آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام بفلوس: كيف نحمى فلذات أكبادنا من الضياع !

كلام بفلوس: كيف نحمى فلذات أكبادنا من الضياع !

بقلم: تاج السر محمد حامد

* إن الابن فى نظر الأباء والأمهات نموذج للولد الطيب الولد الهادى الوديع الذى لا يتصور أحد أن يكون فى يوم من الأيام (ناشزا) أو خارجا عن القانون .. بالطبع (لا) فالخروج على القانون والثورة على النظام أو بعبارة أخرى (الإنحراف) لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها لا بد من مقدمات ولابد له من إستعداد نفسى هيأت له ظروف سابقة .. والإبن فى كثير من الأحيان يبذل المحاولات ليحذر والديه من المصير الذى ينتظره .. وهو قد يلجأ إلى الطريق المباشر إلى الحديث عن مشكلته .. ولكن هذه الطريقة ليست مضمونة فى كل الأحوال .

* فالإنسان وخاصة فى مثل هذه السن المبكرة لا يستطيع التعبير عن نفسه بوضوح .. قد يحس بالخطر يتهدده ولكنه لا يدرك مصدره ولا يهتدى إلى حقيقته .. وهو حتى لو عرف قد لا يجد الشجاعة فى نفسه ولا الثقة بغيره حتى يبوح بما يخفيه ويؤرقه .. والطبيعة هنا لها حكمتها فى مثل هذه الحالة .

* فالولد الذى لا يريد أو لا يستطيع أن يتكلم عن مشكلته يصدر عنه من الأفعال والتصرفات ما يغنى عن الكلام ويحل محله فى الإشارة إلى الخطر الذى ينتظره .. فما هى هذه الأفعال التى يمكنك عن طريقها أن تتنبأ بالانحراف قبل وقوعه؟ وماهى التصرفات التى تضع يدك على موضع الداء؟ فتصرف له العلاج قبل فوات الأوان .

* ان هذه الأفعال والتصرفات تبدأ فى أيام الطفولة ومن أهمها الإحساس بالشقاء وهو أحد الأسباب الرئيسية للإنحراف ومع ذلك فإن كثيرا من الأباء والأمهات لا يلتفتون إليه ولا يتبينون حقيقته .. فالطفل غير السعيد لا يحدث كثيرا من الشغب فى البيت أو المدرسة .. ومن هنا كان إهمال الوالدين لهذه الظاهرة التى لا ينبغى أن تكون .. فالشقاء قد يتحول إلى عادة وموقف كئيب من الحياة والأحياء .

* ولهذاء كان من أهم مسؤوليات الأبوين أن يعرفا الأسباب التى تدفع إبنهما فى هذا الطريق .. إن القدرة على السعادة هى أهم ما يجب أن يبذره الأباء والأمهات فى حياة الأبناء .. ولكن كثيرا من الأباء والأمهات يخفقون فى معرفة علامات الشقاء .. كيف إذن يمكنك أن تحكم على طفل أنه شقى ؟ إذا كان متقلب المزاج مشغول البال حاد الطبع لا يقبل على اللعب مع زملائة فاغلب الظن أنه شقى .. وإذا ظلت هذه الصفات ملازمة له فمن وأجب الأم مساعدته فى إتخاذ القرارات أو بعبارة أخرى إشعاره بان هناك سلطة توجهه وتحميه فى نفس الوقت .

* الأطفال اليوم يتعرضون لكثير من الوسائل التى تغريهم بالعنف .. ففى وسائل الإعلام كالفيديو والتلفزيون والمجلات القصصية يلتقون بكثير من الأبطال الذين يتسم سلوكهم بالعنف .. ومن هنا كانت حيرة الأباء والأمهات إزاء العنف الذى يبدو فى مواقف أبنائهم .. هل هو من النوع المرضى الذى يجب أن يعالجه ؟ أم هو مجرد رغبة فى تقليد الأبطال الذين يثيرون حماستهم ويستولون على إعجابهم .

* ومهما يكن من أمر هذه الحيرة .. فإن العنف والقسوة شئ لا يجب أن يتصف بهما طفل صغير حتى وإن كانت ممارسته لهما أثناء اللعب .. ولهذا كان ميل الطفل إلى هذا النوع من السلوك نذيرا لوالدية لا يصح السكوت عليه .. ومن أهم أشكال العنف التى تدل على خطر بالغ .. اشعال النار ! ولهذا فمن واجب الوالدين إذا لا حظنا على طفلهما ميلا إلى العنف أن يحاولا إبعاده فورا عن أفلام الفيديو وبرامج التلفزيون المرعبة والمجلات التى تتسم بهذا الطابع .. والله الموفق .. وكفى .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.