آخر الأخبار
The news is by your side.

لماذا تم تفكيك مشروع الدكتور اكرم علي التوم ؟؟

لماذا تم تفكيك مشروع الدكتور اكرم التوم ؟؟

بقلم: بشرى أحمد علي

عندما عقر قوم سيدنا صالح الناقة وعلموا ان العاقبة سوف تكون بلا محالة هي العذاب الأليم ، هرع بعضهم الى سيدنا صالح وهم يستنجدون به حتى لا يصيبهم العذاب ، فطلب منهم سيدنا صالح المحافظة على حياة (الفصيل) فربما يخفف ذلك بعضاً من العذاب المرتقب ، ولكن هذه الخطوة قد تأخرت ، فحتي الفصيل قد عُقر فأحاط بهم العذاب .

بالأمس نعت وزارة الصحة سبعة من جنود الجيش الأبيض الذين ماتوا بسبب مرض الكورونا ، وقد كان من بينهم ضابط برتبة فريق في الجيش ، ومن بين الذين رحلوا أيضاً الدكتور التوم سراج الدين ، وهو يعتبر الاب المؤسس لمجال المعامل الطبية في السودانية ، وقد كانت معامل الراحل تفصل في ادق حالات التشخيص وترسم الطريق للعلاج الصحيح.

رحلت هذه الكوكبة من دون ان يفرد لها الإعلام المرئي أي مساحة تُذكر ، وذلك لأنه مشغول باستضافة قادة الجبهة الثورية والذين أصبحوا يتكلمون مثل شهرزاد ولا يسكتون عن الكلام المباح حتى يدركهم الصباح .

ولكن هناك أسباب دفعت نظام الفريق برهان الى التكتم على ضحايا مرض الكورونا ، فهو لا يريد افساد فرحة دخول الجبهة الثورية الى التيار الرافض للحكم المدني في السودان ، ثم أنه لا توجد شخصية في الحكومة الحالية من الممكن القاء اللوم عليها كما كان يفعل مع الدكتور أكرم.

وكلنا نذكر الضغط الهائل الذي مارسه المكون العسكري من أجل الاطاحة بالدكتور أكرم ، حيث كان يحاربونه بالاعلام والشائعات ثم طلبوا منه بان يكتب خطاب استقالته وعندما رفض اقالوه بقرار وزاري ، ومن ابرز خصوم الدكتور اكرم في تلك الفترة هم المترصدون والذين كانوا ينتشرون امام ابواب المستشفيات واسوار المقابر لاحصاء عدد الموتى لتحميل الدكتور اكرم المسؤولية ، بل ان أحدهم انتزع مريضاً من بين أهله في الشمالية وهو ينازع الموت  وحمله في عربة اسعاف و تركه يموت امام كبري النيل الابيض ليثبت ان الاجراءات الاحترازية كانت هي السبب في موته.

وهم لم يعملوا على الاطاحة بالدكتور اكرم فقط ، بل كانوا مثل قوم صالح الذين عقروا الفصيل ، وقد قاموا بالغاء كل البرتكولات التي اتبعها لمكافحة هذا المرض حيث فككوا مستشفيات الحجر الصحي وطردوا الاطباء الذين يعملون بها ورفضوا دفع مرتباتهم ، ثم أصبحت المساعدات الخارجية الخاصة باحتواء هذا الفيروس تصل الي الأجهزة الأمنية والتي اصبحت توظفها في خدمة العلاقات العامة وشراء الذمم.

وبرحيل الدكتور أكرم يكون قد اختفى الوجه المشرق لوزارة الصحة السودانية و الذي كانت تحذيراته الصريحة سبباً في احتواء الفيروس ايام الموجة الاولى ، وكان الدكتور أكرم هو نافذة السودان إلى الخارج ويحظى بثقة المنظمات الانسانية .

والآن والمرض ينتشر بين المواطنين ، ولا توجد احصائيات موثوقة ، وأجهزة الدولة الرسمية لا تبالي بالكارثة …فكم نقدم لهم من الضحايا حتى يتخذوا القرار السليم حيال هذا الوباء؟؟والمؤسف انهم اصبحوا يتعالجون في الخارج .

ولا أعتقد ان بيان النعي الذي اصدرته وزارة الصحة يوم أمس كان كافياً لدق ناقوس الخطر …فالدولة التي أحزنها رحيل عميلة الموساد بمرض الكورورنا لا تقيم سرادق العزاء للفريق والطبيب في الجيش الذي مات بمرض الكورونا أثناء أدائه للواجب .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.