مواكب يوم السبت تفاصيل يوم قيامة فى أعقاب إنسداد الأفق
مواكب يوم السبت تفاصيل يوم قيامة فى أعقاب إنسداد الأفق
كتب : عبد السلام حمد
المواكب التي تنطلق يوم السبت المقبل ، تدعو إلى تغيير جذري داعية إلى توسيع قاعدة المشاركة فى السلطة وفتح الأبواب التي كانت قد أغلقت .
ثم أنها تأتي فى أعقاب إنسداد الأفق ، للحل بين فرقاء السياسة السودانية ، فالذين يتمترسون خلف شعار التحول الديمقراطي لم ينجزوا شيء فى هذا الجانب ، إذ أن البلاد بعدت عن هذا التحول المنشود ، وغاب حتي سراب الديمقراطية.
فالديمقراطية التي تقوم على مؤسسات ، غابت هي وتركت فراغ على مسافة عامين مضيا دون برلمان أو مفوضية أو دستور أو محكمة دستورية .
أما الأحزاب التي كان مراد بها أن تبذل المجهودات لتستعد للإنتخابات ، وهي الغائبة عن المشهد لثلاثين عام ، بفعل الديكتاتورية لذا كان لابد أن تعمل على ترميم مؤسساتها ومخاطبة الجمهور وإكمال هياكلها إستعدادا للإنتخابات ، لكنها إختارت السهل بأن تقتسم المناصب وتحلم بأن يطيل الله فى عمر الإنتقالية ، ماأطال فى أعمارهم.
سادتي ليس لهذا خرج الشعب وماأظنه كان سيفعل لهكذا تغيير.
وما بهذه الشعارات نادي الشعب السوداني ، يوم أن زحف إلى القيادة ، طالبا الإنعتاق والحرية.
أيها الساسة لا تفترضوا فى الشعب الغباء ، فالشعب السوداني أكثر شعوب الأرض ذكاء ووعيا سياسيا ، لذا يدرك تماما ماذا يحدث وأي مياه مرت تحت الجسر منذ إنتصار ثورته.
فأرجو أن تكونوا فى قامة هذا الوعي ، وتدركوا الأشياء من حولكم وكيف جري صنع أيديكم فى هذا الشعب .
يجب أن لاتستجيبوا لنداء الكراسي ، فهي تنادي مثل حوريات البحر فى ملحمة الألياذا والأوديسا ، عندما ألقي البحارة بأنفسهم فى البحر ، طلبا للظفر بحورية ، فكان الغرق هو المصير .
ولكم فى من قبلكم موعظة ، كيف أدي بهم نداء الكراسي الحلو البديع ، فشهوة السلطة بها مقاتل الرجال.
أما أن تتحدثوا عن أنكم يجب أن تبقوا لحماية التحول الديمقراطي ، فيؤسفني ياسادتي أن أخبركم أن هذه الصنم قد أكلتموهو جوعا للسلطة والمناصب ، أين التحول الديمقراطي فى دولة لاتوجد فيها مؤسسات ديمقراطية ، أو منابر تدعو لها ، أو أحزاب تضع جعلها فى بنيانها.
بالله عليكم عامان ، ولم تفعلوا شيء من أجل التحول الديمقراطي ، ولم تتفقوا على شي من أجل الديمقراطية ، وتريدون اليوم أن تقولوا للشعب نحن الديمقراطية ، والديمقراطية نحن ؟ ، يجب أن تفيقوا من هذا الوهم وأن تصحوا على شمس الحقيقة.
دعونا لانتحدث عن الكارثة الإقتصادية ، التي تعيشها الدولة حاليا ، ودعونا نفترض فرصا أنكم قدمتم للشعب واقعا إقتصاديا ورديا ،حقق له كل أحلامه من الرفاه.
ودعونا نتحدث عن الديمقراطية التي قلتم أنكم جئتم لأجلها وعشتم لأجلها ، وستموتون لأجلها ، ماذا فعلتم لها؟ ، هل جهزتم لها دستور؟ ، هل كانت جزء من سلككم فى الخلاف؟ ، وهل أقمتم لها مجلس تشريعي حتي ولو على طريق الجميع موافقون؟.
أرجو أن تخطابوا أنفسكم بصدق ، وعندها سترون طريق التحول الديمقراطي ، الذي شاهده الشعب السوداني فى أبريل قبل عامين ، وأنتم قد تبعدون تماما .
إن مواكب السبت ، هي الإختبار الأصعب لكم ، ولشعاراتكم القديمة ، هل تتذكرونها؟ ، هل لكم الشجاعة؟ ، إذا قال الشعب كلمة ذات سبت أن تقولوا عفوا لك سيدي الشعب وتلوحوا بمناديل الوداع.