آخر الأخبار
The news is by your side.

ما هي آثار التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول؟

ما هي آثار التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول؟

تقرير: حسن إسحق

في ظل تعالي الأصوات الداخلية الرافضة للتدخل في الشأن السيادي لدولة السودان، رصد موقع (سوداني بوست) ، مؤتمر صحفيا للتنسيقية العليا لسودانيين من أجل السيادة ظهيرة السبت الثاني والعشرين من يناير الماضي ، بالعاصمة الخرطوم، وتحدث فيه بعض المهتمين والمراقبين للشأن السودان، ونظم سودانيون من أجل السيادة الوطنية وقوي الحراك الوطني وقفة إحتجاجية أمام مقر بالبعثة الأممية في السادس والعشرين، مساء الخميس 27 يناير .

إنتقد مجلس السيادة السوداني البعثات الدبلوماسية المقيمة في الخرطوم، واصفا أنشطتها بالمخالفة للأعراف الدبلوماسية ومنتهكة لسيادة البلاد، عندما أبلغ وزير الخارجية المُكلف علي الصادق، مجلس السيادة بوجود أنشطة لبعثات دبلوماسية في الخرطوم تنتهك سيادة السودان، ولم يكشف مجلس السيادة عن هذه البعثات وطبيعة الأنشطة المعينة، وذلك في ظل مقاطعة غير معلنة لدول الإتحاد الأوروبي للحكم العسكري، يري الرافضون للتدخل الأجنبي أنها تؤدي إلي فقدان هيبة الدولة، أما آخرون يضحكون علي فلول النظام البائد وبعض المأجورين المعتادين منذ زمن المخلوع ما أسموها بمسيرة ضد التدخل الأجنبي.

التخوف من التدخلات الخارجية

في ذات السياق يطالب دكتور هباني الهادي حسن ، عضو التنسيقية العليا لسودانيين من أجل السيادة الوطنية ، البعثة الإبتعاد عن الشأن الداخلي السوداني، ويري المبادرون أنها تهدف إلي تعزيز القيم الوطنية في السودان ووحدة الأمة السودانية، ويكشفون أن عضويتهم تبلغ 70 ألف عضو، مشيرين إلي أنها تضم النقابات والمجتمع المدني ثم الطرق الصوفية، وتهدف في ذات الوقت إلي تعزيز الوحدة الوطنية، وتقديم مبادرة تخرج السودان إلي بر، هذا ما أشارت إليه التنسيقية العليا لسودانيين من أجل السيادة في مؤتمرهم الصحفي، وأيضا قفل الأبواب أمام أي مبادرة أجنبية غير إيجابية.

وهناك ترحيب بأي تدخل إيجابي، أن النخبة السودانية الآن عاجزة عن تقديم حلول وطنية، هي تجاوز للقوي السياسية غير الراشدة كما أشارت.

والشيء المعيب أن ينتظر المبعوث الأممي للسودان بيرتس فولكر ، أن يقدم حلولا للسودانيين، هناك تخوف من التدخلات الأجنبية في العديد من النماذج في العالم من ضمنها النمودج العراقي وكذلك الجارة ليبيا، وأيضا اليمن.

يقول هباني ، ان الشعب السوداني سوف يتوحد في سبيل حماية السودان من أي نوع من التدخلات، كما فعل ذلك إبان التحرير بقيادة الثورة المهدية، وكل ذلك من أجل حقن دماء الإنسان السوداني.

أوضح أنهم لن يخدلوا الأجداد الذين سلموا السودانيين سودانا واحدا، وأنه يعمل مع جميع الأطراف علي تقديم حلول ناجحة، والمبادرة لا تقصي أي شخص يريد الإسهام في حل الأزمة السودانية.

فلول النظام المأجورين

بينما يقول الصحفي بشير أربجي ، لقد سير فلول النظام البائد وبعض المأجورين المعتادين منذ زمن المخلوع ما أسموها بمسيرة ضد التدخل الأجنبي، تجمعت أول ما تجمعت عبر الحافلات والبصات القادمة من الولايات بميدان مسجد سيدة سنهوري، كأنما يريدون أن يعيدوا لمخدوعيهم ذكري شيخهم الذي دمر السودان حسن الترابي، وتفرقت من نفس المكان في وقت مبكر بعد أن تم تسديد رسوم المشاركة للمأجورين قبل الصعود للحافلات والبصات، حيث إنتشرت الصور والفيديوهات لعدد من أخوات نسيبة وعدد من متعهدي التجمعات وهم يحاسبون في الحضور بالورقة والقلم، وهو أمر معتاد لديهم منذ زمانهم الغابر وسنوات حكمهم العضوض، لكن ما كان غريبا شعار المسيرة التي كان المشاركين فيها من الممكن أن يقوم طالب أساس بإحصائهم بدون جهد، حيث أعلن المنظمون لهذه المسيرة مدفوعة القيمة من العسكر أنها ضد التدخل الأجنبي بالبلاد، وهم يعنون بذلك مبادرة رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة بالسودان (يونتامس)، ويعتبرونها تدخلا سافرا في شأن البلاد الداخلي كما كانوا يرددون.

بينما إنتقدهم بشير ، بشأن التدخلات السافرة لكل من مصر والإمارات والسعودية وروسيا بالبلاد كذلك، بل لم يفتح الله عليهم بكلمة واحدة في الوفود التي تأتي من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي، ولا تدخلات إسرائيل المستفزة بالبلاد فقط لأنها أتت من قبل بوت العسكر الذي يقدسونه، ولا يمكن لهم العيش بدون أن يكونوا تحته منذ أن اصبحوا (كيزانا) لا يشبهون الشعب السوداني في شيء من صفاته والقيم التي تربي عليها، لذلك ليس من المستغرب أن يرفضوا تدخلا يقف ضد أطماع أرباب نعمتهم، ويقبلوا بتدخل خارجي آخر يعتقدون أنه يوفر الحماية لقتلة الثوار ومنتهكي حرمات المنازل، فهم هم الإسلامويين لن يتغيروا أبدأ مهما حدث بالبلاد، ولن يكونوا جزءا من الشعب السوداني الأبي لأنهم تربوا على غير ذلك، لذلك تجدهم يقفون ضد الشعب وضد الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم المدني، ولا يقبلون بأن يرفع سادتهم من العسكر أو المليشيات الإرهابية أيديهم عن الزناد ليعيش الشعب بحرية في بلاده، ومن الممكن أن يفعلوا الشيء ونقيضه دون خجل أو حياء من خلق أو دين، فهم منذ أن رزء بهم الشعب السوداني في العام 1989م وحتي سقوطهم وقفوا سدا منيعا أمام الحرية.

مرحلة الوصاية الدولية

في ذات السياق يقول الدكتور محمد البشير الكباشي ، أن السودان الآن يكاد أن يصل إلي مرحلة الوصاية الدولية الكاملة، ويحتكر القرار الوطني فيه بواسطة القوي الأجنبية، ويكاد أن يحدث له إعادة إستعمار، ويري الكباشي ، أن هذه الحيثيات الثلاثة تهدف إلي إستعمار السودان مرة أخري، وكل هذه الدلائل تكفي لإستثارة وتحريك كل مواطني سوداني معني بالهوية السودانية والوطنية السودانية، وكل مهتم بسيادة هذه البلاد، مع حيثيات إنفراط عقد السيادة الوطنية، الاشارات والأدلة كثيرة، ومن يقومون بذلك، لم يعودوا يخفون الأدلة الواضحة علي قارعة الطريق، وأكد أن السودان يواجه العديد من الأزمات الخطيرة، لكن أخطرها التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي الكثيف الذي يسلب الإرادة الوطنية.

أوضح أن سودانيون من أجل السيادة الوطنية ليست حزبا أو تيار أو مجموعة من النخب، هي دعوة للوقوف ضد التدخل الأجنبي، وحماية السيادة الوطنية والبحث عن الحل الوطني للقضية السودانية، وكل يوم يحدث تدخل سافر في القرار السوداني، ما ترصده الميديا كل يوم، أشار إلي أن المخابرات الاجنبية تعبث بالتكتلات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ثم توجهها إلي صالحها، وهي تغلغل في المكونات السياسية ثم توجه الحياة السياسية بدون خجل، مشيرا إلي إدعاءات الدول الأجنبية في دعم السودان إقتصاديا، ويعتبرها شعارات ترفعها هذه الدول فقط للسودان، لكن من دون أن تنفذها علي الأرض، أما شعارات الديمقراطية والحكم الرشيد هي آليات للتدخل في الشان المحلي فقط، وشعارات الدعم الخارجي تسبقه شروط تعسفية.

إبتزاز السودان من المجتمع الدولي

يضيف السودان كل ما يحدث في السودان الآن مصمم من الخارج خاصة في المسألة الإقتصادية، منذ بداية المرحلة الإنتقالية دخل السودان حالة إبتزاز في قضية رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهذا تم بإبتزاز مكشوف، يعتقد أنه لم يحدث في تأريخ العلاقات الدولية، مشيرا إلي أن هناك إبتزاز مباشر في مسألة رفع إسم السودان من القائمة، والغرب والولايات المتحدة الأمريكية غير جادين في مسألة تحقيق الديمقراطية في السودان، ولا يتحدثون عنها الآن، بإعتبار أن عمادها الأساسي هو الإنتخابات، بل يشعلون النيران من أجل تمزيق البلاد، ورعاية الخلافات بين المكونات الوطنية حتي تتفجر وتتقطع، وتأسف لإعراض السياسيون عن الشأن الوطني.

أوضح من الكوارث الكبري رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك يستدعي المجتمع الدولي للتدخل المباشر في الشأن الداخلي، يعتقد أن هذا سلوك يتنافي مع الجانب الوطني، وهو طلب للوصاية والحماية الدولية، أضاف الكباشي أن السودان يعيش حالة من الوصاية الدولية الكاملة، وخطورة هذا الأمر ليس فقط جرح الكرامة الوطنية، بل أنه ينال من شرق الإستقلال الوطني، ويؤدي إلي تمزيق السودان، ولا يحقق إلا مصالح الدول الأجنبية، هذا معلن ومعروف للرأي العام، ومعروف للقاصي والداني أن التدخل الأجنبي نتائجه معروفة، ما الذي ينتظره السودانيون من هذا التدخل في إيجاد حلول للمشاكل السودانية؟، ويطالب أن يطرح هذا السؤال للرأي العام السوداني بكل صراحة وشفافية، وهل يريدون السودان حوارا كما أفضي به الحوار الليبي الأخير؟، وعلي رعاة التدخل الأجنبي الإجابة عنها، أو كما فعلت في اليمن.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.