آخر الأخبار
The news is by your side.

معترضون.. وفسدة..! … بقلم: عثمان شبونة

معترضون.. وفسدة..! … بقلم: عثمان شبونة

* طالما أنك غير منتخب فمن حقي أن أرفضك..! ربما كان المنطق السالف وجيهاً في مواقيت الاستقرار السياسي؛ وليس في اللحظات الاستثنائية كالتي يمر بها السودان مع حكومة الفترة الانتقالية (غير المنتخبة ــ غير المرضِي عنها)! ثم أن منطق الرفض يكون وجيهاً أيضاً عند الضرورة حتى للشخص المنتخب.. فلا صوت يعلو على صوت الشوارع.. هذا إذا كان المُعارِض شعباً (كالذي خرج في ثورة ديسمبر 2018) وغدر به العسكر في الشهور التالية.. أما المُعارض ــ الملفوظ ثورياً ــ المنتمي للفئة الباغية المرتبطة بمصالح خاصة مع النظام البائد ويريد صنع البلبلة حقداً وحسداً؛ لا مكان آمن يلجأ إليه أفضل من (حلقومه) أو هكذا يتوهمون..!
* ما سلف قد يكون فاتحة ضرورية حين نتحدث عن ولاة (المرحلة الانتقالية) الذين تم تعيينهم مؤخراً؛ ونال بعضهم نصيباً من السخط و(كشف الحال)! لدرجة أن فتشنا في دفاتر بعض الولاة المغضوب عليهم مصحوبين بالسؤال: من سرق ــ قبل ذلك ــ ومن قتل؟ من أيقظ فتنة؟! من سب الثورة.. إلى آخر أسئلة الشك.. مع التسليم بمشروعية هذه الأسئلة اليوم وغداً.. فالغفلة منقصة ومكلفة..!

* الولاة الـ(18) الذين أدوا القسم وابتدروا مشوار المشقة وحمل المسؤولية الجسيمة يواجهون امتحاناً صعباً لا تملك النفس إزاءه في هذه المرحلة المبكرة سوى (أمنيات بالنجاح ــ إرادة غلابة للإصلاح) وكفى.. فإن أصابوا خيراً حمدنا فعلهم وإن فشلوا أو استغلوا المنصب لمنفعة ضيقة فالحساب ولد..! أما اللغط الذي شاب تعيين بعضهم والاعتراضات عليهم من القِلة لا نجد تفسيراً له أقرب من (هوى النفوس) وذلك استناداً لغياب الحجج المقنعة لدى المعترضين حتى كتابة هذه السطور..! فإذا اتجهنا شمالاً لمحنا وجوه الرافضين لتولي المرأة منصب الوالي وانكشفت الجلبة التي أحدثوها بأنها عواء فئتين: الأولى مرتبطة بالنظام السابق وصاحبة مصلحة في إرباك المشهد طمعاً في المزيد من الفشل للفترة الانتقالية التي اعقبت الثورة؛ وانتقاماً من الثورة ذاتها باعتبارها (المكنسة الكبيرة) للمفسدين الكبار؛ وهذه الثورة المُبتلاة لن تحقق غاياتها إلا بتنظيف البلاد من أتباعهم.. أما الفئة الثانية فيحركها فحيح الذات الجاهلة المُنسدة التي ترى (العيب) في تولي المرأة للمنصب..! هؤلاء فضحتهم لافتاتهم المهينة لعموم النساء وستظل وصمة عارهم..! إنهم ضحايا انحطاط (التربية والتعليم) وضحايا البؤس العام الذي نشرته الجماعة الإسلاموية في الأرض والإنسان..!

* عن شرق البلاد (البحر الأحمر ــ كسلا) ظللت في تواصل مع بعض الزملاء والأصدقاء بسؤالي الواحد المحدد: ماهي أسباب الاعتراض على الوالي؟! الإجابة كانت واحدة بصيغ مختلفة: (إنهم سدنة النظام السابق).. أي نفس الفسدة ــ الحاقدين على الثورة ــ الذين مصوا دم الشعب ونسوا أنفسهم.. كثيرون منهم وجدوا مجالاً واسعاً (للصراخ) مستغلين طقس الرماد السياسي الراهن.. وظنوا أن خلق الفوضى سيعيدهم إلى ماخور الحكم والنهب مرة أخرى.. بل ظنوا أن الثورة أفلت بتولي الخائبين والمرتعشين لزمام الأمور (حلاً وعقداً)!

* لو كان لأذيال نظام البشير قلوب وجباه تستحي لما أبدوا اعتراضاً على شيء حتى لو قيدتهم الجماهير بالسلاسل وجعلت من ظهورهم ممشى للأحذية.. هؤلاء الفسدة المتعفنين تعرفهم من حلاقيمهم وسيظلون عثرة أمام أي تغيير مرتجى مادامت نتيجة الثورة بائنة في عسر الحال الاقتصادي.. وبائنة في (محنتنا) تجاه من يديرون الوطن بهذا التسكع السياسي والأمني..!
أعوذ بالله

المواكب

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.