آخر الأخبار
The news is by your side.

(كورونا) فيروس فتاك ولكنه ليس أكثر فتكا من قادة النظام القمعي الفاسد البائد

(كورونا) فيروس فتاك ولكنه ليس أكثر فتكا من قادة النظام القمعي الفاسد البائد

  بقلم: منعم سليمان

تحركات كثيرة يقوم بها أهالي وأسر قادة نظام القتل والفساد البائد للإفراج عن أقاربهم من سجن “كوبر” بإستغلال انتشار جائحة كورونا في البلاد!
وقد وصلت الجرأة ببعضهم درجة ان ابن المجرم الفاسد “نافع علي نافع” سير – دون أدنى حياء أو خجل- سير مسيرة لمبنى النيابة العامة يطالب فيها بالإفراج عن والده ومن معه.. وإذا كان نافع علي نافع الذي لم يسلم أهل السودان من بذاءة لسانه وقسوة وفساد يده بريئا فمن يكون مجرم الأمة وقاتلها وسارقها؟!
كذلك شاهدت اليوم مقطع “فيديو” مؤثر لشابة سودانية تناشد فيه باكية رئيس وأعضاء مجلس السيادة بالتدخل والإفراج عن والدها المسجون بسجن “كوبر”.. خوفاً منها ان تصيبه عدوى الفيروس القاتل داخل سجنه كما قالت.
لم تكن هذه الشابة سوى إبنة “عبدالرحيم محمد حسين” صنو المجرم المعزول وصديقه ووزيره وشريكه في جرائمه الخطيرة والكثيرة.. حتى صار مطلوباً معه أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.. وربما لا تعرف هذه الفتاة خطورة والدها – وكل فتاة بأبيها معجبة- وخطورة من معه من القتلة والمجرمين على الأحياء والأشياء في بلادنا.. بما يتضاءل أمامه خطر الفيروس القاتل!
وبالطبع كل هذه المخازي لا تلغي التعاطف مع هذه الشابة -التي تبدو البراءة على ملامحها بعكس ابن الأول- وضرورة احترام مشاعرها وتفهم حزنها.. فالأبناء لا يختارون اباءهم ولا يتحملون خياراتهم.. ولا ينبغي تحميلهم تصرفات وجرائم ذويهم وأهاليهم إلا لو شاركوا فيها أو تنفعوا منها!
وقد ساءني جدا رؤيتها وهي في تلك الحالة الإنسانية المؤثرة.. وزاد تعاطفي معها لمعرفتي ان مجلس السيادة لن يتدخل في قرار الإفراج عن والدها.. إذ انه مطلوب محليا ودوليا.. وفي جرائم خطيرة لا تجوز فيها الشفاعة والكفالة.. ومحاولة التدخل للإفراج عنه لا تسبب أزمة داخلية فحسب.. بل تسبب مشاكل سياسية وقانونية كبيرة أمام المجتمع الدولي.
وأضم صوتي لصوتها ولكن دون المساس بإجراءات العدالة بدواعي انتشار جائحة كورونا.. وأناشد السلطات بتوفير مطلوبات الحجر الصحي داخل السجون لجميع السجناء دون إستثناء.. بتخصيص محاجر داخلية تستوفي كل الشروط الصحية المتعارف عليها.. وتزويدهم بوسائل وأدوات الوقاية والتعقيم.. بما يضمن عدم تفشي الوباء داخل السجون.. وهذا أقل مطالب الثورة التي قامت من أجل تحقيق العدالة وصون كرامة وحقوق الإنسان.
نحترم تعاطف الأسر مع أربابها.. ونقدر تعاطف هذه الفتاة مع والدها.. ونقول لها وعبرها: ان محاكمة والدك ومن معه من القتلة والمجرمين ليست مسألة ثأر وإنما قضية عدالة.. ونحن لا نريد ولا نتمنى الموت لوالدك ومن معه داخل سجن كوبر.. نريدهم أحياء يقدمون للمحاكمة أمام محاكم عادلة – داخلياً وخارجيا- ليعيشوا بعدها أذلاء يقضون ما تبقى من حيواتهم في السجون.. تطاردهم أرواح ضحاياهم الكثيرة المنتشرة في كل ركن من أركان البلاد: من الخرطوم وكجبار وحتى أقاصي شرق السودان.. ومن دارفور وجبال النوبة حتى أقصى قرية بولاية النيل الأزرق.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.