آخر الأخبار
The news is by your side.

كيف أنقذ الجنرال (حميدتي ) فصائل الجبهة الثورية من الإفلاس ؟؟

كيف أنقذ الجنرال (حميدتي ) فصائل الجبهة الثورية من الإفلاس ؟؟

بقلم: بشرى أحمد علي

كشفت صحيفة المواكب في عددها الصادر يوم أمس معلومة في غاية الأهمية تخص أسرار إتفاق جوبا ، فقد أكد الأستاذ التوم هجو ، وهو زعيم مسار الوسط ، أكد أن فاتورة العشرة ملايين دولار التي تقدم بها اتحاد الفنادق في دولة جنوب السودان للجنرال سلفاكير بعضها يخص استضافة فصائل الجبهة الثورية.

فالجبهة الثورية كانت عاجزة عن دفع الإيجارات وتكاليف السفر لكن عندما اقبلت على اتفاق جوبا أصبحت تملك تأميناً للدفع ورأت إدارة الفنادق في جوبا انها تتعامل مع potential investment opportunity ، فتخلت عن حذرها المعروف وفتحت الباب لقادة الجبهة الثورية والذين استغلوا الفرصة الذهبية ايما استغلال ، فكلما طال آمد التفاوض كلما أرتفعت التكلفة.

ولم تكن هناك حرب بين المكون العسكري والجبهة الثورية بعد الإطاحة بنظام البشير ، والجبهة الثورية فقدت مصادرها المالية بعد ان تخلت عنها حكومة جنوب السودان وتشاد ، وكانت قبل توقيع إتفاق جوبا على وشك الإفلاس وبعض جنودها فكروا ملياً في الإلتحاق بقوات الدعم السريع والمشاركة في حربي اليمن وليبيا.

ولكن الجنرال حميدتي قدم لها حبل النجاة وأستخدمها كورقة سياسية ليقوي بها مركزه في الخرطوم ، فلعب الأستاذ محمد حسن التعايشي دور هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي في أيام الحرب الباردة حيث قاد التفاوض على الورق ، كان دور التعايشي هو التنسيق فقط وهو لا زال يظن أنه حقق في اتفاق جوبا ما عجز عنه الاوائل.

مثلت الفنادق العقبة الاساسية التي اعترضت اتفاق جوبا حتى بعد مجئ قادة الجبهة الثورية للخرطوم ، حيث تم التعامل مع هذا التسهيل كأنه غنيمة حرب ولم يكن هناك ترشيد او استخدامه بوعي ، وفي فنادق الخرطوم إلتقى ثوار الداخل بثوار الخارج ، فإنتقل الجميع بما فيهم المعارف والاقارب للأقامة في خمسة فنادق كانت هي الوحيدة المتاحة في العاصمة الخرطوم ، ولكن ما كان لهذا الواقع ان يستمر طويلاً ، فلم تتحمل البنية الفندقية المتهالكة لفنادق الخرطوم طول الإقامة ، وبرزت مشاكل الصرف الصحي وسوء الإستخدام وعلت الأصوات وطالبت بضبط هذه المسألة.

كان الفريق برهان بعيداً عن أزمة الفنادق ، وعندما بلغه الخبر سأل قادة الجبهة الثورية عن كيف كانوا يدبرون حياتهم ومعيشتهم قبل إتفاق جوبا.

اما الأستاذ التعايشي فقد إنسحب عن هذه الأزمة وقال أنها أزمة لوجستية من اختصاص وزارة المالية.

إنتهت أزمة الفنادق بخيرها وشرها ولكن الخبراء الذين استضافتهم صحيفة المواكب أكدوا ان اتفاق جوبا لم يعد موجوداً إلا على الورق ، وحتى أن الميزانية الجديدة لم ترصد مبالغ لهذا الإتفاق مما يعني أنه في حكم المنتهي ، بل أن أحد الخبراء مضى إلى ابعد من ذلك حيث قال … ربما تكون فاتورة الحرب أقل تكلفة من فاتورة السلام، وأنا لست من اصحاب هذا الرأي ، ولكن السلام الحقيقي والشامل والذي ينصف المواطن المغلوب فإنه رابح بطبيعة الحال ومهما كانت التكلفة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.