آخر الأخبار
The news is by your side.

ميدوسا الملعونة (1_2) بقلم: أمجد هاشم

ميدوسا الملعونة (1_2) بقلم: أمجد هاشم

لم يلفتني في خطاب قائد الدعم السريع بالأمس تهديداته بكشف المستور و فضح المستخبي، فقد عودنا حميدتي دائماً على هذا النوع من الخطابات الأقرب إلى الهضربة و الهذيان، و لكن لفتني حديثه عن تجهيزهم لدفعة ثانية و دفعة ثالثة و دفعة رابعة قادمة في الطريق ستلحق بهذه الدفعة من خريجي الدعم السريع إلى دارفور و هو أمر مثير للريبة.

فالجيوش النظامية في العالم دائماً ما تكون محكومة بسقوفات عددية في التجنيد تتناسب مع عدد السكان و الميزانيات المخصصة للأمن و الدفاع في البلد المعين فما بالك بميليشيات هي أقرب في هيكلها و تراتيبيتها إلى التشكيل العصابي.

إن سياسة التجنيد العسكري المفتوح على مصراعيه المتَّبَعَة بواسطة الدعم السريع و التي تستهدف فئة الشباب بالضرورة هي خصم على القوة العاملة المنوط بها النهوض بالإقتصاد في بلد مثل السودان يتنكب طريقه للخروج من أزماته و يحتاج لمجهودات جميع شبابه للمساهمة في البناء و التعمير و هو ما يستوجب تعليم هؤلاء الشباب مهارات جديدة ليس من بينها حمل السلاح، ناهيك طبعاً عن ما يمارسه قائد الدعم السريع من تحشيد معنوي لهؤلاء الشباب و تحريضهم ضد عدو وهمي لا وجود له إلا في خطابات حميدتي و شقيق حميدتي المشحونة بالألغاز و لن يطول بنا الزمن قبل أن نكتشف أن هذا العدو الوهمي لحميدتي ما هو إلا التحول الديمقراطي الذي سيوجه أسلحة قواته المشحونة نحوه.

السيناريو الأسوأ سيأتي عندما يعجز حميدتي عن تغطية مرتبات هؤلاء الشباب من حملة السلاح الذين تتنامي أعدادهم بمتواليات هندسية دون أي ضوابط تحكم سياسات الدعم السريع التجنيدية و التسليحية و هو ما سيحول هذه الميليشيا إلى ميدوسا ملعونة ستمتد ثعابينها و تخنق أي أمل في أن نعبر و ننتصر.

يتبع

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.