آخر الأخبار
The news is by your side.

من قلب البساطة يأتي الجمال

أشلاء وطن … بقلم: عماد السنهوري
من قلب البساطة يأتي الجمال
في فجر السبت 24 رمضان 1444هـ الموافق 15 أبريل 2023م بكل الفزع والخوف استيقظت الخرطوم على دوي الانفجارات ومضادات الطائرات وصوت الرصاص يعلوا فوق صوت الحق، واكتشفوا انها معركة الباطل فوق رؤوس الأبرياء معركة تدور رحاها بين رجلين تفرعنا ونصبوا انفسهم أوصياء على بقية الشعب الأعزل السلمي.
منذ اندلاع الحرب العبثية والشعب الطيب مواطني السودان خرجوا وهجروا ونزحوا من أراضيهم ومنازلهم واحياءهم السكنية واحبابهم خوفاً من إرهاب الدولة التي تمارسه معهم من طرفي الصراع خوفاً وهرباً للأمان والاطمئنان وبحمد الله وجدوه في بلاد الطيبين في أقاليم السودان التي لم تلوثها بعد المدنية والعنصرية البغيضة.
خرجوا خوفاً وفزعاً من آلة الحرب وعبث العسكر والجنجويد يطلبون الأمان في أهل السودان الذين وجدوا لديهم ما قاله شاعرنا (تصور كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني وأهل الحارة ديل أهلي) وجدوا الملاذ لديهم ووجدوا ان هذا البيت من القصيدة حقيقي من أناس حقيقيين فمن قلب البساطة أتاهم الجمال والأمان وجدوا ملاذا وقلوباً صافية تستقبلهم بكل الترحاب رغم ضيق ذات اليد ورغم ما تمر به البلاد من سوء ودمار وضيق في الموارد والحياة فتقاسموا بيناتهم اللقمة وتقاسموا الحياة وفعلا هذا السودان وهؤلاء هم أهله الطيبين الذين لا يستحقون ما يحاك لهم في ليل من قبل أمراء الحرب.
لم يراعي أمراء الحرب ولم يدرسوا ما سيترتب عليه من ظلم ونتائج هذه الحرب العبثية ولكن لأن لديهم القوة والمال فكانوا لابد ان ينصبوا انفسهم اوصياء على هذا الشعب الطيب الذي قال (لا للحرب) بكل تفاصيلها ولذلك خرجوا في ثورة ادهشت كل العالم بسلمية بكل ما تحمله الكلمة من معاني وقالوها صراحة (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) ولكن العسكر لأن لديهم مآرب أخرى ولديهم مصالح من اندلاع الفوضى والحروب رفضوا مطالبهم وفي رمضان واواخره أيضا انقصوا عليهم وهم نيام في مجزرة شهيرة اهتز لها كل شرفاء العالم (مجزرة فض الاعتصام) الشهيرة والتي كانت أمام أعين قادة الجيش والمجلس العسكري وكانوا ينظرون من شرفات مكاتبهم للحرائر وهن يغتصب والثوار وهم يقتلون ويلقون في النيل ورغم كل ذلك القتل والتقتيل لم يتنازل الشعب الشريف عن مطالبه وعن سلميته ورفض تماماً الانجرار وراء صلف الديكتاتور وتمسك بسلميته التي كانت نهايتها هذه الحرب العبثية والضياع وراء الأوهام.
لاذوا بالفرار والنزوح عن امانهم الى حضن وامان الوطن ووجدوا السوداني الأصيل الذي احتواهم بكل محبة ففي تلك البساطة اتاهم الجمال والأمان والاطمئنان فهذا الوطن الذي ننشده يحتوينا ببساطته ومحبته بكل الجمال والأمان فهذه الصفات تشبه هذا الشعب الطيب ولكن العمل غير الصالح الذي اتى من اصلابهم كان نتاجه أمراء الحرب الذين عاثوا في الأرض فساداً وفجوراً وظلماً وجوراً فهم نعم من اصلابنا ولكنه عمل غير صالح نسأل الله ان يكفينا شرهم وان يبيدهم عددا ولا يترك منهم أحدا، وبكل الأمنيات والدعوات الصالحات ندعو للذين (من كل البساطة اتى جمالهم) اللهم حقق امانيهم واجزهم عنا خير الجزاء وادخلهم في جنات النعيم واجعل حياتهم خيرا ومحبة وكل ما يقدمونه لهذا الشعب الطيب من خير في موازين حسناتهم وخيراً وحباً لهم وحبب خلقك فيهم اللهم امين.
اللهم ابيد كل من اوقد ناراً لهذه الحرب او دعمها واجعل تدميره في تدبيره ولا تترك منهم احد.
اللهم اطفئ نار الحرب والعسكر للثكنات والجنجويد يتبل ويتحل.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.