آخر الأخبار
The news is by your side.

ميدوسا الملعونة (2_3)… بقلم: أمجد هاشم

ميدوسا الملعونة (2_3)… بقلم: أمجد هاشم

يطيب للبعض مقارنة ميليشيات الدعم السريع أو الجنجويد سابقاً بميليشيات الحشد الشعبي في العراق أو ميليشيات حزب الله في لبنان من منطلق التشابه بينهما فيما يلي الشذوذ على قواعد الإحتكار الحصري للعنف بواسطة الدولة و مؤسساتها الأمنية في ظل المجتمعات الحديثة.

في رأيي الشخصي أن هذا التشبيه على وجاهته فيه ظلم كبير لهاتين الميليشيتين، فهما بالرغم من إنغلاقهما طائفياً مع ذلك يحوزان في هيكلهما التنظيمي و أنشطتهما الميليشياوية على قدر معقول من المؤسسية و العقلانية و الإستقلالية المالية عن الدولة بالمقارنة مع ميليشيات الدعم السريع الأقرب في تشكيلها إلى عصابات المافيا الإجرامية و التي يرتكز هيكلها التنظيمي على العائلة كنواة أساسية حيث يتصدر التسلسل الهرمي لعصابات المافيا دائماً كبير العائلة أو (الكابو) ثم يليه شقيقه الأصغر و تُكَرِس هذه العصابات أنشطتها الإجرامية لخدمة مصالح العائلة و توسيع نفوذها و هو ما طبقه آل دقلو حرفياً في السودان.

مع هذا أجد نفسي كذلك قد ظلمت المافيا كثيراً عند تشبيهها بالجنجويد، فآل كابوني لم يكن يتخيل ولا حتى في أضغاث أحلامه بأن تمول الدولة أنشطته الإجرامية و أن تٌخَصَص له الميزانيات الحكومية خصماً على بنود الصحة و التعليم في دولة متهالكة تعاني من العجز الدائم في موازنتها، و لم يكن آل كابوني رحمه الله ليحلم بأن تتاح له فرصة توطيد علاقاته الخارجية مع عصابات إجرامية دولية أخرى مثل فاغنر الروسية التي ينسق معها آل دقلو للهيمنة على قطاع التعدين في السودان.

آل كابوني المسكين ما كانت لتتاح له فرصة ممارسة الإرتزاق الخارجي العابر للحدود و القارات علناً لصالح دول أخرى ناهيك عن السماح له بإرسال مرتزقته مدفوعي الأجر تحت غطاء الحكومة السودانية التي لا ينوبها من ثمن هذا الإرتزاق شيئاً سوى السمعة العالمية السيئة. يتبع…

مخارج دستورية.. إصلاح الجيش السوداني سابق على تفكيك الدعم السريع (3_3)

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.