آخر الأخبار
The news is by your side.

مآساة بيروت ولادة لبنان الجديد

مآساة بيروت ولادة لبنان الجديد؟ .. بحجم المعاناة تكون الولادة والعماد.

بقلم: جورج حدادين
نعزيكم ونعزي أنفسانا بهذا المصاب، سواء أكان مفتعل أم كارثة طبيعية، في الحالتين من رحم هذه المآساة سيلد لبنان الجديد.

تاتي هذه الكارثة في سياق تصاعد حدة الصراع بين مشروعين، مشروع الهيمنة والتبعية ومشروع المقاومة والتحرر الوطني والتحرر الاجتماعي، في لبنان يتجلى بوضوح ساطع، صراع التناقض التناحري، الذي لا يمكن تهذيبه ولا يمكن التحايل عليه ولا يمكن تأجيل انفجاره بعد اليوم.

مراحل الصراع واشكاله المتعدددة وصلت اعلى مراحلها، المركز الرأسمالي العالمي انتقل عبر هذه الكارثة الى خطة الاحتواء، إعادة لبنان تحت مظلة الهيمنة، حيث سبق وأن حاول بالقوة العسكرية الطاغية بالتجويع والحصار فلم ينجح، والآن يحاول التسلل عبر هذه الكارثة، ومن خلال أطروحات “إنسانية” و”الدعم والمساعدات” الموجه مباشرة لضحايا الكارثة، للذين هم ذاتهم، أن سبق له أن جوعهم وعطلهم عن العمل ومنع عنهم الكهرباء والماء والغذاء، وخفض قيمة الليرة إلى أدنى حد، وأحطّ من مستوى معيشتهم، ومكّن اتباعه من لصوص المال العام وأمراء الطوائف ومحتكري الغذاء والدواء والطاقة، وللمهزلة يصفهم اليوم بالفاسدين، من التحكم في رقاب الشرائح الكادحة والمنتجة والمعذبين في أرض لبنان، وفتت المجتمع اللبناني طائفياً ومذهبياً وجهوياً وأثنياً، وزيف وعيهم الجمعي، وأعاد شعب بنى النهضة العربية المعاصرة الى مجاميع ما قبل المجتمع المعاصر.

خارطة ارتسمت في غضون ساعات قليلة ما بعد الكارثة، معزوفة اعلامية محلية وأقليمية وعالمية، بقيادة ماسترو واحد، يحاول تحميل قوى المقاومة وزر الكارثة التي هي من صنع أيدهم مباشرة أم مستترة، كارثة وحشية من صنع المركز الرأسمالي العالمي واتباعه المحليين والعرب والأوروبيين، وزيارة ماكرون موفود المركز وشروطه خير دليل، هيهات أن تنطلي على قوى المقاومة وقوى التحرر الوطني والشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة ترهات المركز هذا الذي يقدس ” اولوية ربح رأس المال ويعتبر قيمة البشر ثانوية” رأس المال الذي سلع البشر وحول السوق الى سوقٍ للدعارة المادية والمعنوية والروحية، سوق ” يجزي الأقلية بلا حساب ويعاقب الأغلبية بلا رحمة”.

التناقض التناحري في تاريخ البشرية قانون فاعل لا يمكن غض الطرف عنه، ولا يمكن تجاهله، هذه هي اللحظة التاريخية، في حياة لبنان وحياة أمتنا العربية، لننجز مهمات التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي، ونبني غدنا بأيدينا ، غدنا الخالي من التبعية والظلم والاضطهاد والغربة والعبودية، فغدنا لا بد إلا ان يكون أجمل من أمسنا ويومنا.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.