آخر الأخبار
The news is by your side.

لماذا أقيل د. أكرم التوم ؟

لماذا أقيل د. أكرم التوم ؟

كتب مسعود الحسن السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني بالعاصمة القومية

الصحة للجميع.. ليست شعارات.. إنما معركة وصراع شرس يجب أن نخوضه دون تهاون او تراخي.. فالانتصار لمطالب الجماهير لن يتحقق بضربة لازب ولن تتحقق بالانكفاء علي النصوص والتهويم المتعالي بالمصطلحات والبيانات وانما يتم الانتصار بتحقيق المكاسب مهما كانت صغيرة و بالمعارك اليومية والالتحام مع الجماهير في قضاياها الحياتية من معيشة وكساء وعلاج وتعليم وحق في العمل.. وغيرها من الحقوق التي يجب انتزاعها.

الواقع ان ما يدور في الصحة جزء من مظاهر الصراع _ وهو صراع طبقي بامتياز _ بين السير في ذات السياسات الاقتصادية للنظام البائد التي افقرت الشعب السوداني و عملت على تسليع التعليم و الصحة وخصخصة المرافق الصحية وبيعها وتجفيفها لصالح الرأسمالية الطفيلية وحلفائها ام شق طريق التنمية المتوازنة والتي تنحاز للغالبية العظمي من جماهير شعبنا من الفقراء والكادحين وذوي الدخل المحدود و مفارقة سياسات النظام البائد، وإعادة الدور الريادي للقطاع العام وتقديم خدمات صحية وتعليمية مجانية وإعادة توزيع السلطة والثروة وازالة كل اسباب الظلم والتهميش وتحقيق السلام العادل والديمقراطي ووقف الحرب ومعالجة جذور الأزمة الوطنية العامة والانتقال للديمقراطية المستدامة .

*هنالك قوي ذات مصلحة في مواصلة السير في الطريق القديم و تسعي وتضغط للتغيير الوزاري الجديد وتنسق فيما بينها و من خلفها جهاز إعلام الكتروني يروج ويبشر باقالة مجموعة من الوزراء على رأسهم وزير الصحة بحجة تقييم اداء الوزراء.

* السبب الحقيقي هو الموقف من قضية تسليع الصحة والعلاج وما الخلافات الدائرة حول ملف الدواء و المنتفعين من تجارته واحتكاره لتعظيم ارباحهم من معاناة المرضى الا مظهر من مظاهر هذا الصراع بالاضافة للخلاف مع د. صديق تاور واللجنة العليا لجائحة الكورونا والذي لايختلف في جوهره عن الصراع حول المصالح الضيقة و فرض الوصاية على وزارة الصحة وافشال الوزير ليسهل التخلص من السياسات التي تتقاطع مع مصالحهم الطبقية.

* اقالة د حمدان و الحملة الشرسة التي تقودها بعض الاجسام المهنية و سط الأطباء ، ومحاولات جر د. اكرم لعمل تصريح او بيان للوقوف ضد 30 يونيو لوضعه في مواجهة مع لجان المقاومة والثوار، رغم ان هذا من صميم عمل لجنة طوارئ الكورونا التي يتراسها السيد تاور.

* كل ما يتم هو مخطط لمواصلة خصخصة الصحة و بشكل اساسي ملف الدواء و الصراع حول تحرير سعره وضد إعادة تشغيل و تهيئة المستشفيات الحكومية وفق خطة للتشغيل برامج صحية ورفدها بكوادر وزيادة الصرف عليها بدلا عن تحويل الميزانيات للمستشفيات الجامعية او مستشفيات الامن كما كان تاما في النظام البائد .

* يظهر الصراع في جانب اخر في المجلس القومي للتخصصات و صراع د. شاكر زين حول وظائف النواب، و المسنود من لجنة الاطباء المركزية و لجنة الاستشاريين اللتان تقفان حجرة عترة أمام تهيئة المستشفيات الحكومية و فتح مستشفى الخرطوم، و الذي يمثل لهم استهداف مباشر لمصالحهم في القطاع الخاص في الصحة، لانها ستقفدهم عياداتهم و مستشفياتهم الخاصة، كما أن ما تطرحه وزارة الصحة الاتحادية الان هو توظيف الكوادر وتحفيزهم لاستبقائهم مما يعني فقدان القطاع الخاص للعمالة المدربة و الرخيصة في ذات الوقت .

* اغلب برامج الوزارة سابقا توجه الدعم الفني و التدريبي لسوبا و بشائر وغيرها من مستشفيات جامعية تتبع للتعليم العالي وليست للصحة.

* برامج الرعاية الصحية الأولية الذي تم الشروع في تفعيله من د.اكرم و د. حمدان، يهدف لتقديم الخدمات الصحية الاولية من تطعيم و متابعة امراض مزمنة و حوامل في مراكز وشفخانات و وحدات غيار حكومية داخل الأحياء يتعارض مع مصالح المستوصفات والمستشفيات والعيادات الخاصة وتحديدا المستثمرين في الصحة ولهذا تتم مهاجتهم والسعي الممنهج لافشالهم.
* إقالة الوالي لمدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم هو فرملة لتفعيل النظام الصحي والرعاية الصحية الأولية لمصلحة تسليع الصحة.

* إذن القضية ليست في د. أكرم لم يستشير الوالي او د. حمدان لم يعزيه في والدته.. الخ من المبررات الفطيرة. فالترشيحات المتداولة لمستثمر في الصحة لمنصب وزير ومدير عام للصحة كان متواليا مع النظام البائد ومازال يحتفظ بكل علاقته مع رموزه بالصحة يعني الاستمرار في نفس السياسات القديمة، فالقضية هي الصراع حول السياسات التي تحقق مطالب الجماهير وتطلعاتها في التغيير. والدفاع عنها ليس مسئولية الوالي او الوزير ولا المدير العام.

* لم يقم الشعب السوداني بثورته ليعاني من ذات السياسات التي ثار عليها ولن يتنازل عن مطالبه التي قدم لأجلها أغلى ما يملك من شهداء ومن دماء أبنائه وبناته فالدفاع عن تفعيل النظام الصحي على مستوى المحليات واحد مهام استكمال الثورة ومن القضايا ذات الأولوية في سلم المطالب المتمثلة في مجانية التعليم العام والصحة وهي تبدأ من تكوين مجالس للتعليم والصحة في كل حلة وحارة وحي وفريق تشرف وتراقب وتخطط للتنمية على المستوى المحلي بعد حصر الاحتياجات والنواقص لاستكمالها عبر الوزارات المعنية وتراقب أداء المحليات في تقديم هذه الخدمات وتوجيه الميزانيات المخصصة لها وفق بنودها وتلعب لجان المقاومة في تكوين هذه المجالس الدور الرئيسي لتمارس دورها في الحكم بديمقراطية شعبية على مستوى القواعد بعد تكوينها لجان التغيير والخدمات.
#التحية لنضالات شعبنا في نيرتتي..
فالنصر معقود بلواء الجماهير…
والمجد والخلود للشهداء..
#التحية

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.