كلام بفلوس: عبدالعزيز عبدالماجد حامد .. إنطفى قنديل الثريا 

كلام بفلوس: عبدالعزيز عبدالماجد حامد .. إنطفى قنديل الثريا  

بقلم: تاج السر محمد حامد

فى هذا العام عام 2021 فقدت الأسرة ثلاثة من العائلة بدءا بإبن خالى عمر محمد عمر أبوعائشة وبعده إبنتنا زينب أحمد وأخيرا حبيب الكل إبن عمى عبدالعزيز عبدالماجد حامد .. وهنا علينا أن نتذكر بأن الموت حق وإن نهاية كل منا لا ريب فيها ولا تأخير وإن النهاية وأحدة وهذا قضاء لا مفر منه ولا مهرب .. وقد ينسى كل منا تلك الحقيقة إما بفعل مشاغل الدنيا ومغرياتها المادية أو بفعل التكبر والعجرفة أو بفعل المنصب والجاه اللذين قد يحجبا عنا تلك الحقيقة لوهلة من الزمن .

رحل عنا عبدالعزيز وعمر وزينب لمصيرهم المحتوم وهو قضاء الله عز وجل الذى لا ريب ولا شك فيه وهو القضاء الذى لا مرد له ولا مرجع منه ولا وساطه فيه ولا سند ولا مقدم ولا مؤخر .. فالموت حق على الجميع يتساوى فيه الكل دون إستثناء أو تفضيل لإنسان على إنسان .

قد لا نبكى فى أشد لحظات الألم والحزن لكن اليوم نبكيكم يا عبدالعزيز وعمر وزينب .. تتجمد مشاعرنا وتقف الدموع فى محاجرنا فلا تبارحها ويصاب كل منا بدرجة تثلج غريبة فى الأعماق ونشعر معها بكل شئ ميت كل شئ متوقف كل شئ لا يتحرك على الإطلاق فموت الأعزاء مصيبة ومحن لا مرد لها ولا منجى منها .. فإذا أختلطت كل هذه الأشياء فى لحظة كهذه اللحظة القاسية تتحول أحاسيسنا وشعورنا وأعصابنا ودمنا ولحمنا إلى رماد.

فالذين عاشوا تجربة مأساة من تجارب الحزن هم الوحيدون الذين يفهمون هذه اللغة المملؤة بالكآبة والتمزق إلى درجة الإختناق .. فكيف للإنسان فينا أن يعبر عن مشاعره وحبه وشوقه لحبيب وعزيز قد ذهب وولى إلى غير رجعة .. وبأى قلم أستطيع أن أرثى إبن خالى وإبن عمى وإبنتنا الذين فارقوا هذه الحياة من غير رجعة .. وبأى كلمات حب ومشاعر وشوق وحنين استطيع كتابتها لتبقى خالده إلى آخر الزمن .

لا ريب أن الأحزان والآلام والمعاناة الإنسانية من جراء فقدانهم قد يعجز عن وصفها القلم كما يعجز اللسان .. فعمق المشاعر التى نشعر بها لا يمكن لمخلوق أن يشاركنا فيها بل ستظل مخزونا فى أعمق أعماقنا .. فعندما حان موعد أجلهم المحتوم وجاءهم ملك الموت ليأخذهم على غفلة من بين الجميع وأمام أعينهم فلم يتمكن أحد منا أن يمد لهم يد العون أو المساعدة .. فكان الحزن والألم .. لكن مانفع الحزن والألم ومانفع الحسرة والندم ومانفع البكاء والعويل فمن ذهب فقد ذهب ولن يعود إلى أن يشاء الله رب العالمين ويحين موعد لقاؤنا الأبدى الأخير معهم .

فراقكم مؤلم والحياة حينما تقسو علينا فإنها تباعد بيننا وبينكم فتمزق حياتنا وتجعلنا غرباء فى دنيا يندر فيها الأحبة .. وليس ألم للنفس ولا أقسى على المشاعر من أن تفقد إنسانا هو ماضيك وحاضرك ليعتمر النفس الحزن العميق والجرح العتيق .. فرحلوا إلى حياة أخرى داخل حياتنا لنراهم ونحسهم ونشعر بهم .. فليس صحيحا إن الإنسان ينسى وليس صحيحا أن جراحاته تلتئم بهذه السهولة وإنما الصحيح هو أن المصائب تدفن بعضها بعض.

ألا رحم الله أبن خالى عمر وإبن عمى عبدالعزيز وإبنتنا زينب الذين أوفاهم القدر فى هذا العام الكئيب .. وأستميحكم عذرا إذا توقف اليراع عند هذا لأننى أشعر بوساوس الشيطان الكريهة تتسلل إلى نفسى بخطوات سريعة وساحاول بقدر إستطاعتى صرف هذا الخاطر عن ذهنى وأذهب فورا لأتوضا وأسجد لله العزيز القدير مستغفرا ومنيبا إليه .. وكفى .