آخر الأخبار
The news is by your side.

مات الخير صالح دفع الله لكن ذكراه لن تموت

كلام بفلوس…بقلم: تاج السر محمد حامد

مات الخير صالح دفع الله لكن ذكراه لن تموت ،،

نعم مات الخير صالح بعد تعرضه لحادث مرورى مساء يوم الثلاثاء الموافق 16/4/2024 وفارق الحياة بتاريخ 17/4/2024 بعد ان اعلنت عقارب الساعة بالرحيل المر وهو لا يعلم إنها خاتمة أعماله لهذه الحياة .. نعم مات الخير لكن اعماله الطيبة لا يمكن لها ان تموت بل قد تعيش إلى الابد .

فى ذاك اليوم الحزين تمددت أجنحة الحزن تكسرت اشرعة الوجد فى لوعة الزمن المفقود على شواطئ الشوق ليتوقف القلب الكبير الحانى عن النبض سنة الله فى خلقه إبتلاء العباد بالخير والشر والعسر واليسر .. ذلك إمتحان منه سبحانه وتعالى اعمار مضروبه إلى أجال معلومة قد جرى بها القلم واحصاها القدر وسطرت فى اللوح المحفوظ وليس فى مقدور الإنسان أن يوقف القدر ولا ان يسترد ماضيا ولا ان يمنع آتيا لكنها النفس بما فطرها الله به تسعى لان تستبقى ما تشتهى وتشتاق .. فتظل تحاول ان تستخلص الحياة من براثن الموت حتى إذا افاقت وعلمت استحالت ذلك وركنت إلى زوايا الحياة وتسلل منها شعاع الذاكره ليطفو فوق شعاع الوجدان ممزقا استار الماضى بخيره وشره .. افراحه واتراحه عندها تناثرت عقود النجوم فى حضرة الجوزاء .. وانطفا قنديل الثريا مؤذنا برحيل البدر وقتها أذن الله برحلة الوداع أن تبدأ فكانت بداية النهاية للاخ والصديق الخير صالح دفع الله .

صعدت على أجنحة الشوق تسابقه أنفاسه إلى الله وهو يقرأ سبحانه وتعالى ( وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو) لكنها فى حسابات الحياة الفانية هو فقد لنا .. فلقد ترك مكانا شاغرا إلا من الذكرى التى تثير الشجن وتنكأ الجراح .. فقد رفعت مراسيه وافردت اشرعته مبحرا عن دنيانا إلى عالم الخلود والنعيم فى ملكوت الحياة الدائم بعد أن رؤى حقوله حبا وحنانا وعطفا .. كان قبلة الأمال ومفرح القلوب اشرب قلبه حب الخير والبر والإحسان .. كان سراجا وهاجا مرشدا لنا فى بيداء الحياة الشائكة .

كيف لنا ولإخوته واسرته وأمه الحنون ان يعبروا عن مشاعرهم وحبهم وشوقهم لابنهم (الخير) الذى ذهب وولى إلى غير رجعه .. كيف وبأى قلم يستطيع الحى أن يرثى ( الخير) الذى مات .. وبأى كلمات حب ومشاعر وشوق وحنين يكتبها اليراع لتبقى خالده إلى آخر الزمن ولا ريب أن الأحزان والآلام والمعاناة الإنسانية من جراء فقدان الحبيب (الخير) قد يعجز عن وصفها القلم كما يعجز اللسان .

فعندما يحين موعد الأجل المحتوم وينقض ملك الموت على الإنسان ليأخذه على غفلة أو من بين الجميع وأمام أعينهم ولن يتمكن أحدا منهم ان يمد له يد العون أو المساعده يأتى الأجل فى لحظة سكون لم تكن متوقعة ليحزن الإنسان ويتالم على الفراق .. لكن مانفع الحزن والألم ومانفع الحسره والندم وما نفع البكاء والعويل .. فالخير ود الكباشى ذهب ولن يعود إلى أن يشاء الله رب العالمين عندما يجتمع الشمل حينما يحين موعد اللقاء الابدى .. نعم إن القلب ينفطر من الألم ومن الندم وان النفس يعتمرها الحزن العميق والجرح العتيق لاخينا وحبيبنا وصديقنا ( الخير) إننى وبكل لوعة وحسرة وألم وحزن عميق على علم أكيد وعلى قناعة تامة وإيمان عميق أن من سافر فى رحلته الابدية إلى الابد الرحلة النهائية التى لا رحلة بعدها لن يعود منها إلى يوم الساعة لن تبقى فى القلب إلا الذكرى .. انا على قناعة بأنهم السابقون ونحن بلا جدال أو تفضيل أو تأخير سنكون اللاحقون فى الرحلة المخصصة لنا عندما يحين موعد إقلاعها .

ياترى فيما كنت تفكر أخى (الخير) حينما داهمك الموت وأنت بعيد عن الاهل والعشبرة والوطن وأى أحلام ورؤى كانت تجول بمخيلتك تلك اللحظة والموت يفتح فاه لينتزعك من زرى ايامك المفعمة بالعطاء والبذل .. آه ثم آه يالوعة القلب المدجج بالحزن وخيبة الرجاء للقاء احبابك وأسرتك ليأتيهم الخبر المشؤوم كقطع الليل البهيم .. ثم ماذا أقول بعذ ذلك وقد إنطفأت مصابيح حياتك .. إننا نبكيك من القلب ليوم الرحيل .. وقد لا نبكى فى أشد لحظات الالم والحزن .. لكن اليوم نبكيك والتفكير مهما بلغ التعبير لن يستطيع ان يسطر فى سجاياك ومزاياك وخلقك الرفيع ما يوفيك حقك كاملا .. فقد تشتت الكلمات والحروف وشلت قدرتنا على ان نعبر عما يجيش فى قلوبنا .. آه ياجرح وآه يا ألم وآه ياحزن وأى آهة حزن غرستها فينا يا الخير برحيلك المفاجئ وأى دمعة حزن تركتها تنحدر من مآقينا عندما وصل الخبر لشقيقك الشيخ يوسف الكباشى .. فقد كان رحيلك بفاجعته عن دنيانا يكذب عقولنا التى لم تصدق لكنها أمام إرادة الله لا بد ان تصدق وتخضع لامره سبحانه وتعالى فلا بقاء إلا لوجهه الكريم .

عزاء الجميع إنك إنتقلت إلى رحاب الخالق الذى ندعوه ودعوناه لك بالمغفرة وشآبيب الرحمة وما ذاك على الله بعزيز ورحمته وسعت كل شئ .. فوداعا ووداعا استاذنا الجليل .. عليك سلام .. عليك سلام الله أيها المثل الرائع للأدب والطيبة والأخلاق والكرم .. ايها المحنك والمربى الفاضل .. رحمة الله عليك عدد النجوم وعدد الرمال وعدد ما سجد الساجدون وعدد ما ركع الراكعون .. تلك كلمات مفعمات بالحزن الاسود سطرها قلمى الحزين بمداد حالك السواد .. نعم كان يوما اسود ونحن نتلقى خبر الشؤوم خبر رحيلك عن دنيانا .. نسال الله تعالى ان يتقبله الله قبولا حسنا ويسكنه فسيح جناته مع الانبياء والصديقين والشهداء والابرار وحسن اولئك رفيقا .. إنا لله وإنا إليه راجعون .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.