آخر الأخبار
The news is by your side.

موناكو vs ليون: القمة التي تجمع بين نقيضين  … بقلم: قور مشوب

موناكو vs ليون: القمة التي تجمع بين نقيضين  … بقلم: قور مشوب

قبل الكثير من الدوريات الأوروبية الكبرى، تُعاود عجلة دوري الدرجة الأولى الفرنسي الإنطلاق من جديد، اليوم، بمباراة قمة تجمع بين موناكو وليون، في ملعب لويس الثاني، في إفتتاح مباريات الجولة الأولى، في الموسم الجديد من الدوري.

الحقيقة انه لم تكن هناك طريقةً أفضل من هذه، لتنطلق بها البطولة، إطلاقاً، خصوصاً انها تعتبر مباراة قمة تقليدية.

نقيضين

يبدو هذا، التوصيف الأمثل للحالة المحيرة التي يعيشها كلٍ من ليون وموناكو، حالياً.

في موناكو، هدأت إنتقادات وغضب الجماهير، أدركت الإدارة مدى فداحة الأخطاء التي إرتكبتها في الموسم الماضي، تعلمت من الدرس، تسعى لتفادي حدوث مثل تلك الأحداث في الموسم الجديد، قامت بتغيير العقلية التي كانت تتعامل بها مع الفريق، وتتطلع لرؤية شيء مختلف.

في ليون، يتصاعد الوضع، يوماً بعد آخر، وتبدو فيه الجماهير غاضبة ومنتقدة لرئيس النادي تعبيراً عن رفضها للدرب الذي يسير فيه الفريق منذ نهاية الموسم الماضي، فبدلاً من إجراء مراجعة شاملة للموسم، الوقوف على الإيجابيات والسلبيات، والعمل على تقوية الفريق، تمهيداً لتقديم موسم أقوى ومختلف، فإن العكس هو ما حدث.

لقد تعلموا

بعد موسم كانت أبرز عناوينه: الفوضى، التخبط، العشوائية، سوء الإدارة، الفشل، عانى فيه على كافة الأصعدة، ونجى فيه من الهبوط إلى الدرجة الثانية بأعجوبة، كان طبيعياً أن تشهد صفوف موناكو الكثير من التغييرات هذا الصيف، يرحل وينضم الكثير من اللاعبين إليه، ينخفض سقف التوقعات، تتطلع الإدارة لعدم تكرار أخطاء الموسم الماضي، وتأمل برؤية الفريق يستعيد توازنه في الموسم الجديد.

موناكو سيواجه ليون، اليوم، ولا يتوقع منه ان يُعاني من أجل تفادي الهبوط في منتصف الموسم، فالإدارة تعلمت، بالفعل، من أخطاء الموسم الماضي. الآن، الفريق يبدو أفضل، أقوى، وأكثر إستقراراً بعد عودة ليوناردو جارديم إلى منصبه مديراً فنياً لموناكو، قللت فيه الإدارة من الإعتماد على اللاعبين الشباب، غيرت السياسات التي كانت تتبعها في سوق الإنتقالات ببيع اللاعبين البارزين والإعتماد على الشباب.

صحيح، موناكو رحل عنه هذا الصيف كلٍ من جبريل سيديبيه، جوردي مبولا، أنتونيو باريكا، يوري تيليمانس، إبراهيما ديالو، كيفيرين تورام، جوليين سيرانو، جيلسون مارتينيز، أندريا راجي، أدريان سيلفا، ويليام فانكور، وكارلوس فينيسيوس، بالبيع، الإعارة، ولنهاية العقد.

لكنها، لم تنسى تدعيم الفريق في ذات الوقت، فبعد التعاقد مع لاعبين ذوي خبرة في فترة الإنتقالات الشتوية في الموسم الماضي لإنقاذه من الهبوط، إذ تعاقدت مع بنجامين ليكومت، يوسف آيت بن ناصر، جورج كيفين نكودو، روبن أغيلار، وإستعادت خدمات بالدي دياو كيتا بعد إنتهاء إعارته، ولا تزال تسعى لإبرام بعض الصفقات الجديدة في الفترة المقبلة.

بالطبع، مجرد التفكير في المنافسة أو العمل على التتويج بلقب الدوري، يُعتبر فكرة غير مطروحة للنقاش، وكذلك الحال بالنسبة إلى دوري الأبطال، فالهدف الأول يتمثل في العمل على التعافي بهدوء من إخفاقات الموسم الماضي، تصحيح الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة، إعادة بناء الفريق من جديد، والعمل على إرساء دعائم الإستقرار، ومن ثم البدء في التفكير في شيء أكبر في الموسم المقبل.

هذا الموسم، سيحاول موناكو التقدم بهدوء في جدول الترتيب، إعادة الإعتبار إلى نفسه، الإقتراب أكثر من أندية المقدمة، العمل على ضمان بقاؤه قريباً من القمة، والإكتفاء بالرغبة في إنهاء الدوري في مركز متقدم في الترتيب وحجز بطاقة تؤهله للعب في الدوري الأوروبي في الموسم المقبل.

إلى المجهول

بالنسبة إلى فريق حل ثالثاً في الدوري في الموسم الماضي، حدثت فيه ثورة ترتب عليها الكثير من التغييرات هذا الصيف، يُشارك في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، يتطلع لتقديم موسم قوي والمنافسة على التتويج بلقبٍ كبير، وبالقياس على المعطيات الراهنة، فإنه يمكن القول بأن ليون، طوال هذا الموسم الجديد، سيواجه المجهول.

مع الأداء القوي الذي قدمه ليون في الموسم الماضي بحلوله ثالثاً في الدوري، وصوله إلى دور الـ16 في الأبطال، وصوله إلى نصف النهائي في كأس فرنسا، ووصوله إلى ربع النهائي في كأس الرابطة، فإنه كان يتوقع منه الكثير في الموسم الجديد، بأن يذهب بعيداً في كل هذه البطولات. لكن، ما حدث هذا الصيف كان كافياً ليدفع كثيرون لتغيير نظرتهم وتوقعاتهم إلى الفريق في الموسم الجديد.

ليون سيواجه موناكو، اليوم، بفريق جديد بالكامل تقريباً، إذ أقالت إدارته برونو جينيسيو من منصبه مديراً فنياً للفريق، غادره نبيل فقير، حمزة رافيا، أوليفيه كيمين، تانغي ندومبيلي، فيرلاند ميندي، وجوردان فيري، بالبيع، الإعارة، ولنهاية العقد.

في المقابل، عينت الإدارة سيلفينو مينديز مديراً فنياً وجونينيو بيرنامبوكانو مديراً رياضياً، في وقتٍ تعاقدت فيه مع يواكيم أندرسن، يوسف كوني، كيبريان تاتاروسانو، جان لوكاس، وتياغو مينديز، لتدعيم الفريق وتعويض اللاعبين الذين رحلوا.

الفريق كان قد قدم مستويات متميزة للغاية تحت قيادة جينيسيو، إذ قاده لإنهاء الدوري في المركز الثالث والمشاركة في دوري الأبطال في الموسم الجديد. لكن، الإدارة قررت الإطاحة به، والإستعانة بجونينيو وسيلفينو في مشروع جديد، أما يقوده إلى التراجع والإنهيار أو القفز إلى مسار جديد يُقدم فيه نفسه بشكلٍ جديد كفريق يطمح لما هو أكثر من المركز الثالث في الدوري والتأهل إلى ربع النهائي في الأبطال.

ليون إستفاد، مالياً، من عمليات البيع التي قام بها، هذا الصيف. لكن، لا شيء يدعو للتفاؤل بمستقبلٍ أفضل ومشرق، إذ يفتقد سيلفينو وجونينيو  للخبرة، في وقت فقد فيه معظم ركائزه الأساسية ولا يوجد أساس يمكن البناء عليه، ما يُزيد خطورة المغامرة.

الحقيقة ان الثورة التي حدثت في ليون جاءت في وقتٍ تتزايد فيه الأصوات الرافضة والمنتقدة للتغييرات التي حدثت هذا الصيف، إذ يلوم وينتقد قطاع كبير من جماهير الفريق جان ميشيل أولاس، رئيس النادي، على إعادته لفريقهم إلى سنوات إلى الوراء بدلاً من الأمام، ويطالبون بتقدمه بإستقالته.

ما يبدو واضحاً ان أولاس يستغل شعبية جونينيو ومكانته ويستخدمها كدرع ضد إنتقادات وطلبات الجماهير ولتخفيف التوتر والضغط الكبير الذي يقع على عاتقه، وهو شيء قد يُهدي من غضب الجماهير، ربما، حتى منتصف الموسم لتعرف موقع فريقها قبل القيام بأية خطوة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.