مهزلة الإنقلاب ! … بقلم: منعم سليمان

اللافتة المرفقة لفلول وكوادر وكيزان وعناصر أمن النظام الديكتاتوري الفاسد البائد وهم يؤسسون رابطة يقولون انها للدفاع عن القوات المسلحة.. دون ان يقولوا لنا الدفاع عنها من من؟ وما الخطر الذي يتهدد قواتنا المسلحة حتى ننضم للدفاع عنها؟!

أليس من المفترض ان تقوم القوات المسلحة بحكم تكوينها وقانونها وعقيدتها وواجباتها وبنص الوثيقة الدستورية والدساتير التي قبلها بالدفاع عنا وليس العكس؟ لماذا يزدري البعض هذه المؤسسة الوطنية العريقة ويقزمونها لهذا الحد البائس الذي يجلب الشفقة والأسى والرثاء؟!

ان أكبر رابطة للدفاع عن القوات المسلحة هي الرابطة التي شكلها الشعب السوداني في ثورة ديسمبر-ابريل المجيدة بشعارهم العبقري: (الجيش جيش السودان.. الجيش ما جيش كيزان) وهو شعار ثوري وطني حقيقي يقف مع جيش وطني مهني قوي لا جيش حزبي عقائدي بلا عقيدة وطنية.. على النحو الأسيف الذي تريده جماعة الإنقلاب وأنصارهم بالصورة المرفقة!

ان حقيقة تغلغل عناصر التنظيم الإسلامي داخل القوات المسلحة ليس سرا من أسرار القيامة بل هو من الأمور البديهية المعلومة للعامة.. وهو أمر لا ينكره إلا كاذب أو مكابر أو انقلابي خائن.. خصوصًا بعد اعتراف أعلى سلطة عسكرية داخل القوات المسلحة بهذا الأمر.. وهو رئيس الأركان السابق الإنقلابي “هاشم عبد المطلب” والذي أثبت في معرض اعترافه الشهير الذي بثه التلفزيوني القومي العام الماضي: انه كرئيس أركان للجيش كان يتلقي الأوامر من قيادات الحركة الإسلامية.. بل عدد أسماء لقادة بالتنظيم الإسلامي -بعضهم الآن في السجن- اعترف وأثبت انه كان يستشيرهم ويستأنس برأيهم في القضايا العسكرية والأمنية الكبرى!!

حقا ان التاريخ يعيد نفسه مرتين.. مرة على شكل مأساة.. ومرة على شكل مهزلة.. وما نراه الآن هو المهزلة.