آخر الأخبار
The news is by your side.

لماذا لا تحتفل مصر بعيد الاستقلال؟

لماذا لا تحتفل مصر بعيد الاستقلال؟ .. إعلان الاحتفال بذكرى الاستقلال في مصر.. مبادرة سودانية للشقيقة

بقلم: سميح جمال

يقول التاريخ، أنه فى 15 مارس 1922، نالت مصر استقلالها من الاحتلال البريطاني، وذلك بعد أسبوعين من التصريح الذي صدر في 28 فبراير، والذي تكرمت فيه بريطانيا بمنح مصر حريتها.

ولكن في مصر لا الحكومات ولا الشعب يحتفل بنيله الاستقلال كما يحدث في كل العالم، حيث تحتفل الدول بذكرى استقلالها المجيد، وكما يحدث عندنا في السودان، فليست في مصر ثمة احتفال بيوم الاستقلال سوى الاحتفال بالثورات الداخلية، مثل ذكرى 23 يوليو، و25 يناير، و30 يونيو، وليست تلك التواريخ أكثر من تواريخ تشير إلى سقوط أنظمة سياسية داخلية، ولكن أين الاحتفال بالاستقلال يا مصر؟ هل هنالك سر وراء ذلك؟

إن عيد الثورة هو العيد الرسمي في مصر، والذي يخطب فيه الرئيس وتحتفل فيه كل السفارات المصرية في الدول المختلفة ونبارك لهم فيه عيدهم، وهو يوم مستحق، ولكن دائمًا نتحسر على ألا عيد للاستقلال هناك، فبجانب الثورة، نجد عيد الجلاء وأعياد النصر، ولكنها جميعها لا علاقة لها بعيد الاستقلال، فما هو السر يا مصر، لماذا لا تحتفلون في بعيد الاستقلال، لماذا؟

نريد أن نبادر نحن السودانيون، أشقاء مصر بمنحهم يوم 15 مارس من كل عام، ليكون هو عيد الاستقلال فى مصر، ويجب أن تخرج هذه المبادرة السودانية من الخرطوم إلى القاهرة، وهو الاحتفال المستحق باليوم الوطني وعيد الاستقلال، لأننا نعتبر اليوم الذي جاء فيه تصريح 28 فبراير 1922، الذي أنهى الاحتلال البريطاني على مصر، يومًا عظيمًا، إذ جاء بعده بأسبوعين اليوم الذي نالت فيه مصر استقلالها، وباتت دولة مستقلة ذات سيادة، في 15 مارس 1922، ولها حكومة وأحزاب ونواب وسفارات، ورفع فيها العلم المصري وعلت الأصوات بالنشيد الوطني المصري، فلماذا، لماذا لا تحتفل مصر بعيد استقلالها، ما السر وراء ذلك؟
.
ويشرح التاريخ أنه عقب ثورة 1919م، ذهب ممثلو مصر إلى مؤتمر الصلح، ولكن خذلهم الرئيس ويلسون ومعه المؤتمر، رغم تلغرافات سعد زغلول التي كانت تختتم بـ “تحيا الولايات المتحدة ويحيا ويلسون”، وبعدها عادوا للثورة مرة أخرى، ولكن في الأخير منحتهم بريطانيا الاستقلال، وأعلنت ذلك من طرفها، نعم هي لم تنزع استقلالها كما فعل السودان وبقية دول افريقيا والمنطقة بعد ذلك، ولكنه حقها الذي منح لها، وهو التصريح الذي جاء به سعد زغلول ومن خلاله، استقلت مصر، فلماذا لا تحتفل مصر بعيد استقلالها المجيد؟

هل لم تنل مصر استقلالها من خلال ذلك التصريح التاريخي؟ لا اعتقد ذلك، رغم بقاء بريطانيا في مصر حتى اليوم، وتقلبها في الأرحام، ولكن كان ذلك التصريح التاريخي بمثابة سيادة لمصر، فلماذا لا تحتفل مصر بيوم الاستقلال؟

نؤكد نحن شباب السودان، الذين نحتفل بعيد استقلالنا سنويًا، للأشقاء في مصر، بأننا نقود الآن المبادرة، بأن تحتفل مصر بعيد استقلالها المجيد في كل عام، فإن التغيير الذي يشهده السودان، يدعم من خلاله مصر لتعمل على الاحتفال بعيد الاستقلال المجيد.

وتحية الحب الأزلية من الشعب السوداني إلى الشعب المصري الشقيق، أبناء النيل الخالد.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.