آخر الأخبار
The news is by your side.

ماذا يريد البرهان ؟! .. أطياف … بقلم: صباح محمد الحسن

ماذا يريد البرهان ؟! .. أطياف … بقلم: صباح محمد الحسن

أدهشتني تصريحات القيادي بالحرية والتغيير ولجان المقاومة ورئيس المؤتمر السوداني ولاية الخرطوم شريف محمد عثمان ، دهشته من الكيفية التي تم بها تشكيل مجلس شركاء الفترة الانتقالية والذي اعتبر ان غياب المعلومات لهذا الملف حسب حديثه لموقع (نبض نيوز) يجعل الضبابية تحيط به ووصفه بالأمر الغريب الذي أثار حيرة المراقبين والمناصرين للثورة، وقال حتى الآن لا يعرف أحد ضرورة تكوين هذا المجلس وأهدافه والغايات التي سيحققها لافتاً الى أن غياب المعلومات فتح الباب واسعاً أمام التأويلات وانه لهذا السبب رفضت لجان المقاومه هذا المجلس.

والغريب في الامر ليس في تكوين مجلس شركاء الفترة الانتقالية وإعلانه من قبل رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان الغريب ان بعض قيادات قوى الحرية والتغيير تصيبها الحيرة من هذه الخطوة ، وكأنها لم تعي حتى الآن ما يريده البرهان ، بدليل انها أصابتها الدهشة من تكوين المجلس ، وظللنا نكتب هنا عشرات المرات ونحذر من نية العسكر ورغبتهم في وأد الثورة والعمل على خنق الحكومة المدنية بشتى الطرق ، ان كان هذا لرغبتهم الخاصة او لتحقيق رغبات دول خارجية لن يسعدها ان يشهد السودان هذا التحول ويصبح دولة ذات سيادة وارادة قوية ، وتريده دائماً ان نكون تحت رحمتها ووصايتها.

وقد يحتار البعض من قيادات وأعضاء قحت من تصرف البرهان ولكننا لم نستغرب أبدا ولم نندهش وحتى الثوار ولجان المقاومة لم تصبهم هذه الدهشة بدليل انهم تعرفوا سريعاً على حقيقة العسكر من خلال هذا الاعلان ، و رفضوا المجلس قبل ان يكملو ا قراءة قائمة الاسماء فيه ، وهذا دليل على الوعي الكبير الذي تجده عند لجان المقاومة ولا نجده في قيادات قحت والعساكر قاموا بأعمال كثيرة واضحة كان لابد ان تنتج عنها هذه الخطوة ولكن قحت ظلت في غيبوبة (متعمدة او غير مقصودة) لأكثر من عام ونصف فكيف لها ان لا تصحى من غفوتها مندهشة.

وتكوين المجلس الانتقالي من قبل البرهان الذي ظل طيلة الفترة الانتقالية يقوم بأعمال تحت الجسر تعمل لهدم مسيرة الثورة وقطع الطريق امام التحول الديمقراطي ، هو أمر طبيعي لن يفاجيء الذي يعلم مايدور في بواطن الدولة من تخطيط خارجي او داخلي الذي يندهش ربما تدور في رأسه بعض الأسئلة أولها وأهمها ماذا يريد البرهان ، وهو سؤال مشروع لكل من يحسن الظن في القيادة العسكرية.

فالبرهان ومجموعته بالإضافة الى رغبتهم في السيطرة على الحكم بتفويض او بدونه يريدون تنفيذ خطة محكمة مع بعض القيادات الإسلامية وقيادات حركات الكفاح المسلح لقطع الطريق أمام البعثة الأممية المقرر وصولها الى السودان مطلع العام الجديد، ووصولها هو الذي سيكون آخر مسمار في نعش احلامهم الزائفة لقطع الطريق أمام التغيير.

هذه البعثة الأممية التي ان وصلت الى الخرطوم ستقف حاجزا منيعاً لأي انقلاب عسكري ، وستكون نقطة البداية للتحول الديمقراطي بطريقة طبيعية دون تدخل العساكر او حتى تفكيرهم في الانفراد بالحكم ، لذلك كان لابد من الالتفاف حول تكوين المجلس التشريعي.

ولهذا وغيره يجب على رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك الإسراع في تكوين المجلس التشريعي لوقف هذه (اللعبة ) سيئة الاعداد والإخراج والا سيكون هو جزء لا يتجزأ من الاعتداء على الثورة ومسيرة التغيير.

كما انه لابد من ان تصر لجان المقاومة على التشريعي فوراً ، حتى لو دعت الي مواكب عاجلة (اضطرارية ) لتوقف هذا الزحف العسكري الذي يريد ان يبتلع الثورة وتطالب بإلغاء قرار تكوين مجلس الشركاء الانقلابي وان يُعلن بدلاً عنه تكوين المجلس التشريعي وإلا لن يفيد البكاء بعدها ، ولن تستطيع المقاومة الحفاظ على الثورة ان توافقت القوى السياسية وقبلت هي وحمدوك بتكوينه، والبرهان يدعو حمدوك للقاء عاجل لمناقشة تكوين مجلس الشركاء لذلك نتمنى ان لا يقبل رئيس الوزراء هذا الطرح (الخبيث) الذي يستند على مادة فضفاضة في الوثيقة الدستورية (بعد التعديل) لم تتحدث صراحة عن تدخل العسكر في العمل التنفيذي.

لكن يريدون استغلالها ليتغولوا بها على حقوق الديمقراطية ليجعلوا بها الثورة في خبر كان، وكما قلت لن يكفي ادراج البرهان لشروط حمدوك والقبول لتعديل المجلس، المجلس برمته قضية وتجارة البائع فيها لا يهمه غير الثمن، والخاسر فيها الثورة ، الثورة التي جاءت بكم جميعكم الى هذه المناصب، فلن يكون لائقاً بها ان تستجدي أحد لطالما انها تملك القرار وتعلم علم اليقين .. ماذا يريد البرهان ..!!

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.