آخر الأخبار
The news is by your side.

لماذا تلتصق جرائم المسلمين بدينهم أي تصبح جريمة إسلامية!

لماذا تلتصق جرائم المسلمين بدينهم أي تصبح جريمة إسلامية!

بقلم: د. ولاء امين

في حوار شيّق وناضج حول مقتل الأستاذ الفرنسي؛ تم وضع سؤال ” لماذا تلتصق جرائم المسلمين بدينهم أي تصبح جريمة إسلامية…بينما في بقية الديانات الجرائم تبقى الجرائم فردية؟!”…الحوار كان يدور بين الدكتور محمد مختار الشنقيطي وأحد الأعضاء السابقين لمجلس الشيوخ الفرنسي؛ المُميز في الحوار أنه كان عبارة عن مناظرة علمية…خالية من انهيار قواعد الجدل ومن طغيان المنزع الإدعائي بإمتلاك الحقيقة وتطبيق عملي ل “قُلۡ هَاتُوا۟ بُرۡهَـٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ”…جرى الحوار كالتالي:

-د. محمد: أليس وصف جريمة المقتل الأستاذ الفرنسي بأنها جريمة إسلامية تعدي وتجريم وانتهاك لمشاعر مليار معتنق لهذه الديانة؟!…هذا تجريم بالإشتراك؛ أي أنكم تقومون بتجريم مليار مسلم لكونهم يدينون بنفس ديانة القاتل!

-عضو مجلس الشيوخ: هو يقتل باسم الله ويرفع شعار التوحيد الإسلامي…لم نصفه من تلقاء أنفسنا!

-د.محمد: المتطرف الذي قام بقتل أكثر من خمسين مسلم في مسجديّ نيوزلندا كان يقتل باسم المسيح ويصرح بدوافعه المسيحية وأنه كان يثأر لمقتل مسيحيين قتلوا في معارك تاريخية بين المسلمين والمسيحين…ولكن المفارقة أننا لم نصف جريمته بالجريمة المسيحية وأنتم أيضاً تصفونه بالمتطرف أو الرديكالي -ولا تصفون قاتل الأستاذ بالمتطرف أو الرديكالي- هل تقبل أن نصفه بوصف مجرم مسيحي؟!

– عضو مجلس الشيوخ حاول التهرب من إجابة هذا السؤال؛ ولكن المذيعة و الدكتور محمد الشنقيطي استمرا بطرح السؤال وتكراره إلى أن أقر العضو بموافقته على وصف مجرم نيوزلندا بالمتطرف المسيحي؛ هنا رفض الدكتور وصفه بالمجرم المسيحي وقال بأنها إهانة لجميع معتنقي هذه الديانة…ثم استفاض قائلاً: إهانة الديانات أمر ينمُ عن جهل معرفي وعدم إدارك بأن أفعال معتنقها لا يجعل الجريمة منسوبة إليها….عضو مجلس الشيوخ؛ أختتم الحوار بقوله: سأخبر بقية الأعضاء بما ناقشناه هنا وسنعيد النظر في الأمر.

خلاصة القول…الحوار كان تفسيراً لما قاله مالك بن نبي في كتاب الصراع الفكري؛ المشكلة ليست في الدفاع عن الإسلام الذي يجد في جوهره حصانته من عطاء الله له…بل في تعلم المسلمين الدفاع عن أنفسهم بما في الإسلام من وسائل دفاع.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.