آخر الأخبار
The news is by your side.

مانشيستر سيتي الذي بحث عن الفائدة المالية أكثر من الفنية في جولته التحضيرية  … بقلم: قور مشوب

مانشيستر سيتي الذي بحث عن الفائدة المالية أكثر من الفنية في جولته التحضيرية  … بقلم: قور مشوب

لم يكن متوقعاً، أن تُسير جولة مانشيستر سيتي التحضيرية إستعداداً للموسم الكروي الجديد، بالشكل الذي إنتهت عليه. بالنسبة إلى فريق إكتسح وهيمن على إنجلترا بالكامل في الموسم الماضي، توج بألقاب الدوري الإنجليزي، كأس الإتحاد، وكأس الرابطة، يتطلع للإحتفاظ بهذه الألقاب المحلية الثلاث في الموسم الجديد، ويسعى بجدية للذهاب بعيداً في مسابقة دوري أبطال أوروبا والتتويج باللقب، فإن هذا كان آخر ما يرغب فيه ويتوقع منه فعله. لكن، بطريقةً أو بأخرى، سارت الأمور على نحوٍ مختلف.

الرفاهية التي لم يحتاجونها

كان طبيعياً، أن يتعرض مانشيستر سيتي للإنتقادات، خلال اليومين الماضيين، بعد نهاية جولته التحضيرية في آسيا، وعودته إلى إنجلترا. تلك الجولة، ينظر إليها كثيرون على أنها، كانت ترف ورفاهية لم يكن يحتاجهما الفريق، إذ لم تعد عليه بالفائدة الفنية المرجوة منها.

بيب غوارديولا، المدير الفني لمانشيستر سيتي، كان يتوقع منه أن يلعب دوراً في إختيار دولاً أخرى غير الصين واليابان لجولة الفريق التحضيرية، ليستعد للموسم الجديد، بشكلٍ جيد وقوي، ليكون بمقدوره العمل على تصحيح أخطاء الموسم الماضي، تقوية وتطوير الفريق، معالجة أماكن الضعف والخلل، والعمل بهدوء وتركيز بعيداً عن أي شيء قد يتسبب في تشتيت التركيز ويحد من جاهزيتهم.

الحقيقة ان الفريق لم يستفيد فنياً من تلك الجولة، إذ قضى أسبوعين صعبين في آسيا، أضاع خلالهما وقتاً ثميناً بدلاً عن الإستعداد للموسم الجديد، ووسط ظروف غير مثالية ينظر إليها كثيرون على أنها ستلعب دوراً سلبياً وتؤثر على قدرته على الدفاع عن ألقابه.

أطلبوا المال ولو في الصين

الفريق قدم عروض متميزة، بالفعل، في كل مبارياته. لكن، الفائدة الفنية لم تكن في حساباته أبداً، ولم تكن كبيرة، فليست هناك فائدة كبرى يستطيع تحقيقها من خلال مواجهة أندية ويست هام، وولفرهامبتون، كيتشي هونغ كونغ، ويوكوهاما إف مارينوس.

ما يُفسر تلك الخطوة، هو ان الفريق في المقام الأول كان يبحث عن الفائدة المالية أكثر من الفني

ة، في جولته التحضيرية، ما يُبرر إختيار آسيا. هذه، كانت المرة الأولى التي يُسافر فيها سيتي إلى الصين، منذ عام 2016، عندما إنتقد غوارديولا المسؤولين عن تنظيم الجولات التحضيرية بعدما تقررت إلغاء مباراة قمة للفريق في بكين، ليُعاني الفريق لاحقاً في تنظيم مباريات ودية.

هذا، يُضاف إليه إضطرار الفريق لخوض مباراة بعد يوم واحد، فقط، على وصوله إلى الصين، وهي المباراة التي قدم فيها أداء متواضع للغاية وشهدت توتر العديد من لاعبيه. كل هذا، أشار إليه بيب، بعد بضعة أيام، في مؤتمر صحفي، إذ كشف عن الظروف السيئة الي واجهها فريقه، وعدم قدرة اللاعبين على التدرب بصورة طبيعية، معاناتهم للنوم، وعلى كافة الأصعدة.

على الطاولة

هذه، تعتبر إحدى الأشياء التي تكشف عن هدف النادي من إقامة جولته التحضيرية في آسيا، فخلال أسبوعين، إتضح بأن هناك الكثير من المشاكل والقضايا العالقة التي تحتاج إلى إيجاد حلول لها من قبل غوارديولا، بصورة عاجلة.

إقامة معسكر تحضيري في آسيا، إختيار أندية صغيرة ومتوسطة للعب ضدها بدلاً عن الكبيرة، لم يعود بأية فائدة تُذكر على الفريق، إذ كشفت مبارياته عن الفوارق الكبيرة بينه وبين الخصوم الذين إختار اللعب ضدهم، خصوصاً، مع تحقيقه لإنتصارات عريضة وكبيرة.

لتُدرك ذلك، فإنه يكفي الإشارة إلى إنتقاد وسائل الإعلام الصينية لمانشيستر سيتي، لأن ذلك لا يُقدم صورة حقيقية له، يجعل الناس يقفون على مستوى لاعبيه، نقاط القوة والضعف في الفريق، والأشياء التي تحتاج إلى العمل على حلها وتطويرها.

أكثر من هذا، فإن الفريق إضطر لمواجهة مشاكل تتعلق بالطقس، المظاهرات في هونغ كونغ، وغياب الأمن، إذ حدثت إشتباكات ليلية في اليوم الذي وصلوا فيه، في وقتٍ وجد فيه غوارديولا نفسه مضطراً للرد على أسئلة سياسية بدلاً عن رياضية، في المؤتمر الصحفي.

واليابان

بعد نهاية جولته في الصين، وفي وقتٍ كانت فيه أندية مانشيستر يونايتد، ليفربول، وتوتنهام هوتسبير، قد عادت لإكمال إستعداداتها في إنجلترا، كانت جولة مانشيستر سيتي لم تنتهي بعد، إذ سافرت بعثته إلى اليابان لمواجهة كيتشي ويوكوهاما، في مسعي لإستهداف أسواق جديدة، والحصول على المزيد من الأموال.

هذه الحقيقة، بدت ماثلة في إضطرار الجماهير لدفع الأموال من أجل مشاهدة تدريبات الفريق، إذ حضر تدريبهم الأول ما يُقارب ألف متفرج، وكان الغرض من هذه الخطوة التمهيد لمباراتيه ضد كيتشي ويوكوهاما، والترويج لهما.

لنتسوق

من ضمن الأشياء التي كشفت عنها الجولة التحضيرية، هو حاجة مانشيستر سيتي لتدعيم صفوفه، بشكلٍ عاجل. الحاجة إلى التعاقد مع قلب دفاع، ربما، كانت من ضمن إحدى الأشياء الإيجابية التي كشفت عنها هذه الجولة، إذ عانى الفريق، كثيراً، في مباراته ضد يوكوهاما، حيث كانت هذه من واحدة من أصعب المواجهات الودية التي خاضها، في قارة آسيا.

هذه الحقيقة، جاءت في توقيتٍ يقترب فيه موعد سوق إنتقالات الصيفية، غادر فيه الفريق فينسنت كومباني، أدارابيويو، ويقترب إلياكيم مانغالا من اللحاق بهم، ما يُقلص من قائمة غوارديولا في خط الدفاع، وفي أسوأ توقيت ممكن، إذ سيكون عليهم التعاقد مع مدافع سريعاً.

نحن هنا

كل هذا، لا يعني بأن الجولة التحضيرية لم تشهد أية إيجابيات بالنسبة للفريق، إذ كانت هناك الكثير منها، خصوصاً من الناحية الفنية، إذ ظهر لاعبون مثل رحيم ستيرلينغ، كيفين دي بروين، هاروود بيليس، فيل فودين، وتومي دويل، بمستوى فني متميز.

دي بروين أثبت، في هذه الجولة، إستعادته لكامل عافيته وجاهزيته، رغبته في الظهور بشكلٍ مختلف في الموسم الجديد، في وقتٍ أثبت فيه ستيرلينغ، مجدداً، أنه أحد أفضل اللاعبين في الفريق ومدى أهميته، بينما واصل فيل فودين إبهار غوارديولا وإثبات نفسه، مع تقديم بعض الشباب لأداء قوي.

كل هذا، لا بد انه يدفع غوارديولا للتفاؤل بموسم أفضل وأقوى، خصوصاً مع إحتفاظ الفريق بأفضل لاعبيه، تدعيم لصفوفه بشكلٍ جيد في سوق الإنتقالات الصيفية، وهو ما يعني بأنه عازم على تكرار موسم مميز على كافة الأصعدة، هذا الموسم.

إلا آسيا

في العام المقبل، لا يبدو بأن آسيا ستكون مطروحة من ضمن الأماكن المقترحة لإحتضان جولة مانشيستر سيتي التحضيرية، بلا شك. ما واجهه الفريق في الفترة التي قضاها في آسيا، لا يبدو بأنها ستدفعه للعودة إلى هناك، مجدداً، في الموسم المقبل، إذ واجه ظروفاً صعبة، في غاية السوء، إذ لم تكن الأجواء مهيأة، لم يُحظى بملاعب مثالية ومناسبة، ولم توفر لهم كافة سبل الراحة.

كل هذا، يُضاف إليه معاناة إعلام النادي من غياب شبكة إتصالات إلكترونية في الملاعب التي تدرب فيها الفريق، مشاكل في التواصل بين الفريق وجماهيره، إذ لم تنجح الجماهير في مرافقة الفريق إلى الصين واليابان، على عكس، ما كان يحدث في الأعوام السابقة.

هذا الواقع، يجعل من الولايات المتحدة وجهة مفضلة لمانشيستر سيتي في الموسم المقبل، فالوضع هناك يعتبر أفضل عند مقارنته باليابان والصين، خصوصاً مع رغبة الإدارة في تعزيز وجود الفريق هناك وتلميع صورته، بشكلٍ أكبر.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.