آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام بفلوس: الإنسان يموت .. لكن الكلمة لا يمكن لها أن تموت !!

كلام بفلوس: الإنسان يموت .. لكن الكلمة لا يمكن لها أن تموت !!

بقلم: تاج السر محمد أحمد

مدخل:-
طول بالك عزيزى القارئ واقرأ بكل تمعن وهدوء فلا تزهج ولا تتذمر فإنها الحقيقة عندما ينسى الإنسان أو يتناسى إن نهايته لا ريب فيها ولا تأخير وأن النهاية وأحده وان إجراءات أى إنسان آخر كبير أو صغير .. غنى أم فقير فى أى مكان عاش أو يعيش فيه الإنسان فى هذا الكون كائنة لا محالة .. وقد ينسى الإنسان نهايتة الأخيرة وهو قضاء لا مفر منه ولا مهرب .. وقد ينسى تلك الحقيقة إما بفعل مشاغل الدنيا ومغرياتها المادية أو بفعل التكبر والعجرفة أو بفعل المنصب والجاه اللذين قد يحجبا عنه تلك الحقيقة لوهلة من الزمن .

وعلى الرغم من ذلك الجحود أو النسيان كله قد يفتكر الإنسان أخرته وينسى دنياه لوهلة من الزمن ويعود إلى رشده وواقعه عندما يفقد عزيزا أو حبيبا أو عندما تصيبه مصيبة من مصائب الله تعالى فى نفسه فهى مصائب لا مرد لها ولامنجى منها .. حينها يفتكر الإنسان إن الله حق ويتذكر آخرته ويذهب فى الدنيا وجميع مافيها خصوصا عندما ينزل ذلك الإنسان إلى القبر بترابه الحار وبرائحته الكريهة وبضيقه وشكله القاتم لكى يودع فيه إلى الأبد جثة حبيب له أو قريب ينزل تلك الجثة الحبيبه إلى القبر لتصبح بعد مدة جزء من تراب ذلك القبر إلى أن يشاءالله رب العالمين .

وكل مايتبقى لدى الإنسان من الإنسان مجرد ذكريات ولقاءات وتصورات من شرائط الماضى التى لا يمكن أن تعود .. ولا يبقى إلا الذكر الحسن والسيرة الحسنة والأفعال الحميدة .. لا يبقى من الإنسان إلا ماتركه الإنسان من إبن بار وصالح .. أو علم ينفع أو صدقة جارية فلا البكاء ولا العويل ولا الرثاء ولا الأنين قد يغير فى الأمر شيئا أو يعيد ماذهب فى الطريق الذى لاعودة منه .

كيف للإنسان أن يعبر عن مشاعره وحبه وشوقه لحبيب أو عزيز قد ذهب وولى إلى غير رجعه .. كيف وبأى قلم يستطيع الحى أن يرثى حبيبه الذى ذهب وولى إلى غير رجعه وأصبح رفاة فى رفاة .. وبأى كلمات حب ومشاعر وشوق وحنين يكتبها لتبقى خالدة إلى آخر الزمن .. فالإنسان يموت ولكن الكلمة لا يمكن لها أن تموت بل قد تعيش إلى الأبد .. ولا ريب أن الأحزان والآلام والمعاناة الإنسانية من جراء فقدان حبيب أو قريب قد يعحز عن وصفها القلم كما يعحز اللسان فعمق المشاعر التى يشعر بها الإنسان وحده فقط ولا يمكن لمخلوق أن يشاركه فيها أو يشعر بها معه.

فعندما يحبن موعد الأجل المحتوم وينقض ملك الموت على الإنسان لياخذه على غفلة أو من بين الجميع وأمام أعينهم ولن يتمكن أحدا منهم أن يمد له يد العون أو المساعدة .. يأتى الأجل فى لحظة سكون لم تكن متوقعة .. لحظة يكون فيها الإنسان فى شغل أو إنشغال فى الأعمال أو المال أو الولد .. يحزن الإنسان ويتألم على الفراق .. ولكن مانفع الحزن والألم ومانفع الحسرة والندم ومانفع البكاء والعويل .. فمن ذهب فقد ذهب ولن يعود إلى أن يشاء الله رب العالمين عندما يجتمع الشمل مرة أخرى ويحين موعد اللقاء الأبدى الأخير .. (يوم القيامة).

وأخيرا وبكل حسرة وألم أريد أن أشير إلى حقيقة أصبحت وأضحة أمام الجميع حقيقة محزنة ومخجلة فى آن وأحد .. هى وإنه حتى فى الموت وفى مراسم العزاء وفى قواعد المواساة الإنسانية سواء العائلية منها أو الوظيفية أصبحت المادة والمصالح الشخصية تطغى على كل شئ .. حتى على الوظيفة والتقاليد والقيم والأخلاقيات الإسلامية .. بل ولقد طغت المادة والمصالح وسلوكيات النفاق والرياء والمداهنة على المشاعر الإنسانية الأخوية الصحيحة أو الصادقة وعلى القيم والأخلاقيات الإنسانية النبيلة.

  ففى مراسم العزاء وإجراءات العزاء لم يعد الهدف والمستهدف منها تقديم المواساة والمشاركة فى الحزن لأهل الميت من أجل عين الميت أو من أجل مواساة أهل الميت عقيدة وأدبا وخلقا .. وإنما ومع الأسف الشديد أصبحت مراسم المأتم والعزاء تعتمد فى كثافة حضورها من حيث النوع والكم على مكانة الميت فلو كانو من أهل المكانة والجاه أو النفوذ والقوة فسيتوافد عليهم الجميع زرافات زرافات فى المقابر وفى منازل العزاء يوميا وحتى اليوم الأخير .. ولو كانوا أناسا على قدر حالهم لهم مالهم وعليهم ماعليهم فسيفد إليهم من هم على دين قوى وخلق حسن .. سيفد إليهم من لا يفرق يين إنسان أو إنسان ولا ينتظر منفعه من ذلك العزاء ولا مكرمه منه أو منصب .. وكفى .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.