معاشيو السودان .. ظلم متجذر ومعاناة لا تنتهي

معاشيو السودان .. ظلم متجذر ومعاناة لا تنتهي

تقرير : عوض زايد

إن مايعيشه معاشيو السودان من ظلم قد تجذر على مدى تاريخهم الطويل يلهب من حدة معاناتهم التي تكاد لا تنتهي ، فأوضاعهم تتقلب بتقلب الظروف الإقتصادية التي تمر على البلاد ، يواجهونها على وهن في العظم ، وقد بلغوا من العمر عتيا ، بعد أن افنوا زهرة شبابهم في خدمة البلاد والعباد من خلال دهاليز الخدمة المدنية العريقة .

وهم يتعاطون مرتباً لايكاد يفي بأدنى متطلبات الحياة ، على هذا النسق يقول المعاشي عبد الرحمن الصافي ، أن الوضع في هذه الفئة المنسية من المجتمع مزرياً على ابعد الحدود ، حيث أن اغلب هؤلاء المعاشيين مصابون بالأمراض والعلل المزمنة التي تصاحبهم في خريف عمرهم ، مثل امراض الضغط والسكر ، وغيرها من تلك الأمراض العديدة والمتنوعة فيما يعرف بأمراض الشيخوخة.

المكافحة والمجاهدة

من جهة اخرى ذكر المعاشي عبد الرحيم عدلان ، أنهم ظلوا يكافحون على مر الحقب في توصيل حجم معاناتهم للمسؤلين وقد خاطبنا وزير المالية عدة مرات ، وخاطبنا الأستاذة وزيرة العمل والتنمية الأجتماعية ايضاً عدة مرات ، ووصلنا صوتنا حتى مجلس الزراء مخاطبين السيد رئيس مجلس الوزراء ، وقد قام السيد السفير عمر مانيس وزير شئون مجلس الوزراء بمخاطبة وزير المالية ، وفي هذا الخصوص لابد من تقديم الشكر للسيد وزير شئون مجلس الوزراء تقديراً لإهتمامه الشديد بهذا الموضوع وعلى مابذله معنا من جهد مقدر ، وبعدها خاطبنا الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي ، وكل هذه الخطابات موثقة ومعظمها نشر من خلال الصحف السيارة.

مساندة الرأي العام

يواصل عبد الرحيم حديثه فيقول ، على هذه العجالة لا يفوتني أن اشكر الصحافة السودانية التي وقفت مساندة لمطلبنا العادل ، العديد من الصحافيين بالكتابة في هذا الأمر ، وايضاً نشكر الإتحاد العام لمعاشيي السودان ـ الخدمة المدنية لطرقهم وبإصرار لا ينقطع وإرادة لا تلين على هذا الموضوع الشديد الأهمية ، وايضاً نظل نعتز بمساندة الرأي العام القوية معنا ، وقد ظل مذهولاً من التجاهل الذي تم من قبل العديد من الحكومات لمطلب المعاشيين العادل جداً ، حيث أن جميع هذه المخاطبات وجدت الكثيرمن الإهمال واللا مبالاة .

الركن المجهول

على هذا السياق يتحدث المعاشي الله جابو يوسف فيقول ، إن معاناة معاشيي السودان في الواقع متجزرة بعمق كبير ، وظلم رهيب عبر كل الحكومات ، وكأن المعاشي خرج من رحم الحياة إلى ركن مظلم مجهول لا نهاية ولا قرار يحده ، وهناك عبارة ساخرة معروفة تطلق توصيفاً لهذا الظلم بمسمى ال ( ما عاش ) ، وفي الحقيقة أنا اثمن المجهودات الضخمة التي يبذلها الإتحاد بكل التضحية ونكران الذات ، حيث أن الهم ، هم الجميع ، وهو يقوم بالوقفات الإحتجاجية وقفة إثروقفة عسى الله أن يحدث أمرا، وأنه تم التواصل مع كل رؤساء إتحادات المعاشيين بالولايات لإتخاذ كل موقف يمكن أن ننجز من ورائه لفتا نظر لقضايانا العادلة وإستنكاراً ورفضاً لهذا التجاهل المخذي ، ونحن الآن ننفذ وقفة إحتجاجية اليوم الأربعاء 26 أغسطس عسى ولعل .وبحسب البيان الصادر من الإتحاد العام لمعاشيي السودان ـ الخدمة المدنية المبتدر بهذه الاية الكريمة :ـ ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً ) .

فوقفة المعاشيين الإحتجاجية نفذت أمام مجلس الوزراء ، وفي الولايات أمام مقر حكومة الولايات .وستستمر هذه الوقفات في مقبل الأيام لتشمل وزارة التنمية والإجتماعية والصندوق القومي للمعاشات وهي وقفات إحتجاجية حضارية خالية من روح العدائيات والإساءات ووسنناشد كل شرائح المجتمع وخاصة الشباب في لجان المقاومة مساندة آباؤهم المعاشيين في مطالبهم الواضحة دون أي مجال لأجندة اخرى ، ونطالب الجهات الأمنية كافة بحماية مسيرات المعاشيين وأن تتعامل معهم كشيوخ بالتقدير والإحترام ، والأسف كل الأسف على إجبارهم على إتخاذ هذه المسالك التي لا تتناسب مع وقارهم العمري ولا طاقاتهم الضعيفة.