آخر الأخبار
The news is by your side.

موت المهدية بموت المهدي وخليفته الغشوم

موت المهدية بموت المهدي وخليفته الغشوم

بقلم: طلال الطيب

كان يفترض أن تموت المهدية بموت مدعي المهدية وبموت خليفته الحاكم الغشوم، لكنه شعب لم يترك التمباك حتى الآن فكيف يترك متعة أن يحس أن له سادة يحققون له ما يريد .

أنا أستمتع بقراءة تاريخ الثورة المهدية كحدث تاريخي ولا يفترض أن أضفي على هذا الحدث التاريخي أي موضوع عاطفي وأعتبره كأنه تراث قومي يجب الافتخار به وغض النظر عن عيوبه ومثالبه.

المهدي كفر كل من لم يؤمن بمهديته، وبهذا فهو قتلهم .

عارضه آلوف من علماء المسلمين الذين وصفوه بالكذاب والدجال وهو وصفهم بالكفرة .

وكانت دولته ” جئنا لخراب الدنيا واعمار الآخرة” أتقن المهدي الهدم، وأثناء عملية الهدم لم يكن مؤهلا لأن يبني شيئا، ولو عاش كان سيحول السودان لخلافة إسلامية وفقا لفهمه للإسلام ويتوارث حكمها أهل بيته الذين سماهم أتباعه الأشراف .

قطعت عنق غردون وهدمت دولة الترك الاستعمارية، ولكن رغم ذلك لم تبني دولة مستقرة ليس فيها حروب أهلية .

من الغباء النظر للثورة المهدية كأنها تراث أو فلكلور يجب إحترامه وتقديسه .

ولكن من يوجعهم نقد الثورة المهدية يريدون أن يكون لهم تاريخ يفتخرون به، لكن ليس المهدي هو أول من أذل وقتل الاستعماريين، فقد سبقه المك نمر حين أحرق اسماعيل باشا، ولكن لا المك نمر ولا المهدي غير المنتظر من كانوا سينفعون الشعب السوداني بشئ .

سنستفيد من التاريخ أكثر حين ندرسه بعقل ناقد لا بروح وطنية عمياء .

المهدي رجل عظيم وفعل أشياء عظيمة ولكن ليس معنى هذا أنه فعل الصواب، فالرجل اقنع أتباعه أنه يرى ملك الموت يحارب في جيشه ضد أعدائه.

بعد أن ارتكبت اليابان جرائم حرب بحق الصين وكوريا بسبب نظامها السياسي القديم القائم على الاعتقاد بعبادة إمبراطور اليابان، وبعد أن هزمت اليابان في الحرب واستسلمت من غير شروط، قرر اليابانيون أن يتغيروا ولم يعودوا يعبدون الإمبراطور.

وفي العام الماضي قرر امبراطور اليابان أن يتنحى أو أن يلغي لقب الامبراطور حتى لا يكون هناك امبراطور ولو تشريفي بعده وقال: لم يعد الشعب الياباني بحاجة للإمبراطور .

ونحن لسنا بحاجة للمهدي ولا لأبنائه وأحفاده وسائر نسله، الشعب السوداني بحاجة لمن يفيده ويخدمه وليس بحاجة لمن يستفيد منهم ويصوت له في الإنتخابات أو غيره.

التاريخ يجب أن يقرأ ويفهم كما نفهم الرياضيات من غير أن ننحاز عاطفيا لجهة أو نترك العاطفة الوطنية تعمينا .

بتحب البطان أنجلد

بتحب تاكل مرارة نيئة اكلها

بس التاريخ أقرأه بتجرد وبموضوعية.

والموضوعية حسب رأيي هو أن محمد المهدي كان رجلا كذابا وربما مصاب بهلاويس بصرية وسمعية وبجنون عظمة ونرجسية ولعله سايكوباث وهذا يفسر انجذاب الناس له . ربما هو مصدق نفسه برضو .

ممكن أقول الثورة المهدية بعض الناس بحبوها وبنحازوا ليها وما “برضوا” فيها أي كلام لأنها منتج سوداني مئة في المئة “وده شئ كويس”.

ولكن لابد أن نعترف أن غردون باشا ربما كان أفضل وأرحم للسودانين من المهدي المنتظر “ده”، ومتأكد الأرواح السودانية الماتت بسبب هلاويسه البصرية والسمعية وجنون العظمة تبعه، وكذلك كان عمر البشير منتج سوداني مئة في المئة وانحاز بعضنا معه ضد أوكامبو .

ننحاز لزولنا حتى لو كان إبليس ضد أي آخر غريب .

وأيضا أحاديث الأمانة والاتقان عند السودانين في الخارج بينما الفساد منتشر في داخل السودان.

إذا لم نعترف كشعب سوداني أن المهدي مجرد مدعي كذاب فكيف نعترف أننا فاسدون .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.