانيا الانفتاح علي المجتمع الداخلي الراغب في التنمية والسلام والتعايش السلمي والمتطلعة لافاق ارحب فهنالك قوي مجتمعية مؤثرة ومعتبرة لا يستهان بها لم تكن جزء من مكونات النظام المندحر او كان لها حضور فيه بشكل غير مؤثر فرضته عليها ضرورات المرحلة لكنها لم تتورط في فساد او نهب للمال العام او استغلال للسلطة في غير وجهتها اوازهاق للارواح فاستيعاب مثل هذه القوي المجتمعية بغرض توسيع القاعدة الجماهيرية الثورية يقوي من اللحمة الوطنية ويعزل انصار الثورة المضادة ويوحد الشعب حول مشروع النهضة فيصبح حامي وحارس للتغيير الجذري في بلوغ غايات الثورة لانه اصبح صاحب مصلحة فيه مباشرة و مستجيبة لتطلعاته واشواقه في التعافي والسلام.
ولعل التوفيق يأتي من استشعار المسؤولية الوطنية في الإعتراف بالخطأ والتوقف قليلا لمعالجة الإشكاليات الناتجة من تصدع قوي الثورة حتي لا تحدث ردة ظل يعمل لها البعص ليل ونهار خصوصا وان من قوي الثورة من رفع يده عن دعم الحكومة الانتقالية بل الدعوة صراحة لإسقاطها وعليه فإن خلاصنا في ترتيب الصف الثوري وتنظيمه وتوحيده واستصحاب القوي المجتمعية المؤمنة بالتغيير والبازلة مجهودها لانتصاره.

الغرفة المشتركة للحراك الثوري

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.