لماذا انا نسوية؟ ( 1) … بقلم: د. اشراقة مصطفى

لم أصل الى ذلك إلا بعد تجارب و معارك شكلت وعي كامرأة لا أعرف متى بدأت انتباهاتي الأولى بالضبط ولكنها بدأت في وقت مبكر وسؤال صناعة وكيفية توزيع الطعام الذي تصنعه النساء تحت نيران وهجير يمتزج فيه العرق مع الملح وتكون الاولية لتناوله الرجال… ثم الفتات للأطفال ومن قبل للاولاد….. فمن أين جاء ذلك؟ هذا السؤال تبلور مع تفتح اشجان الوعي المؤلم. وما اذكره ان عملية الختان بكل بشاعتها شكلت حديقة وعي بكل اشواكها،ماذا تغيير بعد هذه العملية البشعة؟

ما عدت العب مع رفاقي من الاولاد تحت المطر ولم ابني بيتا ثم نهدمه لنعيد بناؤه بفرح طفولي.
لعبة عروس وعريس و ( بت ام لعاب)…. وسؤال إستمرارية الحياة عبر التزواج ومنح الحياة زينتها عبر ولادة اجيال جديدة.

بعد العملية البشعة التي احتفى بها امهاتي وجاراتنا وامتزجت روائح دمي بسعفات ستغرس على ثمرة الحياة الرطبة التي معها قبروا طفولتي الغضة.

لماذا المحتفيات نساء والتي تجز مكامن احدى شهوات الحياة التي يمنحها العقل إشارة الابتهاج ايضا امرأة لها سلطتها المستمدة من أهمية مكانتها الإجتماعية في التقطيع ولاحقا في( العدل).

ليس عدلا اجتماعيا ولكنه قهر لتضيق براحات الفرحة التي تمنحها المرأة ذاتها لتبهج زوجها وهو يكابد ليخترق هذا الخرم الذي ضيقته القابلة؟

من أين جاء كل ذلك؟ وهل النوع يحدد وحده مساحات التضامن بين النساء فقط لان نوعنا واحد ام براحات الوعي المشترك مع بعض الرجال الاكثر نسوية من هؤلاء؟

النسوية هي الوعي بالتمييز الذي يقع على النساء بسبب النوع وعلى بعض الرجال لاسباب اخرى منها الاثني والطبقي ولكن وجع التمييز العنصري والنوعي واحد والاستجابة للاجتراحات تختلف.

في هذه السلسة انطلق من تجارب عملية احاول عبرها الاجابة على الكثير من الاسئلة والتحريض على الاطلاع من المعارف والتجارب الإنسانية الممتدة بدلا من الكليشيهات الجاهزة والتنميطات المعلبة عن النسوية.

يتبع.