آخر الأخبار
The news is by your side.

مكتب الرئيس ليست زريبة تدخلها كما تشاء..!

مكتب الرئيس ليست زريبة تدخلها كما تشاء..!
بلاخوف
بقلم: شان ديل دوت

لقد تابع الشارع الجنوب سوداني بمختلف الوان طيفهم باستغراب شديد زيارة الفنانة السودانية ندى القلعة لمكتب فخامة الرئيس الفريق أول سلفا كير ميارديت ، بمعية المستشار الأمني لرئيس الجمهورية،” اسد الجنوب السموه توت” كما جاء في احدى الاغنيات.

المهم في الزيارة التي اثارت جدلا واسعا في الشارع الجنوبي وخارجه، ليس في لقاء الفنانة لرئيس الدولة، لانها بكل تاكيد قد التقت بالرئيس في اكثر من مناسبة و اخرها كان في حفل العشاء الذي اقيم بمناسبة توقيع اتفاق جوبا مع القوى الثورية السودانية والذي نظم من الرئاسة وغنت في تلك الحفلة بعد رفض قادة الجبهة حضورها حفل التوقيع بسبب خلفيتها مع النظام البائد بالسودان.

لكن ما لفت انتباه الجميع العشوائية و عدم المسؤولية من قبل مؤسسة الرئاسة بدء من المستشار الامني الذي ساقته العاطفة وتناسى االتعامل وفق البرتكولات الدولية المتبعة في مؤسسة الرئاسة، من حيث ترتيب جدول لقاءات سيادة الدولة للشخصيات المهمة التي تحمل معها قضايا مهمة تجعلهم يلتقون بالرئيس بحسب الترتيبات الداخلية للمؤسسة.

و لان توت مستشارا للرئيس لشؤون الامنية، تساهل المسؤولون في مكتب الرئيس معه وتركوا ندوية كما يسمونها لمقابلة رمز السيادة (بشنطتها) دون مراعاة سلامته الذي هو سلامة الوطن، وهذا يعد مخاطرة بحياة الرئيس الذي تحت حماية كل من يعمل في مكتبه، وقبل ان يتحملها وزير مكتبه الذي عرفناه بأنه كان غائبا ولم يكن في المكتب لدي اللقاء المشبوه و الفاشل لعدم ارتقائه بالمقابلات الرسمية لرئيس الدولة، و الدليل هو ان الشارع الجنوب سوداني لم يسمع بمخرجات الاجتماع المشترك، كما يحدث بعد كل اجتماع للرئيس مع زواره ، فقط رأينا الصور و الشنطة التي كانت ملفتة جدا، اتقول جاءت تشيل قروش يوم الحفلة الرئاسية، التي غنت فيها اذا خمنا سبب الزيارة.

و لا شك ان الصورة التي ظهرت بها الفنانة ندى القلعة في مكتب فخامة الرئيس اي المكان الذي يستقبل فيه كبار الزوار أمثال رئيس المجلس السيادي السوداني عبدالفتاح البرهان و رئيس وزراء عبدالله حمدوك، اعطت الفنانة السودانية مكانة، بأخذها لقب اول فنان او فنانة سودانية تلتقي رئيسنا رسميا بمكتبه، برغم اننا نملك فنانين يستحقون هذا اللقب و معروفين باغنياتهم الثورية والوطنية في الغناء، إلا أن اللقاء كان يحمل طابع اخر لا علاقة له بالمراسيم البروتكولية المعروفة في مؤسسات الرئاسة عالميا كما أشرت لها من قبل، بل كان من اجل الظهور او اظهار القدرة من قبل الذين قاموا بهذه الخطوة استطاعتهم توصيل من يحلو لهم للرئيس وفي يده كل ما يحمله حتى ولو (شايل) سكين او مسدس، وهذا يعد جريمة من قبل من يعملون بمكتب الرئيس خلف الكواليس، وكان من الافضل لهم ان يرتبوا لقاء الرئيس مع الفنانة ندى القلعة في مكان آخر غير الحجرة الرسمية التي يجري فيها الرئيس اجتماعاته الخاصة بكبار الزوار وكمان بدون شنطتها حتى ولو كانت فاضية.

ولذلك سيظل السؤال المطروح هو ما سبب زيارة الفنانة ندى قلعة لرئيسنا كير…؟ هل من اجل التباحث في مسائل التعاون المشترك في المجال الفني ام عن سلام السودان….؟ اكيد لن نجد اجابات لا من السيد المستشار توت قاتلواك او من سمحوا لها بمقابلة فخامة الرئيس، علما ان ندى كفنانة سودانية كانت مقربة للنظام السابق لم تلتقي بالرئيس الرقاص المخلوع بصورة رسمية بمكتبه طوال فترة فنها حتى الإطاحة به في العام الماضي، وهو الذي كان دائما مع يطلب ندى للغناء في المناسبات التي يشارك فيها، ورغم ذلك لم تنشر مؤسسة الرئاسة صورة رسمية لها مع رئيسها السابق البشير، واذا تم فليبين او يثبت لنا احد من (منبرشينها).

بهذا نختم سطورنا، بأن مقابلة فخامة الرئيس والتعامل مع من يلتقون به، لا يجب التعامل معهم كمن يريد اللعب مع العيال او تحسين العلاقات العاطفية….بل هي مسؤولية قصوى لابد ان يتحملها من يعملون في مكتبه ومن حوله واي تقاعس فيها لابد من محاسبة كل من يتهاون و يتخازل في المهمة الموكلة له، وفقا للقانون و نصوص الوظيفة التي تعني الاوتيكيت الخاص بقواعد الدبلوماسية و شوؤن الدولة، لان مكتب الرئيس و مؤسسة الرئاسة ليست زريبة يدخلها شخص او غنم ويطلع بالباب الخلفي دون مسأءلة.

و ليبارك الله جنوب السودان

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.