آخر الأخبار
The news is by your side.

معاني اعلان السيد حسن نصرالله مشروع “النهضة الزراعية والصناعية” 

معاني اعلان السيد حسن نصرالله مشروع “النهضة الزراعية والصناعية”

بقلم: جورج حدادين
كان متوقعا من المقاومة اللبنانية – حزب الله – وبناء على متابعة صيرورة تطور المقاومة الموضوعي ، في معمان النضال ضد الاحتلال الصهيوني، وتطور وعيها التاريخي لم يكن مستغرباً الوصول الى هذه اللحظة، لحظة التقاط الحزب أحد شروط الانتصار النهائي، شرط تبني مهمات التحرر الاجتماعي الى جانب مهمات التحرر الوطني.

ففي الوقت الذي تكون المقاومة رد فعل على عدوان خارجي أو احتلال الأرض الوطنية، فأن عملية الانتقال من مفهوم المقاومة الى مفهوم التحرر الوطني، يعني الانتقال من ردة الفعل الى الفعل، فعل بناء مستقبل المجتمع الجديد، ضمن استراتيجة قاعدة ارتكازها الأساس تحرير الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة، وتحرير الفئات المهمشة والمفقرة والمعذبة من استغلال قوى التبعية المحلية في الحكم وفي السوق، وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد ولصوص المال العام، وكون قانون التناقض الرئيسي يفرض ذاته على مجرى الصراع، تناقض بين قوى التحرر وقوى الهيمنة، وبين قوى التحرر وقوى التبعية، فأن حشد القوى الاجتماعية حول مشروع التحرر الوطني يشكل شرط الانتصار.


وبما أن الشرائح الكادحة والمنتجة هي صاحبة المصلحة الحقيقية في التحرر من ربق الهيمنة وصاحبة المصلحة الحقيقة في التحرر من الظلم والاضطهاد والاستغلال، فبالضرورة هي من تشكل الحامل الاجتماعي لمشروع التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي، وبما ان قوانين الصراع العلمي تفرض ذاتها مع كل خطوة تراكمية في صيرورة النضال، فأن التقاط شرطية تغير بنية النظام الريعي المستهلك الطائفي التابع تصبح الخطوة الإلزامية التالية ويصبح تغيير التحالفات الداخلية باتجاه أصحاب المصلحة الحقيقية في التغير، شرط رئيس لضمان الانتصار النهائي على متلازمة قوى الهيمنة وقوى التبعية.


اعلان السيد حسن نصرالله مشروع ” النهضة الزراعية والصناعية” هي خطوة عملية وعلمية وضرورة تاريخية من اجل ضمان الانتصار النهائي في المعركة ضد قوى الهيمنة في الخارج وقوى التبعية في الداخل، وهو اعلان غير مباشر عن مراجعة نقدية داخلية حدثت وتوصلت الى أولاً، وطنياً، الانتقال من شروط المقاومة الى شروط متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي وثانياً عالمياً التوجه نحو الشرق.


فشل حركات التحرر الوطني ، وخاصة على الصعيد العربي، في فلسطين ومصر وسوريا والعراق والجزائر واليمن…الخ، رغم التضحيات الجسام، من تحقيق الانتصار النهائي، كان بسبب رئيس ألا وهو عدم تبني مهمات التحرر الاجتماعي الى جانب مهمات التحرر الوطني، فشل قاد الى تداعيات كارثية على الأمة العربية وعلى حركة التحرر الوطني العربي، وعقّد شروط النضال وأحبط غالبية المجتمع ويئس الكثير من المناضلين وفسح المجال أمام تشويه الثقافة الوطنية وتنمية شعور الدونية أمام ثقافة الغرب الرأسمالي تحديداً، وتعميم ثقافة الاستهلاك والثقافة الغيبية الدينية واللبرالية، مقابل تسفيه ثقافة الانتاج وثقافة القيم الإنسانية النبيلة، وتشويه حضارتنا الممتدة في عمق التاريخ واحتقارها مقابل تمجيد حضارة الغرب الرأسمالي.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.