آخر الأخبار
The news is by your side.

من أجل تحول سياسي شامل

من أجل تحول سياسي شامل

بقلم: عبدالباسط الحاج

المرحلة السياسية التي يمر بها السودان جاءت بعد مخاض عسير و تضحيات عظيمة تصب في مصلحة التغيير الشامل و تحويل الدولة السودانية من خانة الدولة المستبدة المدمنة للعنف ضد شعبها الي دولة عادلة و ديمقراطية و من دولة أرهقت كاهلها الحروبات الي دولة مستقرة تنعم بالامن و السلام و التعايش المشترك.

هذه المرحلة من عمر السياسة الوطنية تعتبر مرحلة تأسيس و بناء دولة جديدة بفكر سياسي وطني يعكس تطلعات هذا الشعب و هو ما يعني بالضرورة مشاركة كل أعضاء المجتمع في عملية البناء بإتاحة الفرصة لمبدأ العدالة السياسية الذي ظل غائبا منذ تشكيل سودان ما بعد الاستعمار كما هو في السياق العام لبقية المشكلات التي يتمظهر فيها الخلل البنيوي المركزي وما يشوبه من تصورات احادية التوجه و القرار السياسي و مصادرة حق الاختيار و المشاركة الفعالة بعدم توفير بيئة سياسية و اجتماعية و أمنية تمكن الكل من فعل هذا الأمر نتج عن ذلك الموقف الخطأ دمار كامل للبلاد و تحويل الدولة الي وضعية متخندقة تحارب شعبها بإستمرار هذه الظروف صنعت أوضاع سياسية جعلت المبعدين تاريخيا غير قادرين على التحمل و الإقرار بشروط لا تقوم على المساواة و تنتزع منهم صفة المواطنة و تخضعهم للاستغلال و لظروف سياسية تجعلهم اقل شأناً.

ان الحراك الذي انتظم اقاليم السودان و بشكل خاص في نطاق المناطق المهمشة يحسب كعمل ثوري ممتد و استكمالي لثورة ديسمبر كما هو اختراق لدوائر القرار و استعدال المعادلة المختلة يلعب مجتمع الحراك دور اساسي بعد القفزة التي نفذها الان ليتحول من مجتمع محلي /أهلي الي مجتمع سياسي بإمتياز بواقع عملية الدفع الجماعي التي تتم نحو التأثير و المشاركة في صناعة القرار و ادارة شؤون أنفسهم بقدرما يقتضيه الحال.

هذه العملية ستعيد بناء القيم السياسية من جديد و تفتح فضاءات واسعة للمشاركة العادلة و تكافؤ الفرص سوف ينعكس ذلك في بناء مؤسسات سياسية و اجتماعية ملائمة و أكثر تنظيماً و تطوراً بالمسار الجماعي و المسلك الذي يتخذه عدد كبير من المواطنين و لاشك انها الكفة الراجحة لصالح الخطاب و الفكر السياسي المتزن و المتحد اجتماعيا.

اعتقد تماما ان مجتمعات مابعد الكارثة او ما بعد الصراع هي الحلقة المهمة في عملية التحول و نقطة الانطلاق و هذا يعتمد على وجود منظور سياسي وطني توافقي يدمج رؤى و تصورات هذه المجتمعات من أجل صياغة شروط التحول و الانتقال بهم من مربع التهميش و الموت الي الاستقرار و تحقيق الذات و إسترجاع الدولة لتكون تحت السيطرة السياسية للشعب بقدرما انها ليست مؤسسة مستقلة ذاتياً حتى تخضع لطموحات النخب و البيروقراطية.
يجب أن يستمر هذا الحراك الجماهيري السلمي تأسيساً لثقافة سياسية مسؤولة و متحضرة و غرس نواة لحركة مدنية و سياسية عريضة و من الجانب الاخر الممارسة المستمرة لحرية التعبير و الرأي كحق أصيل.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.