آخر الأخبار
The news is by your side.

مجلس التراث ينظم ندوة حول دور التراث الثقافي في تحقيق السلام

مجلس التراث ينظم ندوة حول دور التراث الثقافي في تحقيق السلام

الخرطوم : عبدالرحمن الكيال

نظم المجلس القومي للتراث الثقافي وترقية اللغات القومي ، بالتعاون مع الهيئة العامة للآثار والمتاحف ، ندوة على شرف الإحتفال باليوم العالمي للتراث ، تحت عنوان : دور التراث الثقافي في تحقيق السلام .

جاء ذلك بمشاركة واسعة من قطاعات الثقافة بالولايات ، عبر برنامج الزووم .

وأكد وزير الثقافة والإعلام ، الأستاذ جراهام عبدالقادر ، أن التراث المادي وغير المادي له دور كبير في حفظ وصون التراث الثقافي .

وأعتبر الوزير ، أن المتاحف ليست حفظا وإنما تراث وتأريخ يتوارثه الأبناء جيلا بعد جيل .

وأوضح جراهام ، أن الذي يحدث الآن من تردي في الأوضاع من إقتصاد وسياسة ، هو إهمال التراث بشقيه المادي وغير المادي .

وذكر الوزير ، أن المناطق المقفولة التي خلقها المستعمر كان مخطط لها من قبل المستعمر .

وأشار جراهام ، إلى تحجيم المد الإسلامي ، بالإضافة لخلق المشاكل وتجزئة الوطن .

وأبان الوزير ، أن القرن الثامن عشر والتاسع عشر نهضت أوربا بتنمية صناعية كبرى ، وتلتها الولايات المتحدة الأمريكية .

وأشار جراهام ، للتحول الكبير الذي حدث في حياة الناس .

وقال الوزير:”أوربا سيطرت على العالم أكثر من ثلاثمائة عام ، بحثا عن الموارد ، والولايات المتحدة الأمريكية بعد أن قضت على الهنود الحمر بدأت في إصطياد البشر وتحويلهم لعبيد” .

وأوضح جراهام ، أن الإستعمار كان سببا أساسيا في هدم التراث لكثير من الدول ، بالإضافة للغزو الثقافي ، خاصة دول شمال وغرب أفريقية .

ووصف الوزير ، الإستعمار ب”الظلام الكالح” ، معتبرا الغزو الثقافي من أخطر أنواع الأسلحة ، لافتا إلى أن الحرب الثقافية هي أخطر من الزخيرة .

وأشار جراهام ، إلى أنها حرب موجهة لتحول العقول ، داعيا وسائل الإعلام بكل ضروبها ، فى هذا الصدد ، إلى تخصيص زمن للبث يوميا عن القيم التراثية التي تؤدي للسلام الذي يفضي للتنمية المستدامة .

ونوه الوزير ، إلى أن السلام لايصنعه السياسيين وحدهم ، بل يصتعه المجتمع بتراثه .

وشدد جراهام ، على أهمية الحفاظ على التراث بشقيه المادي وغير المادي للنهوض بالوطن .

وفي سياق متصل ، دعا وكيل الوزارة ، دكتور نصر الدين محمد أحمد ، للتخطيط السليم ، وفق إستراتيجيات محددة للوزارة .

وأشار الوكيل ، إلى أهمية الإهنمام بالثقافة والتراث والسياحة ، بإعتبارها مورد للدولة .

وحث نصرالدين ، الإذاعات الولائية ، على بث غناء الوسط بإعتباره لغة معظم السودانيين .

وأكد الوكيل ، إستمرارهم في فتح جميع الملفات ، داعيا لعدم المقارنة بالسابقين .

وقال نصرالدين:” نحن في القطاع الإجتماعي بمجلس الوزراء نهتم بإدراج الثقافة والتراث السوداني في المنهج المدرسي لتدريسه”.

من جانبه تناول دكتور أسعد عبد الرحمن ، الأمين العام للمجلس ، في ورقة قدمها خلال الندوة ، الحديث حول دور التراث الثقافي غير المادى في تحقيق السلام في السودان .

وقدم الأمين العام للمجلس ، تعريفا حول التراث الثقافي غير المادي ومجالاته المختلفة ، والمتمثلة في أشكال التعبير والممارسات والعادات والتقاليد والمعارف، وما يتصل بالفلكلور من صناعات ثقافية ، ودلالات الإهتمام به، ومساهمة التراث غير المادى في الوحدة الوطنية .

وذكر أسعد ، أن الإتفاقية العالمية لصون التراث 2003م وموجهاتها في هذا الصدد في تحقيق السلام والإستقرار والإعتراف بالآخر والمساواة.

وأوضح الأمين العام للمجلس ، دور المجلس القومي للتراث الثقافي والجهات ذات الصلة.

وإستعرض أسعد ، التراث المشترك والممارسات الثقافية في المجتمع السوداني ، التى بدورها تعزز من الهوية والتصالح والإستقرار .

وفى السياق ، تناولت الدكتورة غالية جار النبى ، مدير الهيئة العامة للمتاحف والآثار ، فى ورقتها التراث الثقافى المادى ودوره فى تحقيق السلام فى السودان .

وعرفت مدير الهيئة العامة للمتاحف والآثار ، التراث المادى بأنه ينقسم إلى منقول وثابت .

وأشارت دكتورة غالية ، إلى أن السودان متعدد الثقافات واللغات وله تأريخ ضارب فى القدم وهو أحد الدول الغنية بالموارد الطبيعية المتنوعة ، التى وفرت للإستخدام البشرى منذ أقدم العصور .

وأشارت مدير الهيئة العامة للمتاحف والآثار ، إلى أن الإستكشافات البشرية ، من رقعة واسعة في السودان ، ساهمت فى هذا الإنتشار فى تكوين أنماط ثقافية مميزة ، على المستوى العالمى ، ويتضح ذلك فى التراث الحضاري السودانى .

وقالت جار النبي:”نالسودان سجل تواصل وإستمرارية تأريخية لم تنقطع على مد العصور فكانت تراث ثقافة متميز” .

وأكدت مدير الهيئة العامة للمتاحف والآثار ، أن الثقافة المحلية إختلطت بالثقافة الوافدة ، وكونت موروث حضارى متميز ، وأصبحت التعددية هى أساس تكوين الثقافة السودانية ،
وأن الثقافة السودانية لها خصوصيتها وتفردها بين قريناتها من الدول الأخرى حيت إستطاعت أن تجد مكانها بينهن ومازالت الثقافة الأفريقية هى التى تميز الثقافة السودانية ، مع التداخل مع الثقافات الأخرى ، بحكم موقع السودان الجغرافي ، والذي جعل منه حلقة الوصل مابين دول البحر الأحمر ، ماجعل منه ملتقى طرق تلاقى الثقافات .

وأوضحت دكتورة غالية ، أن التراث الثقافى المادى يعبر عن هوية الدولة ، بإعتباره الصلة بين الحاضر والمستقبل ، مضيفة بأنه يوجد على خبرات الإنسان وإنجازاته ممايعزز الإنتماء وإستدامة السلام .

وأكدت مدير الهيئة العامة للمتاحف والآثار ، على ضرورة الإهتمام بالتراث وتطويره ، والإهتمام بالمتاحف ، التى تحفظ ذاكرة الأمة والمعتية بالمحافظة بالموضوع الثقافى فى السودان وذلك فى ظل المتغيرات العالمية .

وقالت جار النبي:” هنالك بعض المهددات الطبيعية التى تؤثر على التراث ، مثل تعدد المناخ ، والإحتباس الحرارى ، الذى يؤدي إلى التزاحم على الموارد ، وكذلك تقاسم السلطة والثروة ، الذى يؤدى إلى إشتعال الحرب.” .

هذا وقد حفلت الندوة ، بعدة مداخلات دعت للإهتمام بالثقافة و تفعيل دورها. بالإضافة لصون وحفظ التراث .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.