آخر الأخبار
The news is by your side.

كيف تصنع شائعة.!.. بقلم: شمائل النور

كيف تصنع شائعة.!.. بقلم: شمائل النور

على مدار يوم أمس طفحت مواقع التواصل الاجتماعي بكم هائل من المعلومات والشائعات، أخبار هنا وهناك، صور لدبابات منتشرة هنا وهناك، اعتقالات، محاولات انقلابية…الخ.

هذا الجو الملغوم بالمعلومات غير الصحيحة والمبالغ فيها هو أكبر مهدد أمني، أكبر من المحاولات الانقلابية أو المخططات التخريبية التي تسيطر على البيانات الرسمية في مثل هذه الحالات.

وللأسف الحكومة نفسها تسهم بدرجة كبيرة في صناعة هذا الجو الملغوم. مثلاً، أعلنت الحكومة مساء أمس الأول عن إغلاق الجسور ليومي 29 و 30 يونيو، تحسبا للمليونية، وهذا ربما يكون مفهوم حتى لا تتحول المسيرات إلى مركزية وهو الأمر الذي لا تريده السلطات.

لكن بعد إعلان الحكومة بساعات، تفاجأ الناس أن السلطات أغلقت الكباري في وقت متأخر من الليل، أي قبل الموعد المحدد، ثم مضت أكثر من ذلك، حيث طوقت وسط الخرطوم وأحاطته بسيارات الجيش والحواجز الخرسانية الضخمة إحاطة السوار بالمعصم، وانتشر الجنود على الأرض قبل موعد المليونية بيومين.

ثم توالت الأنباء غير المسنودة إلى أي جهة، تتحدث عن اعتقالات وسط المدنيين والعسكريين، ثم أنباء تتحدث عن محاولة انقلابية، وأنباء تتحدث عن تفكيك خلية إرهابية.

يحدث هذا بالتزامن مع نشر مكثف لمعلومات مجهولة المصادر تتحدث عن دخول مجموعات أفريقية، وتحركات لقوات الدعم السريع من إقليم كردفان إلى الخرطوم…الخ.

محاولة استنطاق أو الحصول على معلومة بشكل رسمي تكاد تكون مستحيلة، بل أن المدنيين لا يملكون معلومات حول الوضع الأمني والعسكري على الوجه المطلوب. في ذات الوقت، تلوذ المؤسسات العسكرية والأمنية بالصمت المطبق وحينما تتحدث تطلب من المواطنين عدم الالتفات للشائعات.

لماذا لا يخرج بيان رسمي أو تصريح مقتضب يضع حدا لهذه الشائعات بتوضيح بسيط لشرح أسباب هذه الإجراءات المفاجئة.

الشائعات لن تتوقف طالما أن هناك فراغ، فالطبيعة لا تقبل الفراغ، كلما لاذت الجهات الرسمية بالصمت وقت الكلام كلما صنعت بيئة مواتية للشائعات، وطالما أن المواطن متلهف لمعرفة ماذا يجري حوله، وهذا أقل حقوقه فلن يتردد في تصديق أي معلومة غير صحيحة، لأن الطبيعي أن تكون هناك إجابات للأسئلة الملحة والتي لا تقبل الانتظار حتى الغد.

الشائعات سوف تتمدد وسوف تحل محل الحقيقة طالما الحقيقة محبوسة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.