آخر الأخبار
The news is by your side.

محاولة اغتيال حمدوك وضرورة إعادة هيكلة القطاع الأمني وتسليم الفارين من العدالة الدولية

محاولة اغتيال حمدوك وضرورة إعادة هيكلة القطاع الأمني وتسليم الفارين من العدالة الدولية

بقلم: ناصف بشير الأمين

يعتقد الإسلامويون أن بامكانهم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وكسر إرادة الشعب السوداني وإعادته إلى بيت الطاعة والعبودية عن طريق الإرهاب الذي لا يعرفون وسيلة غيره، وذلك بسبب ما لمسوه من تراخي وتردد من قبل الحكومة الانتقالية وانقسام وسط قوى الحرية والتغيير. الإخوان المسلمون الذين كانوا يحكمون السودان جماعة إرهابية وصلت جرائمها حد الإبادة الجماعية لشعبها ويجب تصنيفها رسميا والتعامل معها على هذا الأساس. الحكومة الانتقالية تدفع ثمن تراخيها في تفكيك وتصفية مفاصل الدولة العميقة خاصة في القطاع الأمني الذي كان يشكل عظم ظهر النظام السابق، ولم تتعظ من تمرد هيئة عمليات جهاز الأمن. والحكومة التي تفشل في مجرد تسليم المتهمين الفارين من العدالة الدولية هذا مصيرها، هؤلاء هم أنفسهم قيادات أجهزة أمن الإخوان المسلمين والمسؤولون عن كل ما تقوم به هذه الأجهزة.
لا نريد أن نسبق التحقيق في هذه الجريمة ولكن وغض النظر عن الفاعل يجب أن تكون نقطة تحول في سياسات الحكومة الانتقالية تجاه تفكيك تركة التمكين خاصة في القطاع الأمني وإعادة هيكلته وبنائه على أسس وطنية ومهنية وبعقيدة جديدة يكون ولاء الأجهزة الأمنية وفقا لها للدولة السودانية ولشعب السودان ومهمتها الأساسية حفظ أمن ومصالح البلاد وليس ولائها لحزب أو مجموعة معينة كما كان الحال في ظل الإنقاذ. وينبغي إبعاد كل العناصر التي دخلت الجيش أو الأمن أو الشرطة بسبب انتمائها للإخوان المسلمين وتدين بالولاء للحركة الإسلامية وليس للسودان. وينبغي تسليم رؤوس الإجرام الفارين من العدالة الدولية اليوم وقبل الغد فكل يوم تتأخر فيه الحكومة في تسليمهم يعني منحهم الفرصة لارتكاب مزيد من الجرائم وقتل المزيد من السودانيين.
وينبغي التوصل سريعا إلى اتفاقيات سلام مع حركات الكفاح المسلح في جوبا لضمان إعادة هيكلة كامل القطاع الأمني وحل كافة المليشيات وإنها الفوضى الأمنية وضمان إحتكار الدولة للسلاح والأهم من ذلك ضمان توحد قوى الثورة والتغيير في مواجهة إرهاب الإخوان المسلمين وحلفاءهم الإقليميين والدوليين. وهذا الحادث جرس إنذار آخر لقوى الحرية والتغيير التي يريد بعضها السيطرة على الحكومة الانتقالية ومعارضتها في ذات الوقت! وتذكير لها بأننا ما نزال في منتصف المعركة وإن الوقت ليس للانقسامات والمحاصصات وحفر الحفر وانما للتوافق والبحث عن المشتركات حتى يتم العبور ويمكنها بعد ذلك أن تتفرغ للتناحر ولعاداتها القبائلية المنقوشة في جيناتها.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.