آخر الأخبار
The news is by your side.

لكي لانلخط بين التطبيع والتتبيع … جدل المفاهيم … بقلم: ابشر رفاي

  لكي لانلخط بين التطبيع والتتبيع … جدل المفاهيم … بقلم: ابشر رفاي

    فتح الامر التنفيذي الذي اصدره امس الاول الجمعة الرئيس الامريكي دونالد ترامب والذي قضي برفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للارهاب والذي جاء متزامنا او كان شرطا لازما من شروط التطبيع مع اسرائيل فتح هذا الامر التنفيذي التاريخي فتح باب النقاش مجددا علي مصراعيه حول حقيقة وحق وعدم حق تطبيع السودان مع اسرائيل . ان الخطوة التأريخية التي اتخذتها بخيرها وشرها الادارة السيادية والتنفيذية الانتقالية بالبلاد وعقبال التشريعية ، هي خطوة قد ظلت تشكل هاجسا وحاجزا وحلما يراود الكثيرين وايضا خطا شديد الاحمرار يمنع تجاوزه برأي الاخرين من قطاعات الشعب السوداني وذلك منذ الاستقلال ، وتجدر الاشارة في هذا الشأن بأن الرؤى المتجددة قد اشارت بوضوح في عددها الصادر قبيل قرار الرفع والتطبيع اشارت في قراءة بعنوان الرئيس الامريكي دونالد ترامب يسوق الشعب السوداني بالخلاء الصي ، ومنافسه الديمقراطى جو بايدن ووزير خارجيته مايك بمبيو ، يسوقانه بالدغري ! فلازالت الرؤي عند موقفها الخاص بمسألة السواقة بالخلاء الصي ، حتي يحصل العكس فالسواقة بالخلاء برأى الرؤى تتم عبر شارعين خلويين ، الشارع الفرعى الاول يقفل عند محطة الانتخابات التجديدية التي تجري الان علي اشدها الان بين الرئيس الجمهورى ترامب المنتهية ولايته الاولي (٤) سنوات ومنافسه الديمقراطي جو بايدن ، حيث تعد الخطوات الجمهورية الترامبية التي اتخذت بشأن الاوضاع بالسودان ، ممثلة في دفع تعويضات اسر ضحايا التفجيرات والتطبيع مع اسرائيل والرفع عن قائمة الارهاب والتطور الايجابي للعلاقات الثنائية هذه المسائل تشكل في مجملها دعم سياسي حاسم يصب في مصلحة ترامب الانتخابية وهو بالمناسبة الاقرب الي الفوز بولاية رئاسية ثانية تمتد لمدة اربع سنوات ، ذلك أنه لا احد سيتنبأ بان السيد ترامب سيظل كما هو الان شوكلاتة ام سيتحول بعد الفوز الى شكلة . ثم الشارع الفرعى للسواقة بالخلاء سينتهي عند منطقة الحاجز والحاجب التشريعي للكونغرس الامريكي باعتباره الجهة المختصة بالاجازة النهائية للامر التنفيذي الخاص برفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للارهاب.
ونذكر هنا بان مسألة وضع السودان بقائمة الدول الراعية للارهاب قد تمت بتدابير تشريعية تحولت إلى قانون اجيز بواسطة الكونغرس ذو الاغلبية والرئاسة الديمقراطية ، فالتحدي السياسي يكمن الان في المساحة الزمنية والاجرائية والقانونية والاجازية والتطبيقية المحصنة لاحقا للامر التنفيذي الرئاسى للسيد ترامب ، فأي مطبات سياسية محتملة تعترض سبيل ذلك الاجراء مابعد الانتخابات التجديدية والفوز بها وعدمه يعد مسألة اخلاقية بحته ، ونوع من السواقة عبر خلاء كلفورنيا . تلك كانت محازير لامجاملة فيه ، وبالسوداني نقول لدونالد ترامب هذا كلام من نوع الببكيك وهو افضل لك بعشرات المرات من كلام البضحكك ، وعن قياس الرأى العام السوداني تجاه الرئيس ترامب الذي في ظل ولايته رفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للارهاب بخطوة تنفيذية رئاسية هذه لفتة بارعة يستحق عبرها ترامب والشعب والادارة الامريكية الشكر والتقدير والتكريم . فلايوجد سوداني علي ظهر البسيطة عادل ويتحري في نفسه العدل لا يشيد بالخطوة ويشكر القائمين علي امرها من السابقين ومن ادارة الفترة الانتقالية ممثلة في السيادي والوزراء والحاضنة السياسية وغيرهم ، وعن ربط وعدم ربط خطوة رفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للارهاب ربطها بالتطبيع مع اسرائيل ، في تقدير الرؤي ، ان الكثيرين في تناولهم لهذه المسألة يخلطون بين اسس التطبيع ومأسى التتبيع فالاخير يتم من خلاله وضع الدولة والشعب والحكومة طوعا وطاعة وتضليلا وكرها في وضعية التبعية والذيلية والامعات وهذا لايتسق ويتفق مع طبيعة وماهية الشخصية السودانية . اما موضوع التطبيع مع اسرائيل ، دون المساس برأي الاخرين ومواقفهم اي كانت مرجعياتهم و فلسفاتهم فأن الرؤي المتجددة سبق ان تطرقت الي هذا الامر بوضوح مبينة بان التطبيع ممكنا ولكنه يجب ان يمر بمراحل حتمية هذا لصالح الاطراف ولصالح اخلاقيات وكفاءة التطبيع نفسه ، النقطة الاولي سلامة النيات ونزاهة الخطوة وشفافيتها بما يتناظر واساسيات رفض وموانع التطبيع ، النقطة الثانية مسالك التطبيع وطرقه واساليبه المتحضرية 1 – مسلك الحوار السياسي والانساني حول القضية الفلسطينية 2 – مسلك الحوار الحضاري رؤية ومفاهيم وفقهيات حول الفرص المتاحة لحلول القضية داخل المكون الديني والانساني المحددة 3- مسلك ثالث حوار الحضارات الذي يجمع نخب ومرجعيات الديانات السماوية والارضية وذلك لبحث خيارات الحلول من داخل المرجعيات ، حلولا من شأنها توفير الحد الانساني والاخلاقي لحفظ قيم العدل والسلام والامن والاستقرار لاعمار الارض وليس تدميرها وهو هدف استراتيجي يلتف حوله الاخيار ويعمل دونه اشرار من شياطين الجن والانس واخرين من دونهم ، وبنظر الرؤى حول التطبيع الذي صار امرا واقعا ، تؤكد الرؤى بان صاحب الرسالة يعادونه ولايعادي فان مسألة اعتماد اسلوب العنف والعنف المضاد والمقاطعة والممانعة حذر التطبيع هذه الاساليب تعبر عن المسلمين وبعضهم وليس بالضرورة عن الذكر الحكيم الذي وسعت حكمته واحكامه وهو لايضيق بالاخرين قيما ومقاما ولكن قد يضيق حملته والحاملين عليه يضيقون عقلا وصدرا واصدارات فمسألة تهيب التطبيع مع اسرائيل التي مع مرور الزمن تحولت الي نقطة ضعف وفوبيا تطبيع وسط المسلمين وغير المسلمين ، فنصيحتنا للسيد البرهان والسيد حمدوك واخرين ، ان كانت خطوة التطبيع التي اتخذتموها مع اسرائيل قصد منها التتبيع فان الامر خاسر من الان دنيا واخرة ، وان كانت الخطوة قصد بها اخلاقيا التطبيع مع اسرائيل علي الحقيقة والحقوق والكرامة الانسانية فان السودان وشعبه قادرا بوعيه الانساني والحضاري المتقدم قادرا علي عدل الميلة والتميل والميلان لصالح قيم الحق والفضيلة ، فالعرب والمسلمين قد جربوا عبر تاريخ القضية جربوا المقاومة السياسية والدبلوماسية والقتالية والتفاوضية الاستهلاكية مع اسرائيل ، فلماذا لايجربوا خيارات التطبيع التدريجي ، انساني سياسي دبلوماسي حضاري يضمن امن و سلامة الابعاد السياسية والحضارية والانسانية ، فهل ؟ اسرائيل ونخبها جاهزة . في حالة الاجابة بنعم هذا يعني بان المجلسين السيادي والوزراء مطلوب منهما انشاء الية مركزية لادارة مشروع التطبيع بعمقه السياسي والشعبي والحضاري ، وعن علاقة مشروع التطبيع السوداني مع اسرائيل ، هذا ليس بالضرورة ان يتطابق مع تطبيعات وتتبيعات الاخرين ومقاومتهم وقومتهم وقعدتهم ولسع الكلام حضاريا وسياسيا وانسانيا يتدافع نحو الحق والحقيقة والنصيحة.

اخبار اليوم

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.