آخر الأخبار
The news is by your side.

لماذا مصر ؟ … بقلم: عمر ارباب

لماذا مصر ؟ … بقلم: عمر ارباب

أولاً موقفي من مصر ليس موقفاً عاطفياً مجرداً بل يستند لمنهجية التفكير وطبيعة التعامل عبر التاريخ وخلال الواقع .. فالنظرة الدونية واللامحترمة سواء كانت في التعامل الرسمي أو الإعلامي أو حتى الشعبي لا تخطئها عين .

فقد ظلت مصر طوال تاريخها تأوي المناوئين والمعارضين لأنظمة الحكم في السودان على إختلافها في محاولة لزعزعة الإستقرار السياسي وحياكة المؤامرات حتى اليوم .. بل أن هناك شعور عام لدى النخب السياسية والثقافية وحتى العوام بأن السودان مجرد حديقة خلفية ومخزون إستراتيجي لها ولا يحق لنا الإستفادة من مواردنا والتي هي لأجل كثافتهم السكانية وأرضهم القاحلة ..!!!

ومصر ضد التحول الديمقراطي والانتقال للحكم المدني لأن الحكومة المصرية تعلم بأن شعبها شديد الحساسية والغيرة من قدرة من هم دونهم حسب زعمهم من بناء دولة محترمة بينما يرزحون تحت الحكم العسكري .

فمصر أول من إلتقط الثورة بعد تونس إبان الربيع العربي بل حتى في ظل الثورة السودانية إستطاع شخص واحد بإقلاق مضاجعهم وتحريك الشارع .. لذا نجد المؤازرة والدعم للشق العسكري على حساب المدني سواء بتدعيم الاستثمارات أو تفعيل المناورات أو والذي بدوره يحتاج لهذا الدعم لمآربه وموقفه الماثل .

إذ لا يعقل أن تشارك إقتصادياً وتناور عسكرياً من تحتل أرضه وتأسر جنده وتأوي معارضيه ومطلوبيه ..!!! فإذا كانت حكومة الإنقاذ قد قبلت بهذا الوضع المختل في ظل ضعفها الدولي وتورطها في محاولة إغتيال حسني مبارك فما الذي يجبر حكومتنا على القبول بهذا ..!!؟؟
ومصر – حكومة وشعباً – للأسف لا تحترم إلا من يدفع لها أو يشكمها .. وهو سلوك مشين يشبهها ويشبههم فلماذا لا تسلك حكومتنا سلوكاً يشبه شبعها الأبي العزيز الذي يرفض الذل والهوان ..!!؟؟ وما الذي جنيناه من هذا الجوار اللدود سوى نهب مواردنا وثرواتنا ..!؟ وماهي الفائدة المرجوة من تبادلنا التجاري وتعاوننا العسكري ..!؟ وهل النموذج المصري نموذجاً مثالياً ينبغي أن نحذو حذوه ..!؟

مصر أيها السادة تنظر إلينا وتعاملنا كعدو وهي حقيقة لا ينكرها حتى المكابر بل أن ما أصابنا من مصر لم يصيبنا حتى من إسرائيل نفسها أو من أي دولة أخرى .. والملاحظ أن مصر قد تراجع موقفها بخصوص مسألة التطبيع والتي كانت تريد أن يكون ملفاً ولكن بعد تدخل الإمارات تراجعت للخلف فهي لا تستطيع منازعة أولياء نعمتها والذين بإمكانهم تجويعها وتركعيها .. ولأن المصالح الإماراتية والسعودية تتعارض مع مصالحها فقد آثرت نيل حصتها من الشق الأقرب إليها والذي يمكنه تلبية مطالبها في علاقة لا شرعية تتنافى وقيم الثورة وتخالف دولة القانون والمؤسسات.

ومصر تعلم جيداً أن نهوض السودان خصماً عليها وأن إنفتاحه على العالم يعني تناقص فوائدها وأن الحكم الرشيد يجعل مصلحة الشعب فوق كل إعتبار من إستفادة من الموارد وسيادة على الأراضي لذا فلا تتوهموا الخير من الأعداء ..

نحن لا ندعو للمعاداة ولكن ندعو لتقديم مصلحتنا وندعو لإحترام من يحترمنا ويقدرنا وليس من يسخر منا ويستفزنا على قنواته وإعلامه تحت مرأى ومسمع من حكومته والتي بلا شك تؤيد هذا المسلك فمصر ليس دولة حريات حتى يخدعونا بأن هذا من باب حرية التعبير ..!! ولا نريد أن نعقد مقارنات مع دول أخرى فما يهمنا هو مصلحتنا ومصلحة وطننا وعلى هذا الأساس يجب أن نوالي ونعادي ولا نزج بأنفسنا في مزايدات ومكايدات فلن نجني من مولاة الأشرار إلا الأضرار .. ونحن لا نعيب سعي الدول لتحقيق مصالحها على حساب الشعوب الأخرى فهذه طبيعة الأشياء ولكن نعيب ونحزن لحرص بعضنا على تحقيق مصالح غيرهم ولو لصالحهم على حساب شعوبهم وأوطانهم ..!

السؤال الذي يطرح نفسه أين وزارة الخارجية من كل هذا .. وهل بيدها ملف العلاقات الخارجية وهي التي تحدد حجم العلاقات والمكاسب التي سنجنيها أم أنها خارج المشهد ..!؟
#دولة_القانون_والمؤسسات..
#الحصة_وطن..
#واعيين_ومكملين..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.